" الإجراءات التي أتخذها ليست إلا تدبيرا جذريا للإسراع في تفجير الحقيقة والوصول للعدالة".ولكن لدي شغف واحد: تنوير الذين تم حجبهم في الظلام، وباسم الإنسانية معاونة هؤلاء الذي عانوا الكثير ولهم حق التمتع بالسعادة.رسالتي رسالة احتجاج نارية وما هي الا مجرد صرخة روحي.دعوهم يتجرؤن ويجلبونني أمام محكمة قانونية، وليتم التحقيق معي في وضح النهار! " إميل زولا ،"إنى أتهم! "(1898)

الأحد، أبريل 25، 2010

التزوير في حضرة (علماء السلطان )والإمام الشافعي يمد رجليه

بقلم :مصعب مصطفي الجزولي – المحامي

melgzoli@yahoo.com



أدلي الناس بأصواتهم بحرية تامة ،وفي الساعة الرابعة بعد الظهر ،اعلان الجرس في الساحة العامة نهاية الاقتراع ،وقام (الدون ابولينار موسكوت )بإغلاق الصندوق بقطعة ورق الصقها عليه ووضع عليها توقيعه ،وفي مساء ذلك اليوم نفسه ،وبينما كان (الدون) يلعب الدومينو مع (اوريليانو) أمر الرقيب بان ينزع ختم الورقة المصمغة ألموقعه والملصقة علي صندوق الاقتراع ،كي يقوم بحساب الأصوات ، فكان عدد الأوراق الزرقاء والحمراء متساويا تقريبا،ولكن الرقيب لم يدع من الأوراق الحمراء سوي عشر منها وأكمل الفرق بأوراق زرقاء ثم ختم الصندوق ثانية بورقة مصمغة جديدة ،وفي ساعات الصباح الأولي ..أرسل الصندوق إلي عاصمة الإقليم وعندها قال (اوريليانو) :

(سوف يخوض الأحرار الحرب)....فأجاب (الدون ) هو مايزال يركز اهتمامه علي لعبة (الدومينو)(أنهم لن يعلنوا الحرب بسبب تبديل أوراق الاقتراع ،لأننا أبقينا بعض الأوراق الحمراء كي لأتكون هناك اعتراضات وشكاوي)...فأدرك (اوريليانو) عندئذ صعوبة كون الإنسان في المعارضة ، وقال :(لو كنت من الأحرار لقاتلت بسبب تبديل هذه الأوراق ) فنظر إليه (حموه الدون ) من فوق نظارته وقال له (لو كنت من الأحرار ، ياعزيزي لما شهدت تبديل أوراق الاقتراع حتي ولو كنت صهري ).....

(( غابريل غارسيا ماركيز-مائة عام من العزلة))،،،،،



التبادل السلمي للسلطة الذي ينشده الجميع يعتمد أولا علي نزاهة الانتخابات الديمقراطية .فعلي النزاهة والشفافية في إجراء الانتخابات يعتمد مشروع تحقيق العدالة وهذا يعني أن من يعمد الي تزوير الانتخابات ،لايريد إلي الحرائق التي أكلت البلاد من إطرافها أن تنطفي،ولا لهذا الشعب أن يقرر مايريد ، فتزوير الانتخابات رغم حساسيته ،قد تبدو عواقبه الوخيمة غير واضحة لعدد كبير من المواطنين ، فقد يتصور البعض من البسطاء أن الضرر الذي ينتج عن تزوير الانتخابات هو مجرد فوز حزب أو تحالف بعينه بعدد من المقاعد التي لاستحقها ولسنوات معدودة ...وإذا كانت هذه النتيجة بحد ذاتها تعتبر مخالفة صريحة للقانون،لكنها سوف تبدو ليست صغيرة إذا عرفنا الإضرار الوخيمة الاخري التي تترتب نتيجة لهذا التزوير أي تلك التي ستلحق بمبدأ التبادل السلمي للسلطة جراء أي (تزوير)يحدث وأهمها ربما المعاملة بالمثل من القوي السياسية الاخري ،التي أبعدت أو ابتعدت عن العملية السياسية (بالتزوير) وهذا يودي الي اتساع ظاهرة التزوير ،لتتكرر في الدورات المقبلة ،مما يدفع لخلق حالة من عدم الثقة بالعملية الديمقراطية برمتها،وهذا يؤدي حتما الي نوع من الشعور بالخيبة لدي المواطن المغلوب علي أمره بالجهات المناط بها التغيير وبصناديق الاقتراع التي تعتبر عنوان التحضر وسر تقدم الدول في العالم المعاصر.

