tag:blogger.com,1999:blog-79167297667074071652024-03-08T21:50:34.667+02:00متابعات" الإجراءات التي أتخذها ليست إلا تدبيرا جذريا للإسراع في تفجير الحقيقة والوصول للعدالة".ولكن لدي شغف واحد: تنوير الذين تم حجبهم في الظلام، وباسم الإنسانية معاونة هؤلاء الذي عانوا الكثير ولهم حق التمتع بالسعادة.رسالتي رسالة احتجاج نارية وما هي الا مجرد صرخة روحي.دعوهم يتجرؤن ويجلبونني أمام محكمة قانونية، وليتم التحقيق معي في وضح النهار! "
إميل زولا ،"إنى أتهم! "(1898)مصعب مصطفي الجزولي _المحاميhttp://www.blogger.com/profile/02941529057537424554noreply@blogger.comBlogger108125tag:blogger.com,1999:blog-7916729766707407165.post-70602063623944537012011-08-13T20:26:00.002+03:002011-08-13T20:26:42.678+03:00شخبطة قلم مكسور!!!!!!!!!!نوستراداموس حلتنا<br />
<br />
كنت في طفولتي التقي خلف بيتنا الطيني ..بكائن ما ..لا أظنه بشرا..ربما يكون ساحراسطوريا فمؤهلاته ارفع من ذلك ،يسألني عن أخبار القرية ،من مات ومن تزوج ومن ولد ومن طلق ومن جرح ثم يعطيني ريال مقابل معلوماتي الثمينة،ويذهب في حال سبيله ، أخبرني ذات مرة بأن هنالك طفلة ستتحول اليوم، التفتُّ إليه متسائلا "تتحول إلى ماذا" فرد مقطبا "إلى امرأة" .. في الغد أفاقت القرية على عويل أم قُـتلت طفلتها على يد والدها، بعد أن وجدها تضاجع أحد صبيان المزرعة . أخبرني بأن السماء ستمطر حجارة فانهارت مئذنة مسجدنا الطويلة، وأن القمح سيمتد إلى السحاب فاحترقت بعض مزارع القرية، وأن الأرض ستنبت موتا فاجترَّ السيل جثث المقبرة .. أخبرني بأشياء كثيرة، حتى حان اليوم الذي أبلغني فيه برحيله، منحني خمس ريالات واستدار راحلا، قطع عدة خطوات ثم التفت نحوي متأملا، وقال بإصرار((لم تجد ام الرخم وابو السعن…والحديات غير حكيم الطيور الهدهد…لكى يهديها ..الى ارض مملكة يكون لهم فيها شأن واستقرار…وهيبة وسلطان...لم افهم ذلك وأنا مع جدي بعد زمن طويل من تلك الحادثه انظيف الارض من الحشائش اذ به يرفع راسه مخاطبني((ناسك ديل ياولدي ذي السمبر لاشأن لهم بأرضهم ولايمانعون فى استقبال اى غازى او غريب فهم طيبون مسالمون…بسطاء فى عيشهم…لايبذلون جهد جهيدا…يهاجرون حيث..العيشة الساهلة والحالة الماهلة .. ولذلك لايحسون بالضيق من يحاول اغتصاب أرضهم..ياجدي ديل دراويش ساي ... ياولدى الدروشة…كانت ضلت طريق بحور المعرفة…شن فايدة الامة…المشتتة…السايحة؟؟؟؟<br />
_______________________<br />
* يذهب الكثيرون إلى النور ليس ليرو الحقيقيه , بل ليلمعوا أكثر.....(علي هامش النهضة الزراعيه) <br />
<br />
<br />
<br />
<br />
الرجل المجروح<br />
<br />
خشي ان اقترب منك.....!!!وأنا أصلي صلاة الحاجة كل ليلة أن تاتيني سرا وأن تضاجع وساوسي يقينا....لكن أخشي أنت تكون رجل يبحث عن مُسكن ومهدئات لحكايات أمسه الحزين لذا اخشي ان اعود منك بخفي وجع وقلب محطم وجسد خراب...دعني أحبك فقط كالاصدقاء الطيبين ياتون في العام مرة ويغيبون!!!وساظل أصليك خمسين وجعا في اليوم والليلة واسبغ الدمع عيك!!!!! ______________________________ _________ <br />
<br />
____<br />
*من (مذكرات)أمرة ضاله اشبعها الضياع ركلا <br />
<br />
<br />
<br />
لأتاتي<br />
<br />
قلبـي العزيــز : الرجــاء توقــف عــن الإهتمــام بكــل شــيء , دورك انتهى , مهمتـــك الآن فقــط ضــخ الـــدم ودع الباقــي لعقلـــي ،وتعال من كل الزمان محملا بالنهار ولأتاتي حين يغمض الوقت أبوابه!!!<br />
_________<br />
*معظم الحزن فينا من مستصغر الفرح. <br />
<br />
نداء أرضي<br />
<br />
ناشدني الارض هيا ..فقلت لها فكي أسري ((تعبت ))أفي كل يوم أنا حاضر الحروب لماذا يعيدون قتل الفتي الفتي لايعيد سوي الاغنيات ...ولذا أنتبذت الحزن مكاناً قريبا ......حينما عبروه مسرعين!!! <br />
<br />
<br />
وطن مكلوم<br />
<br />
أاستأجر رساماً واخذ يملي عليه بأفكاره ارسم لي طريق مسدود هنا ، وأسلاكاً شائكة هناك وأطفال عراة وجياع هنا ودبابات ومطبات وحواجز وعراقيل و و و ، نفد صبر الرسام وقال له املي علي ماتريد مرة واحدة وأنا ارتب لك الموضوع حسب رؤيتي ، فأجابه حسناً ......ارسم لي وطن......!!!!!!!<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
أشياء عاديه جدا<br />
<br />
أليس الموت في النهاية شيئا عاديا..تماماً كالميلاد,والحب,والزواج,والمرض, والشيخوخه,والغربة,وا لجنون,و أشياء أخرى؟؟ فما أطول قائمة الأشياء العادية التي نتوقعها فوق العادة,حتى تحدث. والتي نعتقدد أنها لاتحدث سوى للآخرين,وأن الحياة لسبب أو لآخر ستوفر علينا كثيراً منها,حتى نجد أنفسنا يوماً أمامها...!!<br />
______________________<br />
((لذا كان يكره أيضاً ماكان يسميه سابقاً (أنصاف الملذات) أو (أنصاف العقوبات((...<br />
<br />
<br />
بيت شعر<br />
<br />
قال والدي بعد أن استمع إلى أبيات شعر باردة ومملة ألقاها شاب: "يبدو وكأن كل شيءٍ موجود في هذه الأبيات. يوجد بيت, ويوجد موقد ,. ويوجد حطب , ويوجد قدر , ويوجد حتى لحم في القدر. لكن لاتوج نار.فإذا البيت بارد, والقدر لايغلي, واللحم غير لذيذ. حيث لاتوجد نار لاتوجد حياه وهكذا , أشعارك في حاجة ٍ إلى نار ياعمك!"<br />
<br />
<br />
<br />
سنن ابويه<br />
<br />
*كنت يانعاً في العرس البهيج وكانت الخمرة تتدفق من الأقداح , ووضعوا عصا في يدي وقالوا: اختر فتاة تراقصها وقفت مرتبكاً وسط الزحام, لا أعرف أي جميلةٍ أختار وأخذ الكبار يرشدونني لاتختر هذه ,بل تلك. وأصبحت بالغاً وأعطوني القيثارة كي أغني بلدي الرائع لكنهم يعلمونني من جديد ,كأنني طفل غن ذا , ولاتغن ذاك !!!<br />
______________________________<br />
الإنسان وإن ولد حراً يظل عبداً لقساوة الشرائع التي سنها آباؤه وأجداده!!!<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
احتلال الضمير<br />
<br />
فمن يطلب منك التنازل عن حقك كي يمنحك الحريه ،أو يطلب منك التنازل عن الحريه لكي يمنحك حقك ،كمن يمسك بيدك من جهة وبرقبتك من جهة أخري ثم يهددك بقطع احدهما ثمنا لترك الاخري ولذا عندما يتحرك قطار الحريه، ليس أمام الناس سواء أن يختاروا بين أمرين: أما الركوب فيه.......وأما الموت تحت عجلاته...؟؟؟ خيار ثلاث ومستحيل ((أن يخرج الرئيس للشارع ليحرق نفسه أمام الكاميرات الاعلاميه ...ويسقط شعبه((.........،،،،، --------القطار والشعب ألان في المحطة........؟؟؟؟؟؟؟ وأخيرا................ ))أذا رفضت أن تكون محتلا في منطقة ضميرك فليس في مقدور احد أن يحتل منك مكان أخر))<br />
<br />
<br />
<br />
العاري<br />
<br />
أنا هنــا مثل غيري ... أخاف الحقيقة ! أخاف من سماع صوتي ! أخاف أن التفت لظلي ! ربما هناك ... حيث لاوطن ! سأمتلك الشجاعة ! وأقول مالم أقله ... حين كنت عارياً ....... بلا كـــفن !!<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
معاينة خاصة<br />
<br />
بعد ان فشلت في المعاينة للوظيفة العامة,طافت بخاطري ذكريات ,جمعية القرأن الكريم . أستاذ الدين . العربي . مدير المدرسة كل هؤلاء الذين تأمروا علي اطفال يعتبون علي سلالام المراهقة وغرسوا في دواخلهم الخوف والتحذير من كل شئ،ماتتكل علي الزير,غسل يدك أول وتعال اكل, ما تبزغ في (الكوز)؟ التفت الي اخي الصغير الذي كان معي..اتا عارف طيروني في شنو؟ الفرض بين سنتين ماعرفتو.لا لا مافي دي انا شفتك بزغت..وين في المعاينة)أحتمال؟<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
نحيب<br />
<br />
قالو فيك ما قلوا سأبكي كالحرائر في القرى و أئن من وجعي لقتلك في الاتفاق سأطوف بالريات سوداً كلما دوا العزاء بقريتي في كل مأتم من صدر امي يا وطني أخذت حبك ايها الوتر المعظم“النخل” يبكي في مصابك بالندى ويطيل نوحك ما رعته يد الرياح اما الحرائر في القرى فشفاههاخضبت مئاتمك السنية بالنياح..؟؟؟؟؟؟؟؟<br />
<br />
<br />
<br />
الوطن الحبيبة<br />
<br />
مازالت بلدنا، تحترق أطرافها بنيران الجنجويد وارتال المسلحين من كل حدب وصوب وعدم مبالتنا جميعا بما يحدث ، فينعم مترفوها وسادتها بالتغني بأمجادهم ورجال السياسة بخيباتهم (حكومة –معارضة ومن شياعهم) من الكهنة والسدنة وصغار حراس المعابد ،والانتهازيين بمصالحهم ،و في ركن قصي يقف من يُطلق عليهم (المثقفاتية) مؤتزرين لغة خاصة متمترسين وراء رموز ونصوص عصية الإدراك لاهثين وراء معنى مخبوء تحت غياهب اللسان وهم يتحدثون عن الوطن ابداعهم لونه معروف، كل (الكنتة) لان تكون منهم هو أن تتحدث أو تكتب كلاما غير مفهوم مثل: (الأغنام زهاء العتمة من خصر الحديد)) ((هاهو الوطن الحبيبة...يرمي ظله الليلي في اتكاءات المساء))...... ((اتلهفتك في تباريح الزمن المكهرب بالنواح)).والى آخره من مرصوص الكلمات الفارغة.!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! فجميعا(كمواطنين) ..مطالبون بتحديد مواقفنا . قبل ان نسمع (السودان السابق).وعندها لن يجدي التلاوم ..والي آن نعرف أين نقف... (أنا بفتكر انو شكل الحاجات ما مرتبة بي صورة ابستمولوجية)؟؟؟؟<br />
___________________<br />
*الجفلن خلهن اقرع الواقفات (مثل سوداني)مصعب مصطفي الجزولي _المحاميhttp://www.blogger.com/profile/02941529057537424554noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-7916729766707407165.post-14299562328472757472011-07-27T14:10:00.000+03:002011-07-27T14:10:07.830+03:00القانون الجنائي السوداني لسنة 1991 (النظام العام) ليس هو (الشريعة الإسلامية) - المادة (152<br />
مقدمة : ====== كثر الجدل في الآونة الأخيرة حول القانون الجنائي السوداني لسنة 1991 هل هو الشريعة الإسلامية ام لا ؟ خصوصاً بعد حادثة القبض على الصحفية السودانية (لبنى احمد الحسين) بواسطة الشرطة المطبقة لهذا القانون و المسماة – شرطة أمن المجتمع و المتعارف عليها "مجتمعياً" بشرطة (النظام العام)- هذه الحادثة هزت المجتمع السوداني لأن الصحفية لبنى تكتب مقالاُ يومياً بالصحف السودانية أسمته (كلام رجال) تنتقد فيه الحكومة الأوضاع الحالية بالسودان ، كما أن التهمة التي تم توجيهها لها – بالرغم من وجودها في القانون – وجدت إستنكاراُ من طائفة كبيرة من أفراد المجتمع السوداني على إختلاف خلفياته الفكرية و إنتماءته السياسية و التهمة هي :<br />
مع العلم أن ملابسها – لحظة إلقاء القبض عليها – كانت بشهادة الكثيرين (محتشمة) و ووقورة أيضاً<br />