وكم تمنيت ان تخرج علينا (هيئة علماء السلطان عفوا السودان) بعد المهزلة الانتخابية التي حدث فيها ما حدث من تزوير لايحتاج الي كثير عناء لإثباته،بفتوي وتقول فيها بكل شجاعه بان (لا سمع ولإطاعة لسلطان مزور ) فهل الغش حرام ،اما ان الغاية تبرر الوسيلة ،وخاصة وان هذه الهيئة درجت علي إصدار الفتاوي ونشرها للأمة قبل بدا الانتخابات مرة تفتي بان (عدم اختيار القوي الأمين كفر) وتارة تفتي بان من (يعطي صوته لشيوعي أو مسيحي يخرج من الملة وذنب لايغتفر ) وغيرها من الفتاوي السمجة ولكن الذي يسال منه الجماهير ألان ،هل طاعة سلطان مزور وغشاش حرام أم حلال ؟؟؟؟ ،وهل مناهضة خيار الأمة يعتبر جائزا شرعا ؟؟؟؟؟ وهل الذي يعطي صوته عن جهل وتأويل للكفار والمشركين والملحدين (في عرف الهيئة) أسوأ؟؟؟ أم الذي يقوم بتطويع الدين لخدمة اغراضة الشخصية ؟؟؟ وإغراض السلطان؟؟؟؟ وهل الذي يزور ويقول الزور قوي أمين ؟؟؟؟فان المواطن البسيط يريد إجابات فقهية عن هذه الأسئلة وغيرها من النوازل من هيئة علماءؤه الموقرة ، حتي يطمئن علي دينه،وعلي حياد الهيئة ومن ثم يلتزم بفتاويها...اما ان فتاويكم تكون بأمر السلطان وألان بعد (فوزه) ماعدا يحتاج إليكم فقد انتهت حوجته..نوموا يرحمكم الله ...وسيوقظكم السلطان ان احتاج لفتوي اخري....

يقال ان الإمام الشافعي قد لاحظ ان واحدا من مريديه لم يتكلم ...وقد تهيب الإمام الشافعي ان يمد رجليه في مواجهة هذا الرجل الذي يبدو مهيبا ووقورا ....ثم طلب إليه الشافعي ان يسأله ماشاء ...فما كان من هذا الرجل إلا ان قال:اذا وجد الإنسان نفسه في الشمس ولم يجد ماء يتوضاء به أو ترابا يتيمم به، ولم يصل مدي الحياة فهل يدخل النار؟؟؟؟

قال الإمام الشافعي :ألان يحق للشافعي ان يمد رجليه....

الاثنين، أبريل 12، 2010

حمار موضي

حمار موضي




موضي ناظرة ناجحة في احدى مدارس الرياض.. حاولت مرة واثنتين وثلاثا اقناع اصحاب الشأن بحقها في قيادة السيارة.. لم تنجح، قامت بطريقة ذكية وطريفة بإقناع اصحاب الشأن بهذا الحق خطوة خطوة.. حملت رخصة قيادتها الدولية وركبت سيارتها وطاردها رجال الامن واوقفوها. وحاولوا اقناعها ان وجود السائق مهم معها حتى يحميها ويتحمل اعباء اي عطل يحدث لا سمح الله.
بعد ايام انطلقت بسيارتها وركب السائق في المقعد الخلفي.. واندهش الجميع عندما نزلت موضي بعد ان اوقفها رجال الامن مرة اخرى، ونزل بعدها السائق.. فقالت لهم انها اخذت السائق ليحميها ويساعدها في اي عطل يحصل كما يقولون.. رغم انها اعلم بشوارع المنطقة وتتحدث العربية.. لكن الموضوع لم يفلح.
في المرة الثالثة، وبشيء من خفة الدم، قادت موضي «سيكل» ودخلت في مطاردة مع سيارات الشرطة من شارع إلى آخر الى ان تمكنوا من ايقافها وانزالها وسط دهشة كل الحضور.
لم تيأس موضي ولم تكل ولم تمل.. وكيف يكون ذلك، وهي تعرف ان ما تطالب به ابسط حقوقها الانسانية، خاصة انها لا تضر احدا به ولا تغضب الله قبل كل شيء في ممارسته.. وهنا استحضرتها فكرة جهنمية، اعجبتني جدا واعجبني اسلوب تفكيرها وطريقة اقناعها لبعض العقول التي لا تعرف سوى الرفض، ولا شيء غير ذلك، اشترت موضي حمارا وركبته بعد المغرب، وراحت إلى طريق العليا القريب من منزلها، وما ان بدأت بالسير حتى انتشرت الرسائل الهاتفية كالنار في الهشيم، وتكاثرت السيارات حولها وارتفع الهرج والمرج وارتبك السير.. واعترض رجال الامن طريقها واوقفوا حمارها، وبدأ الحوار العاصف معها.. وكان ردها.. انا استخدم الحمار مثل النساء في عصر النبوة.. فيه شيء يمنعني من ذلك؟
رد عليها رجال الامن: الزمن تغير الآن والوضع ما عاد مثل اول.. الشوارع مهيأة الآن لاستخدام السيارات مو الحمير.
رديت عليهم موضي: ما في شيء يمنعني من استخدام الحمار.. هي قيادة الحمار تحتاج رخصة؟.. رد عليها رجال الامن لا.. فأجابت اذاً ابعدوا عن طريقي بس.. وبعد ان انسحب رجال الامن قالت موضي انها تطالب الجهات المسؤولة بترتيب اماكن بجوار الاسواق والاماكن العامة لوقوف الحمير.. مادامت النساء غير قادرات على قيادة السيارات.