ارتداء ملابس تسبب مضايقة للشعور العام! --------------------------------------------- القانون الجنائي لسنة <br />
القانون الجنائي لسنة 1991 (تعريف) ====================== ه<br />
<br />
القانون الجنائي لسنة 1991 الباب الأول أحكام تمهيدية الفصل الأول أحكام تمهيدية<br />
<br />
1. إسم القانون<br />
<br />
يسمى هذا القانون "القانون الجنائي لسنة 1991<br />
<br />
ويعمل به بعد شهر من تاريخ نشره في الجريدة الرسمية<br />
<br />
2. إلغاء<br />
الغى قانون العقوبات لسنة 1983.<br />
<br />
نشر فى الجريدة الرسمية بتاريخ 20/2/1991<br />
<br />
نلاحظ الآتي : =======<br />
<br />
أولاُ تعريف و تسمية القانون ______________________<br />
<br />
سمى" المشرع" القانون ب" القانون الجنائي لسنة 1991" ولم يسمه ب"الشريعة الإسلامية" لأن المشرع يدرك أن السودان بلد متعدد الأديان و الاعراق و الثقافات ، فضلاً عن عدم وجود – نص – متعارف و ( متفق عليه) يسمى (شريعة إسلامية) ، فجميع ما هو مكتوب و متوارث تاريخياً هو إجتهادات لمجموعة من" الفقهاء المسلمين" من كافة طوائف و مذاهب المسلمين – سنة، شيعة الخ لتفسير جملة من النصوص (آيات و أحاديث) – و بالتالي ما قام به "المشرع" في مواد هذا القانون هو إنتقاء رأي (طائفة –مجموعة فقهاء) بعينهم من المسلمين ، و من ثم قام بمزجها مع "إجتهاده" الشخصي ، و حتى يخرج من "الحرج" الناتج عن تطبيق بعض مواد هذا القانون بالولايات الجنوبية "من السودان" – التي بها أغلبية "غير مسلمة" - قام بإستثاء المواد الآتية من التطبيق في الولايات الجنوبية من السودان .<br />
<br />
راجع – راجعي - الفصل الثاني : سريان القانون<br />
<br />
3. لا تسري أحكام المواد 78 (1) ، 79 ، 85 ، 126 ، 139 (1) ، 146 (1) و (2) و (3) ، 157 ، 168 (1) و 171 على الولايات الجنوبية ، الا اذا قررت السلطة التشريعية المختصة خلاف ذلك أو طلب المتهم تطبيقها عليه.<br />
<br />
<br />
<br />
"نلاحظ هنا عقم و إبتسار القانون فالبديهي أن لا يحاكم (غير المسلم بغض النظر عن كونه في أي ولاية) – بقوانين إسلامية حتى لو كانت هي وضعية و ليست شريعة إسلامية – و لم يكن ذلك سائداً في مجتمع المدينة نفسه في عهد الرسول صلى الله عليه و سلم حيث كان مجتمع المدينة يحوي يهوداً و نصارى و صابئة ، و لم يرد في كتب السير و التاريخ أن النبي صلى الله عليه و سلم جلد يهودياً في خمر – مثلاً - ، ومن الملاحظ أيضاً أنه برغم الإستثناء للمواد أعلاه من التطبيق في الولايات الجنوبية إلا أن المشرع عاد و منح "السلطة التشريعية" في أي ولاية جنوبية الحق في إستخدام المواد المستثاة على (غير المسلم) ، كما وضع إستثناءً غير مبرر الا وهو حق – غير المسلم – طلب أن تتم محاكمته و عقابه بقوانين – المسلمين – و هو أمر عجيب حقاً"<br />
<br />
ثانياً : المادة 152 من القانون الجنائي لسنة 1991 ============================== (نص المادة)<br />
<br />
الأفعال الفاضحة والمخلة بالآداب العامة.<br />
<br />
152ـ (1) من يأتى في مكان عام فعلاً أو سلوكاً فاضحاً أو مخلاً بالآداب العامة أو يتزيا بزي فاضح أو مخل بالآداب العامة يسبب مضايقة للشعور العام يعاقب بالجلد بما لا يجاوز أربعين جلدة أو بالغرامة أو بالعقوبتين معاً.<br />
<br />
152-(2) يعد الفعل مخلاً بالآداب العامة إذا كان كذلك في معيار الدين الذي يعتنقه الفاعل أو عرف البلد الذي يقع فيه الفعل<br />
<br />
<br />
نلاحظ الآتي : =======<br />
<br />
الغموض والركاكة و عمومية الصياغة ___________________________<br />
. 1. لم يرد فى القانون اى تعريف للزى(الفاضح) أو السلوك (الفاضح) حيث تخضع الواقعة المعنية لتقديرات شرطى النظام العامة الذاتية وربما مزاجه الشخصى<br />
<br />
وتجاوزات شرطي النظام العام كثيرة و معروفة وبالتالي أصبح إنسان (غير مؤهل) و ضعف أخلاقياً و (دينياٌ) و ليست له أي (ولاية شرعية على النساء) من أساسه - مكلفاً- أن يكون شاهداٌ ( على مخالفة الزي) و قاضياٌ ( يحدد مخالفة الزي) و جلاداُ (يمارس العقوبة منذ لحظة ضبط المخالفة وقبل المحاكمة حتى !) جميعهم في نفس الوقت في نفس الشخص .<br />
<br />
2. إذا أفترضنا أن ديانة (المتهم\ه) تحت طائلة هذه المادة هي الإسلام (لاحظ\ي هناك تعدد ديانات في السودان)<br />
<br />
ومن ناحية شرعية بحتة<br />
<br />
هل يوجد (حد) في الاسلام يوجب جلد النساء 40 جلدة بتهمة مضايقة الشعور العام ؟ --------------------------------------------------------------------------------------------<br />
<br />
(المعروف من "الكتاب و السنة" أن الجلد للنساء و الرجال فقط في ثلاث مخالفات هي "شرب الخمر" و "زنا غير المحصن" و "القذف" غير ذلك لا يوجد جلد ، و حتى هذه المخالفات وضع تطبيق الرسول صلى الله عليه و سلم للجلد بها ، شروطاً صعبة للتحقق صحة إستخدامها منها - الإقرار و التكرار (الإصرار) بعد النصح و الإرشاد و الشهادة المتعددة - و من المأثور لديه قوله صلى الله عليه و سلم "أدرأو الحدود بالشبهات" )<br />
<br />
فما بالك بمن يعاقب تحت طائلة هذا القانون من - غير المسلمين !!!<br />
<br />
(ملحوظة المادة 152 غير مستثناة من عدم التطبيق – المشروط – في الولايات الجنوبية).<br />
<br />
<br />
3. نص الفقرة الثانية من (المادة 152) على أن الفعل يكون مخلاً بمعيارين دين الفاعل او منطقة الفعل<br />
<br />
وهنا يحق لنا أن نتساءل : ماهي الافعال الفاضحة او اللبس الفاضح بمعيار( الدين الاسلامي) او اي دين اخر، مع الوضع في الإعتبار عدم وجود – نص – متعارف و ( متفق عليه) يسمى (شريعة إسلامية) ، فجميع ما هو مكتوب و متوارث تاريخياً هو إجتهادات لمجموعة من" الفقهاء المسلمين" من كافة طوائف و مذاهب المسلمين – سنة، شيعة الخ – لتفسير جملة من النصوص (آيات و أحاديث) ، كما ان (العرف) مفهوم مطاط و - غير دقيق - و الصياغة نفسها "معومة" من اجل زيادة صلاحيات (التطبيق) على حساب (التشريع) الذي هو الأصل أي نص القانون.<br />
<br />
4. المحاكمات الإيجازية التى تتم فى محاكم هذا القانون تتسم بالاستعجال وعدم التروى، فكانت تتم حتى فى أيام العطلات أو ساعات متأخرة من الليل،و أيضاً تحرم المحاكمات الإيجازية (المتهم\ة) من حق الاستئناف اوحق استجلاب المحامي أو إحضار الشهود، و تكون العقوبة (فورية) أيضاً (وهي الجلد في الغالب رغم نص القانون على الغرامة) ، نقول هذه المحاكمات الإيجازية هى فى مجملها ابتسار للإجراءات المتعارف عليها في القانون و تتنافى مع مقتضيات العدالة.<br />
<br />
5. الطريقة التي يتم القبض على النساء و رفعهن في سيارة شرطة النظام العام هي لا انسانية و ومهينة و مليئة بالإذلال و القهر (رغم أنهن متهمات – لم تثبت عليهن أي تهمة بعد - و يحق لهن الصمت أو حتى الإستعانة بمحامي) ، ولكن ما يحدث هو العكس حيث يتم التحرش (اللفظي و المادي) عليهن و تتم معاملتهن كالعاهرات و بائعات الهوى ، كما لا ننسى وجود حالات إغتصاب للنساء في سجون النظام العام ، لدرجة أن من يتم إعتقالها هناك يشكك الناس تلقائياٌ في شرفها حتى و لو لم يمسسه سوء من ما يؤدي الى تدمير سمعة و مستقبل تلك الفتاة حيث سيعاملها المجتمع السوداني – المحافظ نوعاٌ ما – كالمجرمة ولن تجد زوجاٌ أو إحتراماً من المجتمع و سيظل إعتقالها وصمة عار إلى الأبد في حياتها.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
خاتمة : ====<br />
<br />
يعد القانون الجنائي لسنة 1991(قانون النظام العام) و خصوصاً المادة 152 من أشد القوانين تمييزاً ضد المرأة السودانية لانتهاكه حريات أساسية من حق المواطن التمتع بها..وقد استهدف هذا القانون المرأة العاملة والطالبة بشكل خاص، و من أبشع الحوادث التي واكبت تطبيقه هي هي حادثة كلية الأحفاد الجامعية ، في 24/8/1997م عندما اقتحمت شرطة النظام العام حرم الجامعة ، واقتادت الطالبات من حافلات الترحيل ، إلى مركز شرطة ميدان الربيع ، أحد أشهر الميادين العامة في مدينة أمدرمان ، حيث تعرضن للاحتجاز والضرب و الجلد و الأهانة ، و طبقت عليهن عقوبة الجلد أيضاً و هن بنات أسر و مربيات و محترمات حيث تمت معاملتهن كالعاهرات و بائعات "العرقي الخمور البلدية السودانية " ، و جلدن بنفس الطريقة المهينة التي تحط من كرامتهن و إنسانيتهن.<br />
<br />
و قد أجمع رجال القانون على أن القانون الجنائي لسنة 1991(قانون النظام العام) يتسم بالغموض والركاكة، وأن القصد منه هو القمع وكبت الحريات فهو عبارة عن (مجموعة مواد غامضة مبتورة رديئة الصياغة والصيغ و بعد استبعاد التعريفات تتبقى (لوائح وأوامر محلية تنظم عمل المجالس) )، كما أنه يفتقد المرجعية – الدينية أو حتى العرفية – الكافية ليكون متوائماُ حتى مع الدستور الإنتقالي الحالي لحكومة السودان أو حتى مع القوانين و المواثيق الدولية الموقعة عليها حكومة السودان كالإعلان العالمي لحقوق الإنسان و إتفاقية سيداو العالمية للدفاع عن حقوق المرأة و الطفل. <br />
<br />
<br />
<br />
المصادر : ======<br />
<br />
1. القانون الجنائي لسنة 1991 – قوانين السودان على الإنترنت<br />
http://www.lawsofsudan.net/modules.p...showpage&pid=3مصعب مصطفي الجزولي _المحاميhttp://www.blogger.com/profile/02941529057537424554noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-7916729766707407165.post-16106360083391777132011-01-24T12:11:00.001+03:002011-01-24T12:15:29.342+03:00دم..فوبيا-قصة قصيرةولأنك قدري ..<br />
هَزمتَ مدينتي ,, وأضرمتَ النيران فيها<br />
أحرقتَ حقولي .. وأقتلعت السنابل من جذورِها<br />
وأعلنتَ ركائزُ النصر ..وحاصرتها<br />
وأنا مُذعنة .. / مُستسلمة .. لِحصارك ..<br />
تواطئت كـ سبيّة عانَقت العِتق وقلت :<br />
لمَ كل هذا الشبه بينكما ؟!<br />
ليست طفلة وليست فتاة وكاذب من يخبرك أن النساء في هذه القرية ينضجن سريعاً إنهن فقط يخضعن للقانون الاجتماعي هنا لا أكثر والقانون الفتاة لابن عمها ، ليس مهماً ما يحمله من شهادات.. ما يهم هو ما يستطيع أن يغطيه من (قدح مكشوف لأيهم حجمه) وهي في هذه الغرفة المتواضعة وبقايا الطعام علي الأرض وازيز الذباب له طنين والأواني المتناثرة، تطل من بين الركام أحذية مهترئة و حقائب بالية وملابس متسخة تحت العناقريب التي، تحتك بحائطها المتبقي به آثار دهان بالجير عفا عليه الزمن فلم يُبق شئ وهي ترقد علي احدهما ، تسافر بخيالها رغم الم المخاض الذي تشعر به في هذه اللحظة، هى بعد, فى الحادية عشر تلك السن الغضة, وتحدد موعد الزفاف بعد الحصاد (الدرت) اى بعد أربعة أسابيع . هو حالم بها متعطش لها....هى لاهية بلعبتها المصنوعة من سيقان القطن المغبرة تنهرها الام لجلب الماء من البئر.....فتذهب الفتاة الطفلة ساخطة ... يهبط هو يجرجر شبشبه ليجتاز عتبة بابهم فارع الطول، ضامر الجسم ، نحيل الرقبة ذولحية منكوشة الشعر، فالج الأسنان ،وهو يقف أمام والديها ..<br />
الصافي..ايوه ياعمي؟؟<br />
أتفضل؟؟<br />
لا علي مشية بس بدور أقوليكم (الخميس الجاي السيرة)..<br />
...علي بركة الله ياولدي؟؟؟ <br />
أوّل شيءٍ سمعته كانت تلك الزغاريد التي طوّقت الهواء حول بيتهم، وخزٍ أحسته في يدها وهي حامله لجردل الماء!!حاولت أن تحرّك يدها، ولكنّها لم تستطع فثمّة ثقلٌ يمنعها، أو وهنٌ في طاقتها..فهي الآن غير قادرةٍ على فعل شيء..وبهدوء أعلنت استسلامها ، وهي لاتذكر بعد ذلك ألا زمرة من النساء متشابهات الخلقة يقودنها بعد منتصف الليل الي تلك الغرفة المنزويه ، وتلك العيون المتلصصة من النسوة والفتيات برقراق الباب تظل ترقب، بعيون شبقة متعبة الأجفان،اما فتيان الحفل.مابين سكران وحائر.يتحدثون.. ويتهامسون.. ويتمايلون.علي العريس .يازول شد حيلك؟؟ . وهو في لحظات الدهشة واثبات فحولته العمياء .. وجدها هناك .. كالملاك .. نائمة؟ .. هزها بقوة مذعوراً .. فتحت عينيها بهدوء .. وبصوت خافت قالت .. الصافي؟ ماذا تريد؟؟ دعني أنام! .. ما إن سمع هذه الكلمات إلا وسرت تلك الرعشة الذكورية في عروقه مرة أخرى .. حملها وافترش الأرض .. في صباح اليوم الثاني كان لحالة الغيبوبة أن تتداعى،وقررت أنفاسها الاستقرار غرفتها كانت خاليةً تماماً..إلاّ من رائحةٍ حمراء الهويّة..! أوّل شيءٍ أبصرته كانت تلك الكمّامة التي طوّقت الهواء حول فمها وأنفها، وقامت بدور الإنعاش بدلاً منه، أسخف ما في وضعها...حاجتها الماسة إلى دخول الحمّام، وهي لا تعرف إن كانت قادرةً على الحراك...أو إن كان صوتها صالحاً للاستعمال، ولكن ماذا ستقول؟؟!!وهي التي كانت تتخفّى عن أعين الناس عندما تذهب إلى الحمّام خجلاً من نفسها؛ كانت تشعر بالقرف والنفور من رؤية نفسها بتلك الوضعيّة فتبقي الموضوع طي العتمة.. وهي تتبوّل في مكانها وربّما على مرأى من أحدهم،واشد مااثار حنقها ضحكته البلهاء ، وهو ينظر اليها في نشوة وفرح غير مكترث لما تعانيه من الآلام ويبصق مااكتنزته شفتاه من تمباك تحمل كل معاني القرف والاشمئزاز فاكفهر وجهها وبصقت علي وجهه ..فيلعن " دينها))..... قالها وهو لا يعلم ما يحدث بالضبط ، واستدار بوجه ناحية الشباك الغربي ، ليستقبل بناظريه عبر النافذة الزجاجية الشمس ، وهي في بدايه شروقها تبدو مختنقة صفراء بالنسبة لها ، " أمّا عيناها فقد استطاعتا بصعوبةٍ التأقلم مع نور الشمس الذي طلعة عبر فرجة النافذة؛ الذي بدا قاسياً لدرجة إصراره على سكبهما شلالاً من الدمع الحارق.وتسافر بخيالها هذه المرة ابعد الي أول مرة رأت فيها الدماء تسيل من جسدها، وذلك عندما نادتها <br />
حبوبتها تعالي يا الفالحة؟؟<br />
دي منو ياحبوبة؟؟تعال دي بتديك حلاوة......لا لا.. ماديراها ..هنا رأت تلك المرأة التي عرفتها بعد ذلك بلقبها الشهير((الداية))،وفي هذا الأثناء يقطع اجترارها لذكرياتها المحزنة صوت الرعد وتقترب الأمطار والرياح أكثر من غرفتها فتترك أزيز في بابها و أثراً متصلاً على عنقريبها الذي يرتفع عن الأرض ذراعين ونصف الذراع ثم تزداد الام المخاض رويدا ..رويدا... فى ضوءا لفانوس الخافت ترقد هى اما هو فيبتسم ابتسامه بلهاء أخري ..هو يمني نفسه بذكر ((وتحدثه نفسه بان الفحل ماعواف وهو لذلك يبتسم)) مرة أخرى الم اقل لكم, بلدة المصائب هذه تطرب لمثل هذا. ونفس النسوة اللائي ادخلنها الغرفة بعد السيرة ألان يقفن بجوار عنقريب مخاضها وهي ..هي الداية معهن بلقبها وأدواتها ....قولي يالطيف...يالطيف....؟؟؟اما هو في الوقت داك...شال الكباية واخد ليه رشفة طويـــــــــــلة وتكل ضهرو على الحيطة وقعد يتمتم الحمد لله الحمد لله يا دوبي ارتحت يشهد الله كنت شايل هم تجي بت! وبعد ذلك تركت القرية عدة سنوات اغمم فى احباط يا لها من مأساة لكن القصة لم تنتهى بل بدأت...... عدت بعد سنوات لأجد القرية غارقة فى قصة جديدة. وليت القرية هذه اكتفت يا ليت فما حدث كان مريعاً ؟؟؟؟؟؟؟؟مصعب مصطفي الجزولي _المحاميhttp://www.blogger.com/profile/02941529057537424554noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-7916729766707407165.post-66003962694211132982011-01-17T09:43:00.000+03:002011-01-17T09:43:51.623+03:00رسائل من بلاد الأحزان الجديدة <br />
<br />
مدخل:<br />
لكل من يقرأ رسائل الحبيبة ...أخبركم إنني مازلت أتنفس وأراقب الشروق كل صباح فلا تبتئسوا من ثرثرتي ..ماهي الا وصايا من سفر ميري الخروج الأخير..؟؟ للحب دائماً حكاياه وأسراره وأحلامه وله الوجع والحرقة والدموع السريّة، خصوصاً حين يحل الغياب والبعد، أو المجافاة التي تقع وأنت في أوج الحضور المتجسد في كائنين ماثلين في أعالي الشوق، كما يجسده هذا النداء الحالم... «أعبّىُ حلمي في المرايا، كي أهتدي الى ملامحه وسط الزحام)؟<br />
((ميري تتكلم))-----<br />
..((((ميري العزيزة افتني أيتها الصديقة))))؟؟<br />
<br />
((جيباك ...جيباك))<br />
<br />
وطلعت الشمس يوما في غيم يناير من سنة الفشل ،فأحسست قلبي من الذعر كالطائر ينفض جناحيه في أشعتها ولم ترتفع وتتلالا حتي جاءني في ايميلي رساله منها،واذا فيها:<br />
ياعزيزي الحبيب :(أن يكن في قلبك وخزه ففي قلبي طعنه منه ،وان فقدنا وطنا يجمعنا فأرجو ان تعوضني برسائلك كلاما ليس فيه دمع العين ولا دم القلب وستأتيك رسائلي هذه حامله الجمال من طرفيه (الحب والبغض)لأني أحببتك حتي أبغضتك وأرجو متي ان اقطع هذا المدد المتلاحق من رسائلي ان تجمعها وتقدم لها ثم اطبعها وسمها (رسائل من وطن الأحزان) وأحفظها لان هذه عواطفنا المشتركة التي ثارت وقتا ما وسكنت بعد ذلك شعر وكتابة ،لعلنا نجتمع يوما ما وتقراها عيناك لقلبي علي أنغام أنين قلوبنا))حبيبي لقد سبق الكتاب وجف القلم الأزلي والمجد لله في الاعالي وعلي الارض السلام وبالناس المسرة ...مخلصتك دوما_ميري -9يناير؟؟؟؟؟؟ جوبا عاصمة الأحزان الجديدة؟؟؟<br />
<br />
((مندكوريات))<br />
<br />
أذن .......أيها الشمالي/الأبيض......أخيرا.....قد ركلت (الوطن) بخيباتك كالصفيح وأكوام القش...ولم تسمع لصيحات الوطن الممزق تحت وطأة الشعارات ...التي تجيدها...لأنك لم تستطيع ان تنظف وتمحو أثار البقع السوداء بداخلك كي تحتويني))....(((ميري تتكلم)))؟؟؟<br />
توقيع أخير:هناك فائض من الساعات من أجل عمل لاشئ؟؟؟؟؟؟؟؟لست بصدد تعليمكم فلسفة الدخول الي ذاتي ..أنما أري حروفي كالأغنية اعبر بها عن جمالية الحياة بمالايتجاوز الحدود؟؟؟؟؟<br />
<br />
((لوذا الحسناء))<br />
<br />
حبيبي العزيز ((يراودني بين حين وحين شعورا بالأسى الذي جاءني من جراء أحباب لا إحساس لهم وقلبي المسقوم من فراق أحبة رحلت عنهم رموني بين وحوش الزمن وقضبان (الوحدة) تركوني مجروحة القلب مكسورة أجنحتي ومهمومة نفسي وحزينة روحي ومذبوحة أنا . تلاطمت مشاعري من قلبي الكبير وتصادمت مع أحزان نفسي عندما أصبحوا ينادوني هنا ب(اوير) فكنت أتمني ان يطلقوا علي اسم (أكور) أو كما كنت تناديني أنت ب(بلوذا الحسناء) اوحتي باسمي (ميري) ولكن. فيا قلمي أكتب عن معاناتي عن شيئا يقال له *( الوحدة ) واخيرا لايسعني الا ان أقول لك ملء حنجرتي تبا لك من حبيب)). ميري - عاصمة الاحزان الجديدة...<br />
• (اوير )بلغة الدينكا يعني هروب. <br />
• (أكور) تعني الانثي الجميلة ذات العينين الكحلاويين بلغة الدينكا .<br />
• لوذا هي التي قتل فيها قابيل _هابيل لجمالها..<br />
<br />
((نبوءة نوبدنيق))<br />
<br />
حبيبي العزيز ((وفي جولاتي في مدن بور و ملكال و وأبيي و توريت وفي القري النائية سمعت أغرب الأساطير وتعرفت علي عادات وتقاليد تفوق الأساطير غرابة حكاية عصا النوير السحرية والمورلي المصابة بلعنة العقم الجماعي و الدينكا تؤمن بقوة الإله الواحد نيالاك و جميع قبائل النوير تؤمن بصدق نبوءة (نوبدنيق )والذي يعني اسمه( هبة الرب) كانوا يعتبرونه نبيا مرسلا من الرب. الذي تنبأ بالانفصال منذ100 عام، ويرون بأنه كان يلبس نظارة الرب لمشاهدة المستقبل عندما قال فى أغانيه بلغة النوير: "جوك مي كا كام نيني وانجي يينق"، بما يعني: "النبي الذي مُنِحَ نظارة الرب". وكان نوندينق يؤمن بالرب الذي يسميه النوير "دينق تاث"، إله الخلق، والمعروف روحانيا بـ " كوث". تنبأ نوندينق بأن جنوب السودان سيصبح يوماً ما دولة مستقلة يعيش شعبها فى رخاء ورفاهية وتنبأ نوندينق بمصير دولة السودان حيث توقع انهيار وتفكك الدولة حسبما ذكر فى أهزوجته بلغة النوير: "كانجو با لياك نكو أي با دي كي رت بنيو اوا جات كول دينج شيا نين كار كواس هة سي دينج بين"، والتي تعني: "يوم أن يتم قتل المرأة الحامل بالتوأمين ويبقر بطنها ويخرج التوأمان يا بني كول دينج الذين كنتم نائمين ولا تعرفون أن الرب قد تنزل وقتئذٍ"، والمرأة الحامل بالتوأمين قد تكون إشارة إلي حكومة الوحدة الوطنية الحالية. وتنبأ نوندينق بحدوث مذابح فى العاصمة الوطنية الخرطوم فى الأيام الأخيرة التي تحدد مصير السودان عندما قال بلغة النوير: "رول خرتوم بار، رول باجانق وانج دي لوني ريم مواك وي يا؛ مادا ني كور"، والتي تعني: "عندما أري الخرطوم تنهمر الدماء من عيني عندها سيصبح أصحابي متوحشين". وأشار فى أغنية أخري إلى أن الحروب الأهلية سوف تعم البلاد عندما قال بلغة النوير: "ويك أي نينو مو بي ريم مي وي كاو أي بي بيري مول، بي بار كي ثيل ويك" والتي تعني: "الأرض التي تراها سوف تعمها حمامات الدماء التي ستفيض في ربوع البلاد كما لو أنه لا توجد دولة هناك" حبيبي كم انا خائفة...من نبوءة هذا النويري..ميري –عاصمة الأحزان الجديدة؟؟؟؟؟<br />
<br />
((واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم ))<br />
<br />
عزيزي المندكورو؟؟؟عندما كنا في السودان القديم أو الشمالي سميه كما تشاء...كنا نقطن في منزل تحت التشيد ... نجتمع كاسرة وننظر فى أعين بعضنا البعض , نتكلم ونضحك .. كانت ايام جميلة ,لانا كنا مقتنعين بذلك،،رغم ذلك كنت أتمنى ان أعيش فى حقبة الأربعينيات من القرن الماضى التي سمعت عنها حيث .. (الخرطوم)... كانت أجمل وأكثر تسامحا من الان .. خليط عجيب من البشر , أمم متحدة مصغرة .. سودانيين - مسلمين ومسيحين ويهود - , وانجليز وهنود , يونانيين وشوام , حانات مفتوحة الأبواب وندوات شعرية وأدبية , أفندية يعملون على انشاء حركة وطنية نابضة بالإخلاص وحب الوطن , طلاب يهربون إلى (مصر) , وطلاب يعودون منها حاملين بذور الماركسية والاسلامويه وحتي المسيحية, أصوات الوحدة تحت التاج الملكي المصرى ترتفع وأخري تنادي بالاستقلال وقد كان الاستقلال بالنسبة لكم أما نحن أظنه الان؟؟؟والشئ المهم الذي أريد ان أخبرك به ((ياحبيبي)) في فترة وجودنا هناك وفي هذا البيت كنت اقفل باب البيت وشبابيكة المتهالكه حتي لااسمع . , أريد للصوت ان يتوقف , ياتى عاليا قويا متشنجا من المسجد المجوار لبيتنا عفوا(( العمارة تحت التشيد)).. صلاة الجمعة .. مكبرات صوت تقتحم الهدواء , تشعل النار فى معتقدات الاخرين . يا أحباب رسول الله يقول التنزيل الكريم ان اشد الناس عداوة للذين امنوا هم اليهود والنصارى .. اليهود أحفاد قردة وخنازير .. والنصارى يقولون ان المسيح هو ابن الله .. أعوذ بالله من هذا الكفر الصريح .. الله لم يلد ولم يولد .. يقولون الاب والابن والروح القدس .. ولان الاسلام يفضحهم لذلك فهم اشد الناس عداوة لنا ومادري هذا الامام باننا موحدين وحتي دينكم الاسلام شهد لنا بذلك ففي كتاب الدين بتاعنكم كلام بقول(إِنَّ الّذينَ آمَنُوا وَالّذينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ” (( .يا حليل شيخ (……) الامام السابق للمسجد تخيل نسيت أسمو .. كان يملك صوتا شجيا فى تلاوة القرأن , يجعلنى أطير من النشوة وهو يرتل ايات من سورة (مريم(فحملته فانتبذت به مكانا قصيا* فأجاءها المخاض الى جذع النخلة قالت يا ليتنى مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا* فنادئها من تحتها الا تحزنى قد جعل ربك تحتك سريا .<br />
استيقظ على صوت ترتيله فجرا فيجعل من بقية يومى يوما منعشا .. الشيخ (هذا) واحد من رواد الطائفة (الصوفيه(.مش عندكم حاجة ذي دي...<br />
- سلامتك يا شيخ فلان .. انا ميري بت المرحوم دينق .<br />
نظر الى وجرت دموعه .. انحنيت وقبلت اللحية البيضاء الوقورة <br />
جلطة فى الدماغ حولته الى حطام .<br />
- عايزاك تشد حيلك عشان اصحى على صوتك فى صلاة الصبح .<br />
ذهبوا به الى (القاهرة) ومات ودفن هناك .. وجاء هذا الامام الجديد صاحب الصوت العصبى الجهورى ..كنت اشعر بالخوف والزعر عندما اسمعه يقول (واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم ))<br />
وكل مااسمعه ينتابني الخوف.رغم أني فهمت فقط ((اقتلوهم واخرجوهم)أما ثقفتموهم دي ماعرفتها.....حتي اخرجتمونا ....ياحبيبي حلمى القديم والمتجدد على الدوام ان اكتب و ارسم مسيرة هذا الوطن منذ عهد الممالك النوبية حتى الان , اتحمس وابداء فى الكتابة ولكننى اتراجع مهزومة يجب ان اكتب عن كل احباطاتى الشخصية والعامة , وقهرى الدينى .. يجب ان اكتب عن تجربة حياتي معكم .. .. يجب ان أحكى عن كل ما اعرف؟؟؟؟؟<br />
.ميري _من عاصمة الاحزان الجديدة....<br />
<br />
<br />
((أكوي كوي))...........؟؟؟؟؟؟؟<br />
<br />
حبيبي العزيز أو كما أحب ان أطلق عليك ((دينق )) أو((دينج ديت)) أو ((كوي))_ أو((ملول))-أو المندكوري((ودالجزولي))_امانيات خرساء وصوت مبحوح يتبعه الم داخل الروح..! <br />
تحت ظل ظروف أقوى منا..وظل قدراتنا المتواضعة ..فقد يصعب الوصل اليكم حبيبي هل تصدق؟؟؟ دعني احلف ليك أقول((أكوك كوي))هو قسم لوتعلم عظيم الى الان لم أتجرع الصدمة...الى الان ...أنظر في صورتك..وأقول لنفسي حتما سنلتقي....وقبل ذلك أريد ان أوضح لك ماتجهله عنا كقوم لا نحب الخيانة والغدر حتي لاتتهمني بذلك لابد ان تعرفنا/تعرفونا جميعكم قبل ان نفترق؟؟؟نحن الدينكا ياحبيبي أقسام: دينكا كوي ويحلف أحدهم قائلا( أوك كوي )ويعني ان حلف بجده الأكبر وهو قسم عندهم غليظ ، هذا وينقسم دينكا كوي الي ثلاثة أقسام هي دينكا ريك ومركزهم التونج ودينكا قوقريال وهم خليط من دينكا ريك ودينكا توج ودينكا ملوال وهم اكبر مجموعات الدينكا قاطبة هنالك اعتقادات تصل إلى درجة التقديس عند عموم الدينكا بالسودان منها ذلك ان جد الدينكا جميعا يسمى( دينج ديت) وتعني في لغتهم ربنا الكبير قالوا انه في زمن من الأزمان القديمة السحيقة قد جاء مطر وقد سبقه غمام كثيف وبرق ورعد وظلام دامس ثم برق مضئ بدد الظلمات وجاء صوت وكلام مع انهمار الأمطار الغزيرة ونزلت بنت ممشوقة القوام فارهة جميلة ضامرة الحشاء نازلة مع ذرات المطر اسمها ألوت والوت بلغة الدينكا تعني بنت المطر او الغمام او رزاز المطر وكانت حبلى بارزة بطنها ومع نزولها وسط المطر ولدت لتوها ولدا صغيرا جميلا بأسنان تامة فقالت ألوت للخلق من حولها : هذا الولد جاء معي من السماء واذا كنتم عايزين الولد الصغير يتكلم احضروا ثيران بيضاء واعملوا ولائم وذبائح وكرامة وبعد الذبائح والكرامات والأعياد ووسط جموع الناس سوف يتكلم الولد الصغير فعملوا بنصائحها وتجمعوا سريعا من فجاج الدينكا كلها وذبحوا الذبائح وأقيمت الكرامات فجاء المطر منهمر غزيرا فقالت ألوت أن اسم الولد دينج ديت وهو يحفظكم كلكم وان هذا الولد هو الصلة بيني وبينكم والله خالق الخلق أجمعين ثم نزل المطر غزيرا ومن خلال المطر والبرق والرعد طارت ألوت في السماء العليا تاركة دينج ديت مع جمهور الدينكا وتكلم دينج ديت (كالمسيح)حاثا أي شخص من الدينكا ان يخصص بقرة ويحفظها باسم دينج ديت وسط أبقاره ويستفيد منها في الزواج وشرب اللبن واكل لحمها وبالتالي فكل أفراد الدينكا وكل أسرة تقريبا تسمى أحد أبنائها على الأقل باسم دينج تيمنا وتبركا باسم جد الدينكا وطغي عندهم حب الأبقار وتربيتها والذود عنها ، وجد الدينكا قال لهم في وصاياه ان الزواج بالأبقار وكذلك الدية والتعويض عن أجزاء الجسم كلها بالأبقار وقال لجميع الدينكا لا تقربوا الزنا ولا تسرفوا ولا تقربوا زوجات غيركم ولا تغدروا بغيركم وإذا جاءكم غريب أو طريد فأوه ونجد الدينكا في كل مكان يحفظون ويراعون ويطبقون وصايا جدهم دينج ديت هذه ويُحافظون عليها ويتواصون بها أبا عن جد وبالتالي صار مجتمع الدينكا كأنقى المجتمعات وأطهرها إذا ما قيسوا بغيرهم تواجد الدينكا بالسودان وتوالدوا وتكاثروا وفق معايير أخلاقية يندر أن توجد في قبيلة نشأت في البدء بعيداً بعيدا عن أديان السماء وهي أخلاقيا لا توجد في كثير من قبائل الجنوب كغيرهم الشديدة على شرف المرأة إلى الحد الذي تزهق فيه عشرات الأرواح بينهم ، ولذا تجد فتى الدينكا احرص على شرف الفتاة البكر أكثر من حرصها هي على نفسها ، فرغم الاختلاط التلقائي الذي تفرضه البيئة والحرية المطلقة بينهم وما كان ساندا من عادة التعري لوقت قريب إلا انه لم تُسجل وعلى طول تاريخهم حادثة اغتصاب لفتاة واحدة بينهم ورغم أنهم بتلك الكثافة السكانية لا يزنون نساء غيرهم بل ويعافون المرأة التي وطئها غيرهم من الرجال ، كما أن الدينكا لا يقرون بينهم الاسترقاق فعندما كانوا يحاربون في الماضي القبائل الأخرى ويأتون برجالها أسرى لديهم منذ وصولهم لديار الدينكا أحرارا بل وأخوة لهم يتساوون معهم في كل شئون الحياة ويملكون المال ويزجونهم من بناته ويعتبرونهم كالإخوان والأشقاء تماما….. وان علي يقين لو جئتا هنا لتمنيت ان يكون لك شجاعة النوير هم أشجع الناس و أكثرهم اعتدادا بنفسهم وحكمة و أمانة وصدق الدينكا و دماثة خلق الزاندي و كرم التبوسه وحنان ومودة الشلك و روعة كل أهلنا في الجنوب. حبيبي الم نكن نتمتع بمكارم الأخلاق ؟؟؟أخيرا قبل ان تجيب أريد ان أحلفك ب((دينج ديت)) ان لاتتركني بعيده....واوعدني ان سوف تعود؟؟؟؟؟؟؟ سأوقع ... بكل تباريحي هنا … حين أغزل من ذاتي ثوب صبري واكتحل من ملامحي … هنا أتوحد .. بالعشق وينقسم عني الحزن الى الف جزء .. من الحب........ ميري ...عاصمة الاحزان ..من امام صالة الاحتفالات الكبري التي تسمي ((ام الاحزان))..مصعب مصطفي الجزولي _المحاميhttp://www.blogger.com/profile/02941529057537424554noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-7916729766707407165.post-50777281001378004202010-12-04T10:01:00.003+03:002010-12-04T10:04:31.427+03:00صديقي هل سأعود؟؟؟؟؟؟؟قصة((عفوك ما شحذت منك .. لا تخف ولست مخبولاً كما تظن إنني مثلك من زعانف المدينة – مثلك أشتهي ، والفرق بيننا أن يدي ممدودة أكتمها في جيبي الفارغِ كم أمدها إلى صديق – لكنني صاحبُ كبرياء – فقد مددت بالأمس يدي إلى حبيبتي فهربت حبيبتي فقطعتْ يدي – حبيبتي شاعرة موهوبة جميلة مخبولةٌ لا تسأم الرحلة في التجريد ، وقطعتْ يدي..)))<br />
<br />
<br />
محمد المهدي المجذوب_(شحاذ في الخرطوم)<br />
<br />
<br />
كان في قريته الذره<br />
<br />
مثقلة الاعواد بالثمار<br />
<br />
و القطن في حقولها منور<br />
<br />
و لوزه نضار<br />
<br />
<br />
(ودالمكي_(نشيد للقرشي).......<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
كنت منذ طفولتي أستيقظ مبكراً أمسك قريتي من يدها أرنو بها نحو المشرق نوقظ الشمس ونلقي على الصباح التحيه.. ثم أعود مسرعاً نحو المكان أسلم قريتي للمكان ،نعم وُلدت ، في هذه القرية النائية الجميلة التي لم تعرف هذا التطور ، تلك القريه المرصعه من الطين المزدان بالزباله .. أهلها عندما يبادرون أحداً بالسلام يستخدمون كل ما يمكن ليبلغ سلامهم كل حواس الأخر .... يسلمون بأصواتهم .. كأنهم يقولوا صباح الخير و يرفعون أيديهم بالسلام وفي نفس الوقت يغمزون بأطراف عيونهم .. إذاً إنهم أناس طيبون صادقون يريدون أن يؤكدون حبهم للأخرين بكل لغات الأشياء ..و لدت ببساطة في ذلك البيت الفسيح الرحب و لعبت في سنيني الأولى كرة الشراب ومارسة هوايتي المحببة صناعه الشراك (القلابات)فكم من الطير اكلت ، و كنا نأكل منه و لا نشبع، مشيت في تلك الحقول و قفزت وراء الجراد و لعبت مع غنم الراعي و سبحت في ترعه قريتنا ... كم مرة جلست و تلذذت بتلك الموسيقى بين حفيف القطن والذرة واللوبيا و خرير جداول الحواشات وزقزقة الطيور و تقديم البهائم للراعي و صوت المنجل و غناء اسراب الحسان اللاتي يملأنَ مايحملنه من الترعه و ابوعشرين...ومارست كغيري من ابناء القرية السطو البرئ في انصاص الليالي علي الحواشات حيث العنكوليب و الجناين الزاخرة بملاذ وطاب من خضروات (طماطم،عجور ،بصل اخضر وغيرها)،كما ركبنا الحمير التي لهم جميعهم معها قصص اللهم ليس في هذا العمر...ربما لاحقا.....و في قريتنا صممت للشوارع أكتاف تفوح منها رائحة الظلال والزمان وفي قارعتها كم تسامرنا الي اوقات متاخره من الليل، أتذكر كل لحظات الحب التي عشتها بين هولاء الصحاب وعالمهم وقصصهم وحياة السابقين من آبائهم وأمهاتهم اكسبنا بعض من حياة تفصل بيننا وبين أجيال زمنية طويلة ....ولا انسي في تلك الفترة دروس القرآن التي تعلمناها في مسجد قريتنا وكيفية كتابة أولى حروفي الهجائية ومعرفة نطقها وأنا أعاني من لثغة غيرواضحة في حرفي الغين والخاء ....والمسجد بدون مئذنه مرتفعه له سلم حديد كم تسلقته و إذا صعدت ونظرت إلى الأسفل أرى عورات القريه كامله ... لكنني عندما أصعد أعلق نظري نحو السماء... أكشف عورتي أنا ... مرت الايام الجميلة بسرعة ،..وفي يوم ما صحوت علي غير العاده قبل الفجر انتظرت حتى اقترب الفجر .. وبدلاً من أن آخذها بيدها الى حيث المشرق ..نحوت بها نحو المدينه (السافل )وفي قرارة نفسي أن أوزع القريه على المدينه .. وتبعت نظري بخطاً وجله تفوح منها رائحة السرعه .. أخذت أنشي في المدى مدينه خيالية بنيتها بأحجار المرمر والزبرجد وشيءمن الأمنيات والامال الجميلة المرسومه في مناديل الدعاء ....<br />
<br />
وحال فراغي من بناء المدينه ...... عدت مسرعاً الى القريه واخذتها من يدها .... وعند وصولنا الى بوابات المدينه إذ كان لها بوابتان إحداها من زنجبيل والأخرى من قرنفل ، وفوق البوابتين تسمر قوس قزح معلق فيه أرجوحه خصصت للمناسبات .. هناك أبت قريتي الدخول الى المدينه .. حتماً أنها قرأت خبايا نيتي وكشفت قرارة نفسي وقالت بيني وبين مدينتك قوس المطر ، فتركتها ورائي ودخلت المدينة متجاوزا القوس، فلم احتمل ان تظل وحيده فرجعت اليها ..لماذا لاتدخلي معي من بوابه المدينة ...فقالت لي الامر ليس لي ...فأسل من اتوا معي ...وانا واقفا معها اذ بنسيمها يمر من امامي متنهد تنهد يتيم يائس، فسألت مستفهماً لماذا تتنهد ايها النسيم اللطيف؟ فأجاب : لأنني ذاهب نحوى المدينة مدحوراً من حرارة الشمس حيثُ تتعلق باذيالي النقية مكروبات الأمراض وتتشبث بي انفاس البشر السامة. من أجل ذلك تراني حزيناً.مرَّ النسيم ثم التفتُّ نحو شجيرات القطن والذرة والقمح فرأيتها تذرف من عيونها قطرات الندى دمعاً،فسألت: لماذا البكاء يا أيتها الشجيرات الجميلة؟فرفعت واحدة منهن رأسها اللطيف و قالت : نبكي لأن انسان المدينة سوف يأتي و يقطع أعناقنا و يذهب بنا نحو المدينة و يبيعنا كالعبيد و نحن حرائر، و إذا ما جاء المساء و ذبلنا رمى بنى الى الاقذار.كيف لا نبكي و يد اهل مدينتكم الكبيرة قاسية سوف تفصلنا عن الحقل وربما الي الابد؟و بعد هنيهة سمعت الجداول والترع والتقانت وابو عشرينات وابوستات تنوح كالثكلى، فسألتها: لماذا النواح؟ فأجابت لأن سائر بنا كرهاً الى المدينة حيث يحتقرني انساناها وقادتها تستعيضُ عني بالزيوت البتروليه و يستخدمنوني لحمل ادرانهم. كيف لا انوح و عن قريب يدنس شرفي و تصبح نقاوتي وزراً و طهارتي قذراً؟ ؟ثُم اصغيت فسمعتها تغني نشيدا جميلا رائعا و لكنه حزيناً يحاكي الندب فسالتها لماذا تندبين يا ايتها الطيور الجميلة؟فاقترب مني عصفور وجلس على كتفي و همس في أذني: سوف يأتي احدهم حاملاً آلة جهنّميّة تفتك بنا فَتكَ المنجل بالزرع ، فنحنُ نودع بعضنا بعضاً لأننا لا ندري من منّا سيتملص من القدر المحتوم. كيف لا نندب و الموت يتبعنا اينما سرنا؟ واخيرا التفت لي القرية في عطف وخوف قائلة ...لاتضيع وقتك أنا سوف أكون من الجهه الخضراء وأنت ومدينتك من الجانب الرمادي اللون هنا أحسست بالخواء والخسران المبين وأن كل ما بنيته لا فائدة فيه وتمنيت أني بنيت المدينه من تمراً أو زبيباً علني عند جوعي أكله لكن ( قدر الله وماشاء فعل ) وفي دائرة الفراغ كثرة الأسئله إذ انعطف نحوي قوس المطر يهمسني في عيني ، قال ماذا أرى حول أكتاف الشوارع في المدينه أهناك نار ؟ ( يعني القناديل والشموع )...حائراً أمسيت وأصبحت خاويا لا ألوي على شيء أعيش بين نار الهجر للقريه وشمس المدينه الحارقه .. عندها قررت شيئاً .. سوف ألقي على المدينه أول بيانات الخيانه .. قلت للمدينه .. أيتها المدينه عمتي صباحاً وحامت حولك اللعنات .. أنتي تعرفينني قبل أن تكونين مدينه .. عندما كنتي عدماً من تراب وسراب ، حيث كنت أنا انهل من براءة الريف ولدي مفتاحاً أفتح به مغاليق السماء خمس مرات في اليوم والليلة .. وقد مارستي أيتها المدينه دور الغوايه وأوقعتي بي في الرذيله وجعلتي القريه تحكم علي بالنفي المبين والإبعاد وحرمتني من الحريه فاصبحت كالعصفور ، في قفصك ،!وقلتي لي انها حريتك و أين تلك هي الحرية التي ترجح عند العصفور بالأهل و الرّوح؟!و أنطلقت منذ الصباح نحو مسجدها العتيق وتجاوزت نافورة الموعد وخزان الطهاره وتسلقت القبه حتى تشبثت بحلمتها وتسللت الى المئذنه .. التي كانت مصممه بهندسه مسروقه من العاصمة التركية القديمة .. تزينها ثقوب مرتصه فوق بعضها من الجهه الشرقيه والغربيه يتسلل الضؤ من خلالها ويصنع سلماً من الضؤ .. وصعدت في سلم الضؤ الى أعلى المئذنه ، صحت بأعلى صوتي .. صوتي الذي كنت أحيك به الخيط الحريري بين السماء والأرض ( عندما كنت في الريف ) وصاح معي قوس المطر وصاحبنا ود المكي واصحابه المشردين ،فصحنا كلنا:::::---<br />
<br />
الله للشاعر المفلس و الصعلوك<br />
<br />
<br />
حينماتضمهم دروبها في اخر الليل<br />
<br />
<br />
مشردين تعبس في وجوههم ماذن الله<br />
<br />
و مهرجان الكذب المثقل بالنيون<br />
<br />
<br />
تصيح ابواب البنوك : اقبضوا عليهم<br />
<br />
<br />
وتصيح ابواب الحوانيت : الى الوراء<br />
<br />
<br />
وتركل العمارات البديعة الرواء<br />
<br />
<br />
ضلوع احبابي المشردين في العشيات<br />
<br />
<br />
واذ اسير دون اصدقاءتخرج لي لسانها الطوابق العليا<br />
<br />
<br />
و يرقص البناءكيدا و سخريه<br />
<br />
ـ<br />
<br />
<br />
<br />
وقلت لها جئت أحمل اليك نبؤةً كتبت من أجلك على صخراً من عهد عاد أخا ثمود .. وأنك منذ هذا الصباح لن تكوني ذات العماد ولتكوني اندلسا اخري او كربلاء مدينةً للبكاء محاطةً بالعويل إيقاعك اللطم وينحر في جوفك التوحيد .. ثم صاحت وهي تشقق ثوبها عن عورتها ( يا ريفي ياذا القرنين إفرغ علينا شيأً من نحاس ..) قلت لا ..ثم كلا وهذا لن يكون .وللمجهول يممت وجهي ثم غادرتها لا ألوي على شيء .. حافي القدمين جائعاً وفي قدمي شقوق ...هي عمري .. دائماً أتسلى بعدها وأعرف كم بلغتُ من السنين وكم بيني وبين إدراك الحلم .... وانطلقت في مسارات ترسمها لنا رياح الغربة، اقتربنا من مدائن مزعجه ، وأنا مازلت أخشى المدائن وأخشى الأسئلة ، ولكن طرحت السؤال من جديد :ياصديقي .....هل ستعود..... الي القرية الي الريف.؟؟؟؟.فاجاب مبتسما :وهل أنت ستعود؟؟؟؟<br />
<br />
<br />
<br />
.مصعب مصطفي الجزولي _المحاميhttp://www.blogger.com/profile/02941529057537424554noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-7916729766707407165.post-7764735367096863492010-11-30T11:07:00.001+03:002010-11-30T11:07:37.015+03:00"" فاحمر وجهها وابتسمت !! ""قصة حب)ذهب أبو العاص إلى النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة،<br />
وقال له: أريد أن أتزوج زينب ابنتك الكبرى.<br />
فقال له النبي: لا أفعل حتى أستأذنها.<br />
ويدخل النبي صلى الله عليه وسلم على زينب<br />
ويقول لها: ابن خالتك جاءني وقد ذكر اسمك فهل ترضينه زوجاً لك ؟<br />
.<br />
.<br />
فاحمرّ وجهها وابتسمت<br />
.<br />
فخرج النبي.<br />
وتزوجت زينب أبا العاص بن الربيع، لكي تبدأ قصة حب قوية.<br />
وأنجبت منه ‘علي’ و ‘ أمامة ‘. ثم بدأت مشكلة كبيرة حيث بعث النبي .<br />
وأصبح نبياً بينما كان أبو العاص مسافراً وحين عاد وجد زوجته أسلمت.<br />
فدخل عليها من سفره،<br />
فقالت له: عندي لك خبر عظيم.<br />
فقام وتركها.<br />
فاندهشت زينب وتبعته وهي تقول: لقد بعث أبي نبياً وأنا أسلمت.<br />
فقال: هلا أخبرتني أولاً؟<br />
.<br />
.<br />
.<br />
وتطل في الأفق مشكلة خطيرة بينهما. مشكلة عقيدة.<br />
قالت له: ما كنت لأُكذِّب أبي. وما كان أبي كذاباً. إنّه الصادق الأمين. ولست وحدي. لقد أسلمت أمي وأسلم إخوتي، وأسلم ابن عمي (علي بن أبي طالب)، وأسلم ابن عمتك عثمان بن عفان). وأسلم صديقك (أبو بكر الصديق فقال: أما أنا لا أحب الناس أن يقولوا خذّل قومه.وكفر بآبائه إرضاءً لزوجته. وما أباك بمتهم..<br />
ثم قال لها: فهلا عذرت وقدّرت؟<br />
فقالت: ومن يعذر إنْ لم أعذر أنا؟ ولكن أنا زوجتك أعينك على الحق حتى تقدر عليه.<br />
ووفت بكلمتها له 20 سنة.<br />
.<br />
.<br />
.<br />
ظل أبو العاص على كفره.<br />
ثم جاءت الهجرة، فذهبت زينب إلى النبي وقالت<br />
: يا رسول الله..أتأذن لي أنْ أبقى مع زوجي.<br />
فقال النبي : أبق مع زوجك وأولادك.<br />
وظلت بمكة إلى أنْ حدثت غزوة بدر،<br />
وقرّر أبو العاص أن يخرج للحرب في صفوف جيش قريش.<br />
زوجها يحارب أباها. وكانت زينب تخاف هذه اللحظة.<br />
فتبكي وتقول: اللهم إنّي أخشى من يوم تشرق شمسه فييتم ولدي أو أفقد أبي.<br />
ويخرج أبو العاص بن الربيع ويشارك في غزوة بدر،<br />
وتنتهي المعركة فيُؤْسَر أبو العاص بن الربيع، وتذهب أخباره لمكة،<br />
فتسأل زينب: وماذا فعل أبي؟<br />
فقيل لها: انتصر المسلمون.<br />
فتسجد شكراً لله.<br />
ثم سألت: وماذا فعل زوجي؟<br />
فقالوا: أسره حموه.<br />
فقالت: أرسل في فداء زوجي.<br />
ولم يكن لديها شيئاً ثميناً تفتدي به زوجها، فخلعت عقد أمها الذي كانت تُزيِّن به صدرها،<br />
وأرسلت العقد مع شقيق أبي العاص بن الربيع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.<br />
وكان النبي جالساً يتلقى الفدية ويطلق الأسرى، وحين رأى عقد السيدة خديجة سأل فداء: من هذا ؟<br />
قالوا: هذا فداء أبو العاص بن الربيع.<br />
فبكى النبي وقال: هذا عقد خديجة.<br />
ثم نهض وقال: أيها الناس..إنّ هذا الرجل ما ذممناه صهراً فهلا فككت أسره؟<br />
وهلا قبلتم أنْ تردوا إليها عقدها؟<br />
فقالوا: نعم يا رسول الله.<br />
فأعطاه النبي العقد، ثم قال له: قل لزينب لا تفرطي في عقد خديجة.<br />
ثم قال له: يا أبا العاص هل لك أن أساررك؟<br />
ثم تنحى به جانباً وقال له: يا أبا العاص إنّ الله أمرني أنْ أُفرِّقَ بين مسلمة وكاف فهلا ، فهلا ردت لي ابنتي؟؟؟ <br />
<br />
فقال: نعم.<br />
وخرجت زينب تستقبل أبا العاص على أبواب مكة ،<br />
فقال لها حين رآها: إنّي راحل. فقالت: إلى أين؟<br />
قال: لست أنا الذي سيرتحل، ولكن أنت سترحلين إلى أبيك.<br />
فقالت:لم؟<br />
قال: للتفريق بيني وبينك. فارجعي إلى أبيك.<br />
فقالت: فهل لك أن ترافقني وتُسْلِم؟<br />
فقال: لا.<br />
فأخذت ولدها وابنتها وذهبت إلى المدينة.<br />
وبدأ الخطاب يتقدمون لخطبتها على مدى 6 سنوات، وكانت ترفض على أمل أنْ يعود إليها زوجها.<br />
.<br />
.<br />
.<br />
وبعد 6 سنوات كان أبو العاص قد خرج بقافلة من مكة إلى الشام،<br />
وأثناء سيره يلتقي مجموعة من الصحابة. فسأل على بيت زينب وطرق بابها قبيل آذان الفجر،<br />
فسألته حين رأته: أجئت مسلماً؟<br />
قال: بل جئت هارباً.<br />
فقالت: فهل لك إلى أنْ تُسلم؟<br />
فقال: لا.<br />
قالت: فلا تخف. مرحباً بابن الخالة. مرحباً بأبي علي وأمامة.<br />
وبعد أن أمّ النبي المسلمين في صلاة الفجر، إذا بصوت يأتي من آخر المسجد:<br />
قد أجرت أبو العاص بن الربيع.<br />
فقال النبي: هل سمعتم ما سمعت؟<br />
قالوا: نعم يا رسول الله<br />
قالت زينب: يا رسول الله إنّ أبا العاص إن بعُد فابن الخالة وإنْ قرب فأبو الولد وقد أجرته يا رسول الله.<br />
فوقف النبي صلى الله عليه وسلم.<br />
وقال: يا أيها الناس إنّ هذا الرجل ما ذممته صهراً.<br />
وإنّ هذا الرجل حدثني فصدقني ووعدني فوفّى لي.<br />
فإن قبلتم أن تردوا إليه ماله وأن تتركوه يعود إلى بلده، فهذا أحب إلي. وإنُ أبيتم فالأمر إليكم والحق لكم ولا ألومكم عليه.<br />
فقال الناس: بل نعطه ماله يا رسول الله.<br />
فقال النبي: قد أجرنا من أجرت يا زينب.<br />
ثم ذهب إليها عند بيتها<br />
وقال لها: يا زينب أكرمي مثواه فإنّه ابن خالتك وإنّه أبو العيال، ولكن لايحل لك فانه لايقربنك ، .<br />
فقالت : نعم يا رسول الله.<br />
فدخلت وقالت لأبي العاص بن الربيع: يا أبا العاص أهان عليك فراقنا.<br />
هل لك إلى أنْ تُسْلم وتبقى معنا.<br />
قال: لا.<br />
وأخذ ماله وعاد إلى مكة. وعند وصوله إلى مكة وقف<br />
وقال: أيها الناس هذه أموالكم هل بقى لكم شيء؟<br />
فقالوا: جزاك الله خيراً وفيت أحسن الوفاء.<br />
قال: فإنّي أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.<br />
ثم دخل المدينة فجراً وتوجه إلى النبي<br />
وقال: يا رسول الله أجرتني بالأمس واليوم جئت أقول أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله.<br />
وقال أبو العاص بن الربيع: يا رسول الله هل تأذن لي أنْ أراجع زينب؟<br />
فأخذه النبي وقال: تعال معي.<br />
ووقف على بيت زينب وطرق الباب وقال:<br />
يا زينب إنّ ابن خالتك جاء لي اليوم يستأذنني أنْ يراجعك فهل تقبلين؟<br />
فأحمرّ وجهها وابتسمت.<br />
.<br />
.<br />
والغريب أنّ بعد سنه من هذه الواقعة ماتت زينب<br />
فبكاها بكاء شديداً حتى رأى الناس رسول الله يمسح عليه ويهون عليه،<br />
فيقول له: والله يا رسول الله ما عدت أطيق الدنيا بغير زينب.<br />
ومات بعد سنه من موت زينبمصعب مصطفي الجزولي _المحاميhttp://www.blogger.com/profile/02941529057537424554noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-7916729766707407165.post-78982380509350005102010-10-26T22:51:00.000+03:002010-10-26T22:51:37.841+03:00دروس من التاريخشاوشيسكو.. سقوط طاغية<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
كانت نهاية الديكتاتور الروماني نيوكلاي شاوشيسكو وزوجته إيلينا، درامية ومفجعة بكل المقاييس. ففي ليلة عيد الميلاد لعام 1989 اقتيد الزوجان معصوبي الأعين إلى أحد معسكرات الجيش الروماني خارج العاصمة بوخارست، وهناك أُعدما. <br />
قبل أسبوع واحد من هذه النهاية المأساوية كان شاوشيسكو هو الديكتاتور الذي لا ينازعه أحد. وقد بلغت درجة الكراهية له، درجة أن تطوع 300 روماني لتنفيذ حكم الإعدام به وبزوجته رمياً بالرصاص بينما كان العدد المطلوب ثلاثة فقط.<br />
كان الدافع لهذه النهاية اقتصادياً في الأساس، فمن أجل سداد ديون بلاده التي كانت تبلغ عشرة مليارات دولار، خصص شاوشيسكو كل المنتجات الرومانية للتصدير. وكانت النتيجة جوعاً عارماً ومتاجر خاوية.<br />
ظل شاوشيسكو متمسكاً بخط شيوعي متشدد حتى بعد انهيار سور برلين. وانتقد رفاقه في الأحزاب الشيوعية بشرق أوروبا لأنهم أضعفوا حلف وارسو. وظل رغم كل الاضطرابات مقتنعاً بأنه يمكنه النجاة بنظامه دون تغيير.<br />
عقد المؤتمر للحزب الشيوعي الروماني في بوخارست - والذي جرى فيه إعادة انتخاب شاوشيسكو – كما هي العادة.. فهو الرئيس الملهم والضرورة - لفترة رئاسية جديدة لمدة خمس سنوات أخرى، وربما شعر شاوشيسكو قبيل انعقاد المؤتمر أن هناك شيئاً "غير مريح" في الأفق، فقد لاحظ الدبلوماسيين الأجانب أن المؤتمر قد عقد وسط حراسة أمنية مشددة لم يسبق لها مثيل، ومع ذلك ظل شاوشيسكو يخطب لمدة خمس ساعات متواصلة.<br />
ولو نظرنا إلى حال الاقتصاد الروماني، حيث يقف الناس طوابير طويلة أمام المتاجر لشراء احتياجاتهم، ونظام الترشيد يقضى بحصول المواطنين على الكهرباء لبضع ساعات في اليوم، وكانت الحكومة أصدرت قانون "التغذية العلمية" الذي يحدد كمية الأغذية التي يحتاجها الجسم في اليوم لكل فرد حتى لا يتناول أكثر من ثلاثة آلاف سعر حراري في اليوم، وأقنع الشعب – مكرهاً أخاك لا بطل - إذا زادت السعرات فسوف يصاب بأمراض فتاكة، وبذلك حدد القانون الحصة الرسمية من السكر لكل أسرة بنصف كيلو شهرياً ومن الزيت لترين.<br />
والحقيقة الصعبة أن الاقتصاد الروماني أصبح هشاً، ولعل الطاغية أخطأ في تقدير قدرة الشعب الروماني أو أي شعب على الاحتمال، ونسي السيد الرئيس أن الشعب أدرك أو يدرك أنه هو الوحيد الذي يتحمل هزة المجاعة والضغوط الشديدة والكل يسرق من حوله، <br />
وأن التقشف يجب أن يسود الجميع، فالشعب يرى غير ذلك فهو وحده الذي يتحمل، <br />
غير أن أهم ما كان يزعج المواطنين تلك الشائعات التي تتردد هنا وهناك عن حياة البذخ التي يعيشها سيادة الرئيس هو وأسرته وكبار المسؤولين بالدولة وحرسه ورجال أمنه.<br />
وقد بدأت الأحداث في رومانيا بحادث بسيط لم يثر اهتمام أحد، ومعظم النار من مستصغر الشرر، فقد حاولت قوات الأمن اعتقال شخص من أصل مجرى، وذلك بسبب معارضته الصريحة للحكم، فسارع المواطنين بعمل سلسلة بشرية لمنع قوات الأمن من اقتحام بيته، وتطور الأمر وزاد العدد إلى مظاهرة غاضبة ضد الحكومة تطالب بالإصلاح وحرية التعبير، وتطورت الأحداث ووقع النظام في <br />
حيص بيص، وأصدر الرئيس لجيشه الخاص الأمر بالضرب في المليان، وسقط القتلى واندفع الأطفال يقودون المظاهرات، فقتل الأطفال وتقدمت الأمهات من الصفوف الخلفية وزادت المظاهرات واستدعى شاوشيسكو وزير دفاعه وأمره أن يزيد من كثافة النيران، وكان رد وزير الدفاع مفاجئاً للسيد الرئيس: إن الجيش لا يستطيع قتل الشعب كله.. ونفض الجيش يده تماماً. <br />
ووسط مشاعر الإحباط قرر شاوشيسكو الفرار كما فعل من كان حوله من جيشه الخاص الذي دربه على قهر المواطنين وإلهاب ظهورهم بسياطه وملاحقتهم وسوقهم إلى المحاكم العسكرية والاستثنائية والمعتقلات والسجون والمقابر الجماعية والمنافي بسياطه.. ولكن أين المفر؟! <br />
وقبض على الطاغية وحوكم في 25 كانون الأول عام 1989 أمام محكمة عسكرية استثنائية مثل المحاكم التي كان يعقدها لمعارضيه، فتجرع من نفس الكأس (كما تدين تدان) <br />
وجاء الحكم باسم الشعب باسم القانون (كما كان يفعل): <br />
(حكمت المحكمة حضوريا بإعدام السيد الرئيس وعائلته).. فهل يعتبر الطغاة الأحياء ممن سبقهم من الطغاة الذين طواهم الموت وقد ظنوا أنهم خالدون وفي مأمن من الموت؟!مصعب مصطفي الجزولي _المحاميhttp://www.blogger.com/profile/02941529057537424554noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-7916729766707407165.post-43693274305879778522010-08-05T10:54:00.001+03:002010-08-05T10:54:39.577+03:00الحب الاعمي ....يتكئ علي كتف الجنون؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟--------------------------------------------------------------------------------<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
فى قديم الزمان حيث لم يكن على الأرض بشر بعد<br />
كانت الفضائل والرذائل , تطوف العالم معاً وتشعر<br />
بالملل الشديد ذات يوم وكحل لمشكلة الملل<br />
المستعصيةاقترح الإبداع لعبةوأسماها (ام سكسك)<br />
أو ام (الغميض) أحب الجميع الفكرة<br />
والكل بدأ يصرخ : أريد أنا ان أبدأ .. أريد انا أن أبدأ<br />
الجنون قال :- أنا من سيغمض عينيه ويبدأ العد<br />
وأنتم عليكم مباشرة الأختفاء ثم أنه اتكأ بمرفقيه على شجرة وبدأ<br />
واحد , اثنين , ثلاثة<br />
<br />
وبدأت الفضائل والرذائل بالأختباء<br />
وجدت الرقه مكاناً لنفسها فوق القمر<br />
وأخفت الخيانة نفسها في كومة زبالة<br />
وذهب الولع بين الغيوم<br />
ومضى الشوق الى باطن الأرض<br />
الكذب قال بصوت عالٍ :- سأخفي نفسي تحت الحجارة<br />
ثم توجه لقعر البحيرة.<br />
واستمر الجنون :- تسعة وسبعون , ثمانون , واحد وثمانون<br />
خلال ذلك<br />
أتمت كل الفضائل والرذائل تخفيها<br />
ماعدا الحب....................<br />
كعادته لم يكن صاحب قرار وبالتالي لم يقرر أين يختفي<br />
وهذا غير مفاجيء لأحد , فنحن نعلم كم هو صعب اخفاء الحب<br />
تابع الجنون :- خمسة وتسعون , ستة وتسعون , سبعة وتسعون<br />
وعندما وصل الجنون في تعداده الى :- المائة<br />
قفز الحب وسط أجمة من الورد واختفى بداخلها<br />
فتح الجنون عينيه وبدأ البحث صائحاً :- أنا آتٍ إليكم , أنا آتٍ إليكم<br />
كان الكسل أول من أنكشف لأنه لم يبذل أي جهد في إخفاء نفسه<br />
ثم ظهرت الرقّه المختفية في القمر<br />
وبعدها خرج الكذب من قاع البحيرة مقطوع النفس<br />
واشار الجنون على الشوق ان يرجع من باطن الأرض<br />
الجنون وجدهم جميعاً واحداً بعد الآخر<br />
ماعدا الحب!!!!!!!!!!!!!!!<br />
كاد يصاب بالأحباط واليأس في بحثه عن الحب<br />
واقترب الحسد من الجنون , حين اقترب منه الحسد همس في أذن الجنون <br />
قال :- الحب مختفاً بين شجيرة الورد<br />
إلتقط الجنون شوكة خشبية أشبه بالرمح وبدأ في طعن شجيرة الورد بشكل طائش<br />
ولم يتوقف الا عندما سمع صوت بكاء يمزق القلوب<br />
ظهر الحب من تحت شجيرة الورد وهو يحجب عينيه بيديه والدم يقطر من بين أصابعه<br />
صاح الجنون نادماً :- يا إلهي ماذا فعلت بيك ؟<br />
لقد افقدتك بصرك<br />
ماذا أفعل كي أصلح غلطتي بعد أن أفقدتك البصر ؟<br />
أجابه الحب :- لن تستطيع إعادة النظر لي , لكن لازال هناك ما تستطيع فعله لأجلي<br />
(كن دليلي )؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟<br />
وهذا ماحصل من يومها<br />
يمضي الحب الأعمى يقوده الجنون!!!!!!!!!مصعب مصطفي الجزولي _المحاميhttp://www.blogger.com/profile/02941529057537424554noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-7916729766707407165.post-41981226386772803232010-08-03T20:35:00.001+03:002010-08-03T20:35:35.774+03:00دماء تحت جدار الصمت_قصة قصيرةالمكان:(( إحدى غرف البيت المألوف بشيء من الغرابة، هي غرفة ضيقة على وجه التحديد، والزمن ساعة متأخرة من عصر احد الأيام))....<br />
اما هي... لازالت تسرح وتحجل بقدميها الصغيرة وبقايا حناء مطموس النقش مخفي المعالم يصبغها ، تصطدم ببضع فراغات تتيبس فيها الذاكرة عند محطة لاتغادرها بغير أن ترسم ابتسامة توزعها على جفاف حاصر سنينها ... تعاود الركض فتتزاحم أنفاسها مع الفتيات وهن يتقاطرن صوب الفرح يمررن بهجتهن بين أقدامهن المتحفزة في سباق جاد لقرع بيوت الحي والصبية يحتفلون معها فتزداد ملابسها بياضاً غير معهود ووجهها نضارة . كانت جالسة متكورة في ركن منزو. للزغاريد رنين يبعث على السأم . قادتها أمها إلي داخل الغرفة المظلمة وهي لاتعلم حقيقة الأمر الذي يعدن له النسوة المتجمعات داخل الغرفة المظلمة . ترددت ، على مهل كانت ترصف خطواتها الواثبة، وهي تحفزها بتطلعات واعدة، والعصر أعلن مآذنه من مسجد القرية ولباس الفرح يجمع ذكرياته بشرود طفولة تسري في ذاكرتها لحظات تترقب فيها حدوث مفاجأة ما .. جلست قبالتهن بفرح طفولي، كأنها عبق يسكبه إكليل الورد على صوت ترانيم دلوكه ... أقبلن يتابعنها بشغف والوقت يتعالى كأشجار خريف تتساقط أوراقها، واندفع النسوة نحوها دون أن تدرك لمن يوجهن الطعنة الآثمة. وكادت لتنكسر رقبتها ، لما تكاثرن عليها بكت ، ولمح بقايا دموع خضلت عينيها فنزل خيط كحل على خدها . ،. لم تنطق بكلمة من هول المفاجأة . نظرت في والوجوه اذا هي مالوفه لديها أمها وخالتها و (حليمة الدايه) وغيرهن من النسوة ذوات الأجسام القوية، مسكت احدهما يدها الطرية الغضة وعقدتها على صدرها..وبدأت امرأة بدينه أخري في نزع ملابسها الداخلية حيث (بدأت سوءتها) وتجر أخريات بأيديهن الثقلتيين كالرخام الأقدام الصغيرة الرقيقة وهي تحاول الآفلات بتحريك رجليها يمنة ويسرة ولكن محاولات كمن يناطح صخرة ، وقد وقفت (حليمة الدايه) ببشاعتها بين شعبتيها وهي تحمل أدوات ارتكاب الجريمة المتعفنة ورائحة كريه تنبعث منها ، تنحني عليها ، ، تمد يدها وتضيء مصباحا بجوار السرير. واصوات الفرح الأنثوي الحاقدة تنبعث من الخارج وما يلبس أن يطبق صمت شامل لا يقلقه إلا دقات قلبها المضطربة الإيقاع وفي صدرها رغبة مدحورة لصرخة مستحيلة، صرخة رفضت إلا أن تتهاوى هكذا بين الجموع وتصير بعد قليل كخبرا صغيرا في جريدة محدودة الانتشار، ورقما من حزمة أرقام لميتة مجانية، يكون بعدها نسيا منسيا.بدا وجهها شاحبا تراعى بين تقاسيمه ظلال الكآبة والحزن. وبعد أن بح صراخها بالبكاء والعويل و الألم والخوف والرعب ،فلم تصحو ألا وقد أحست بشئ ساخن يسري علي جسدها مبللا فخذيها الجافتين وظلت تنظر إليهن بصمت. وقد... تجندلن حولها رفيقات درب وكلهن بدان وجمات والبراءة تكسو وجههن وهن يتخيلن طقوس ليلتهن المرتقبة ...مصعب مصطفي الجزولي _المحاميhttp://www.blogger.com/profile/02941529057537424554noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-7916729766707407165.post-72978765475540388762010-08-01T13:48:00.001+03:002010-08-01T13:48:31.863+03:00يوميات مغترب<br />
(رزاز الأمكنة ومرافئ الروح ورسائل من المستنقع والوحل)<br />
<br />
<br />
<br />
"الفقر في الوطن غربة؟"<br />
(الامام علي كرم الله وجه)...<br />
<br />
<br />
يا أيها الوطن المقـــدس عنـــدنا <br />
شوقا إليك ، فكيف حالك بعدنا<br />
كــنا بأرضــك لا نــريد تحـولا<br />
عنها ولا نرضى سواها موطنا<br />
في عيــشة لو لم تكن ممـــزوجة<br />
بالذل كانت ما ألذ وأحسنــا <br />
عفنا رفاه العــــيش فيك ، مع العدا<br />
وأبى لنا شمم النفوس وعـزنا <br />
وسما بنا شــــوق إلى حريـــة<br />
دسنا إلى استنشاقها سبب الغنى<br />
مــن كــان يوقن أن أسـباب الغنى<br />
بيدي كريم عاش حرا مؤمنـا<br />
والحـرص من ضعف اليقين ومن يطع<br />
طبع النفوس يعش خسيسا هينا<br />
يــا أيها الوطن العـــزيز وإن نكن<br />
بنّا ففيك حبيبنا ومحبــــنا <br />
بنّا فما عــنك استــــطاع تصبرا <br />
قلب ولا فيك اطــمأنت نفسنا<br />
أما هـــواك فلا لزوم لذكــــره <br />
)فالحب ما منع الحديث الألسنا(<br />
لكن ما شاهـــدت فيك مــن الأذى<br />
والحيف دوما قد أغص وأحزنا<br />
لا يستطيع الحـــر فيك معـــيشة<br />
إلا إذا رضي الإهـانة مذعنا<br />
جعـــلوك مسخـــرة بأيدي صبية <br />
لا يبعدون مـن الحمير تمدنا<br />
حكمـــوا كما شــاءوا فكانوا محنة<br />
(والحـر ممتحن بأولاد الزنا)<br />
قــالوا لقد جئنا نمــــدن أرضكم <br />
أين التمدن والذي قــالوا لنا <br />
هـدموا من الأخـــلاق في أوطاننا <br />
أضعاف ما شادوه فيها من بنا<br />
إن العهـــود وما وعــدتم كــله <br />
كذب على مــر الزمان تبيّنا<br />
أمن العــدالة والتمــــدن نزعكم <br />
غصبا ببخس ليس يذكـر ملكنا<br />
جرتم على أربـــابه فتشـــردوا<br />
في كل قفـر لم يصيبوا مسكنا<br />
تحت السماء على الصحارى أصبحوا <br />
مثل الوحوش فلا هناك ولا هنا<br />
خرجوا بلا مــال فصاروا عرضة<br />
للفقر والبأساء يعقـــبها الفنا<br />
( الشاعر احمد المهدوي)<br />
مدخل<br />
المكان... ليس مروراً لأقدام متعجلة فوق أرض مكتوبة بتأن... إنه عبور في جسد ذاكرة تمضغه باستساغة... لا تحدده خرائط... بل قراءاتنا الفلسفية لما تطأه أقدامنا... وما تبقى له من حنين داخلنا...... فالمغترب عابر مكان... في جغرافية مختلفة عن بئته من أهم مفرداتها التنقل ، فقدره هو أن يعمل في خارج بلده، ، ثم يعود لوطنه الأم ، وهي سمة حياة اخترناها بأنفسنا، وبكامل رغبتنا. الغربه......... نبدأها ونحن نغادر وطننا محملين بحقائب نحشر بها كل ما في خزائننا من عمر...وفي ادراجنا من ذكريات... حاملين معنا الوطن أثاث لغربتنا... ونسافر للمجهول....الى الغريه....ونلتقي وجها لوجه مع الاغتراب بأقسى معانيه وغربتنا تبدأ من اللحظات التي نحكم بها على على انفسنا بترك وطن......... الآباءوالأجداد.......رغم كل تناقضاته.....يبقى الوطن.........<br />
نتركه ونسافر الى المجهول...الى الغربه...نظنها ستعوض لنا كل فشل وحاجه فقدناها على أرضه البعض منا يهرب من فشل يصوره لنفسه ,ويؤكده ويقنع نفسه به ويرى الغربه الخلاص الوحيد لهذا الفشل والآخر يحلم بأشياء كثيره لا يستطع الحصول عليها في الوطن ويتصور أنه في الغرب سيحصل عليها {سياره .... بيت أفضل...حياة أفضل...الخ.....الخ ...ْ} والبعض الآخر يحس بالاغتراب وهو في الوطن , ويكون مبررا كافيا لكي يهاجر..... <br />
وهناك في الاغتراب ندفع ضريبة الغربه ....من شوق يمزق الضلوع....من حنين ...من ضياع نفسي ...وصراع كبير بين ثقافتين مختلفتين....واحدة نحملها داخلنا...تمزقنا و تشدنا <br />
اليها....وأخرى غربيه نتوه وسطها ...ولكن يجب ان نتعايش مع بعض منها.... ضريبه ندفعها ونحن نرى أولادنا يحبذون هذه الثقافة وهذه البلاد لانها حسب تفكيرهم .فلقد ولدوا و ترعرعوا فيها..و ربما ستسرقهم منا.....او ربما يحطموا قلوبهم فيها من أجل أرضاء نزعات وعادات نحاول أن نكبلهم بها...عادات في نظرنا انها تاريخنا...اصلنا...ما تربينا وفطرنا عليه.... ضريبة ندفعها ونحن نخاف التزاوج بين اولادنا ممن تربوا وسط ثقافة وحضارة مختلفه وبين اولاد وطننا.... لذا يحاول البعض منا زيارة الوطن .... ليتعرف أولادنا على عاداتنا وخصوصياتنا ...... وهناك ضريبه أقسى ندفعها ......وهي غربتنا عن نفسنا و ذاتنا...... وأعتقد أن كل من ترك الوطن وهو في عقده الثاني من العمر وما فوق....... يدفع هذه الضريبه أما الغربه الأخيره الكبيرة قد تكون على أرض الوطن ..... من الممكن أن تكون حياة الغربه صعبه وقاسيه ... ولكن ان تحسها وانت في بيتك ..وعلى ارضك....فتكون أصعب انواعها وأقساها.... وأعتقد أن هذا النوع من الغربه كان من أقوى الأسباب التي دفعت غالبية شعبنا الى الغربه....<br />
..... سفر الخروج<br />
الخروج من الوطن شي محزن وثقيل علي النفس ولكن اذا نظرنا الي التاريخ الانساني بشئ من التمحيص نجد ان ظاهرة الهجرة والإغتراب عن الأوطان أزلية صاحبت وجود الإنسان على الأرض إذ يعتبر أبو البشر آدم عليه السلام أول مغترب حيث انتقل من موطنه الأصلي الذي خلق فيه وهو الجنة إلي وطن جديد وهو الأرض ليعمرها ويعيش فيها إلى حين ثم يعود بعدها إلى الأصل والمقر النهائي . وهكذا نجد تفسير منطقي لظاهرة الاغتراب في علم الاهوت وفي الفكر الديني والفلسفة فعند اليهود يعتبر أول مغترب هو النبي إبراهيم عليه السلام الذي هاجر من الشام إلى الحجاز حيث مكة وترك فيها أهله وإبنه كذلك ينظر افلاطون للإغتراب وفقا لمنظور جمهوريته وتكوين الدولة التي أساسها يبتدئ من رجل وإمرأة حيث تتكون الأسرة وبعدة أسر تتكون القرية وبعدة قرى تتكون الدولة وبذلك فإن أي فرد يخرج عن إحدى هذه التشكيلات الاجتماعية يعتبر مغترب وبهذا يمكن تصنيف الإغتراب إلى نوعين : إغتراب داخلي وإغتراب خارجي . أما في الفكر الديني فهناك إغتراب في داخل نفس الإنسان ذاتها حيث تعتبر هذه الحياة ماهي إلا رحلة إغتراب طويلة أساسها التكوين البشري الذي نشأ من الجسد والروح والجسد موطنه الأصلي هو الأرض (التراب) والروح من أمر ربي أي هي من الله تعالى قال تعالى : (فإذا سويته ونفخت فيه من روحي) الآية72 من سورة ص . وكل من الجسد والروح في حالة إنفصال عن منشأه الأصلي أي في حالة إغتراب مشكلين اتحاد مؤقت يمثل حياة الإنسان وحالة إغتراب عظمى ولذلك يقولون أن الروح عندما تسمو وتقترب من مصدرها وهو الله تعالى يكون الإنسان في حالة سمو روحي وهي حالة تجعله قريب من الله عز وجل أما إذا قعدت الروح في الأرض (الجسد) فإن الإنسان يكون غافلا بعيدا عن الله فهو إذا في حالة إغتراب كبرى أي الإغتراب العقدي الذي يبعد الإنسان عن الله تعالى وهو خالقه ومنشأه ومرده . وعند بعض السلف من المسلمين كثير من العبارات التي تدل على أنهم يعتبرون هذه الحياة غربة وأيضا عند المسيحيين حيث ورد في أحد أسفارهم أن فرعون سأل موسى عليه السلام : كم هي سني حياتك فرد عليه موسى قائلا (سني إغترابي 135 سنة) هذا ما يدل عندهم على أن الحياة بالنسبة لموسى عليه السلام ما هي إلا رحلة إغتراب سيعود بعدها إلى المنشأ والأصل .<br />
وعندما تنتهي حياة الإنسان ينفصل التلاحم والاتحاد بين الروح والجسد ويذهب كل منهما إلى مقره الأصلي فتصعد الروح إلى بارئها ويعود الجسد للأرض قال تعالى (منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة اخرى) الآية 55 من سورة طه عندئذ تكون انتهت حالة الاغتراب ورحلة الحياة , إذا فالحياة اغتراب والإغتراب حياة وإذا تأملنا في هذه الظاهرة بكل أبعادها ومعانيها وتاريخها نجد أن لها أسباب وأهداف فمن أسباب الإغتراب عدم طيب العيش والمقام في الموطن الأصلي إما لدوافع سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية وفي عالمنا المعاصر تزداد كل هذه الأسباب يوما بعد يوم فما أكثر الخلافات بين البشر والحروب بين الدول والكوارث الطبيعية والمصطنعة . أما أهداف الإغتراب ينبغي أن نعلم أنها كلها سامية ونبيلة أبتداءا من رحلة أبونا آدم التي كان هدفها إعمار الأرض والاستخلاف فيها . وكذا حياة كل إنسان وتأملوا إغتراب أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام وابنه اسماعيل فهدفه كان بناء البيت وتشييد أكبر شعيرة من شعائر الدين وإعمار هذا البلد الأمين . حتى إغتراب الروح والجسد فإن هدفهما هو الحياة وبناء هذا الصرح العظيم الذي كرمه الله وهو الإنسان فما أسماه من هدف .مصعب مصطفي الجزولي _المحاميhttp://www.blogger.com/profile/02941529057537424554noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-7916729766707407165.post-91804930777779424212010-08-01T13:44:00.004+03:002010-08-01T13:46:21.911+03:00رسائل من وحل الغربة!!!!!!!!!!!الي صديق المستنقع:<br />
إلى متى ستخونني الذاكرة ؛ والى متى سأمضي في هذا الطريق؛والى أين سأصل؛لقد آن الأوان يا صديقي لأصارحك بكل ما حملته وخزنته لأنني لم اعد أتحمل وأخاف أن يأتي اليوم الذي افقد به كل ما جمعته خلال السنوات المنصرمة من تجربة فيها من السواد أكثر مما تحويه منفضة من السجائرالتي تتلوى حزنا على صديق عرفته منذ أمد بعيد وأبت أن تهجره في هذه الظروف الصعبة ... إنها الأيام يا صديقي حيث أبحرت في هذا المستنقع بملء إرادتي فخلعت ملابسي وتعريت وحاولت أن ابحث عن وردة برناردشو حين قال قد تنبت الزهرة في مستنقع، فغامرت وأدرت ظهري لمن حولي يقينا مني بأنه علي أن لا انظر إلى الوراء كي اصل مسرعا فخلعت حذائي المثقوب ونزلت ابحث عن تلك الوردة... أوأكد لك يا صديقي ان الحشرات والجرذان الحقيرة التي كادت أن تهشم قدمي لم تستطع من تغيير مساري الذي رسمته فتابعت وما ذلت أتابع وسأعبر هذا المستنقع ولو جثة هامدة... رأيت الوردة من بعيد بألوانها الزاهية المتعددة وبريقها الخلاب فاقتربت منها وضممتها إلى صدري بحنين فعجت منها رائحة المستنقع... نتفتها بأظافري ومزقت بقاياها واستفرغت ما في أحشائي عليها؛ من يدري قد لا تكون هي الوردة التي حدثنا عنها برناردشو وقد لا أجدها في هذا المستنقع ولكني وجدت أشياء كثيرة اطهر بكثير من عطر الورد وحفظتها في ذاكرتي التي لم تعد تتسع وأخاف أن تعبر من ذاكرتي قبل أن اعبر هذا المستنقع العفن الذي تكالب بعوضه علي ووجد في تجاعيد وجهي وثنايا جسدي المنهك مأوا له يستريح متى يشاء وينسج الحكايات والأساطير... وأنا اسمع ولا اسمع واسمع ما تستسيغ سماعه أذني وأدعي قلة المعرفة في حل خيوط العنكبوت التي طوقت راسي وزراعي وكادت أن تشل حركتي وتسقطني لولا أن أتوكأ على قليل مما ادخرته من الإرادة التي رضعتها منذ صباي 000 مشيت وما زلت امشي ويؤلمني نعيق الضفادع وحفيف الحيتان التي تمر أمامي وخلفي ساخرة مكشرة في وجه هذا المخلوق الغريب الذي لم تالف وجوده في مثل هذا المكان000 لا اخفي عنك يا صديقي نظرات الإشفاق التي رمقتني بها العابرين فوق هذا المستنقع ودموع الحزن التي زرفتها بعض الطيور حزنا علي والتي بللت شفتي وروت عطشى 000 سأعود يا صديقي بعد أن أنظف جسدي بما اعتصره من باطن الأشجار واعصب جروحي بحبل التجربة علها تندمل وتخفف الرائحة الكريهة التي علقت بي من وسخ الأيام المنصرمة وكم هي طويلة الساعات والدقائق والثواني حين تكون على موعد مع الحرية 000 كلما فكرت بالعودة ينتابني فرح طفولي وشوق جامح إلى تلك الروابي الخضر والسهول المعطاءة والجبال الشامخة شموخ هامات الرجال الذين صنعوا من تربة الوطن أسمى تماثيل الحرية بعد ماروه بدماءهم الطاهرة ، لقد لاح لي النيل العظيم الذي لطال مانهلت منه والذ سيظل نيل للحياه مهما تثاقلت الرواسب عليه حيث لاتستطيع أن تحد من تدفقه و تعجز عن تغيير مجراه وسيبقى هادر ليروي تربة الوطن وستخضر الصحراء وتزدهر الارض في بلادي سأعود وأتشبث بتربة الوطن وسأصنع منها تماثيلا وقمحا وحرية ووعدا وتمني00 فوداعا يا رياض الهم ووداعا يا رفيقا كنت اصدق من عرفت – السعودية –الرياض - يوميات مهاجر 1/اغسطس/2010 ."<br />
<br />
الصديق المفترس وثرثرة المغتربين<br />
صديق الغربة هو كالسراب يحسبه الظمآن ماءً، فإذا جاءه لم يجده شيئا. صديق الغربة هو الذي تلتقي مصالحه مع مصالحك في مرحلة معينة، ولكنه يمكن أن يركلك مع أول فرصة تسنح له بالاستقلال. وصراع المغتربين هو أحدى معارك المهاجر التي تستنفد طاقاته ومجهوداته، خاصة بين أبناء الجالية السودانية. في الغربة لا تتوقعَنَّ أن يفرح لفرحك أحد، أو يبكي لحزنك صديق. والدّيَكة تجدهم في كل مكان،. وهنا لا تتعجب إذا قابلك أحدهم مبتسما وفرحا بل معانقا، وذلك بعد ساعات قليلة من الإساءة إليك حاضرا أو غائبا؛ فهذه هي أخلاق الغربة والأخلاق التي لا تجاوز أشخاصنا المحدودة لتصبح سلوكا عاما هي مغانم خاصة، عاجلة أو آجلة ينتظرها صاحبنا المغترب. خليط غريب، غير متجانس، من شوائب الغيرة والكراهية والحسد يمكن أن تختفي دهرا طويلا في نفس المغترب تجاه صديقه وحيال أقرب الناس إليه في المودة الظاهرة، ثم لا تلبث أن تنفجر فتلقي حممها في كل مكان. ولكن هذه الشرائح المختلفة المتنافرة يجب أن تعيش في مكان واحد، وأن تسعى إلى الاقتراب بعضها من بعض، ولكنه اقتراب القطيع الذي يخشى التيه، ويظن كل من يراه أنه مترابط متعاضد يعاون بعضه بعضا. واجب الصداقة في الغربة باهظ التكاليف من الأعصاب والذهن، لأنك دائما في حالة ترقب من غضب الآخر، الذي إذا خاصم فجر. وتجمعات المغتربين تحتاج إلى رابطة أخلاقية، وسلوكيات قويمة قبل أن تعلن هدفها، وإلا انهار البنيان على أصحابه. ولكن كيف تحدد السلوكيات القويمة، وأنت أمام شرائح متنافرة من البشر، تركت بلاد ها هربا من إرهاب سياسي أو بحثا عن متع زائلة، أو رغبة في ثراء سريع، أو لأن الفقر والأمية والحظ التعيس يطاردها في الوطن فجاءت تحتمي منه في عالم المغتربين؟ كيف يمكن أن ينقلب الأبيض أسود، والأسود أبيض في عالم المغتربين ، بين عشية وضحاها؟ هل المغتربون السودانيين أشرار؟ معاذ الله، فنحن أيضا من المغتربين السودانيين، ولم يكن يدور في خلدنا أن نعمم صفات في قوم نحن منهم. ما أردنا قوله هو أن الصفات المكتسبة السيئة سريعة الالتصاق بنفوس المغتربين،لأن الصغائر إذا شغلت العقل والقلب فقد أحكمت عليهما عقدة الإيذاء. في الغربة لا تختار الصحاب، ولكنك تجد نفسك معهم في السراء والضراء، وتشارك في مجاملات وأحاديث ليس لك عليها سلطان. وإلا فكيف نفسر النسيان الكلي لأي مهاجر يعود إلى بلده من قبل أقرانه الذين قضى معهم سنوات طويلة. ولكن، ماذا يحدث إذا كانت النبتة طيبة، وخرج المهاجر من وطنه بأقل عدد من الأمراض النفسية والعصبية لوجود توازن في أسرته أو بيئته الأقرب والمؤثرة فيه تأثيرا كبيرا؟ هنا يبدأ المهاجر في اكتساب صفات حميدة في الغربة، ولكنه قد يفقد بعضها مع مصاحبة هذا الكم الهائل من كرنفالات المغتربين. فأنت تشترك في أحاديث الغيبة والنميمة، وتتحدث في قضايا بلدك في ظروف لا تصلح أصلا للقضايا الوطنية. وتشتاق لهجتك وأحاديث أبناء الوطن، فتقبل مرغما وطائعا، في آن واحد، على الخوض في كل الشؤون. وأنت لا تستمع إليه، وهو لا ينصت إليك، ولكنكما تتحدثان حتى لا تقتل العزلة والوحدة أيا منكما. <br />
والحق أن أمراض الغربة النفسية والعصبية والوجدانية ليس لها حصر، ولذلك تتوقع أي تصرف أو رد فعل دون مقدمات منطقية تؤدي إليه. أحيانا لا تعرف إن كان مجتمع الغربة غابة، ليست بها رحمة أو تعاطف، أو هو امتداد لمجتمع الوطن، ولكنك ترى فيه النفوس عارية تماما من كل قيد أسري أو عائلي أو ديني أو سياسي أو بيئي. <br />
إن علاقة السيطرة والقهر التي تؤلف كيان كثير من المغتربين السودانيين تؤدي إلى الخوف الدائم من غوائل مجتمع الهجرة التي لا يستطيع المغترب أن يردعها أو يردها. والتهديد الدائم لقوة المغترب وصحته ورخصة عمله وإقامته تجعله في حالة فقدان مناعة، أو العكس أي تجعله مترقبا حذرا لا يهدأ له بال. وإذا اجتمعت قسوة الظروف التي اضطرته إلى الهجرة، مع قسوة الحياة التي قابلته في الغربة، فإنه يفقد السيطرة على مصيره، أما القلق على الصحة والأمن والعمل فهي هاجسه الرئيسي. والمغترب يحتاج إلى اعتراف من الآخرين بإنسانيته وحقه في المشاركة في الحياة العامة للمهاجرين، وبالتالي فهو يطمع في أن يصبح شخصا ذا قيمة في المجتمع الجديد. إن استمرار التبخيس الذي يصيب الإنسان المغترب بالإحباط يؤدي إلى اتساع مساحة الكراهية التي يحملها المغترب لأقرانه في الوطن الجديد. إنه لا يتمنى النجاح لصديقه، لأنه في عالم المنافسة لا تتسع الأرض لكل المتنافسين، والملعب لا يحتمل وجود كل اللاعبين. إن تغذية عقدة النقص التي تتحكم في المغترب تزيده كراهية لأبناء وطنه الذين شاهدوه ضعيفا، في حين يظن أهل وأصدقاء الوطن هناك أن " ابنهم" انتقل من عالم التخلف إلى عالم النجاح والشهرة والتقدم، وبالتالي فهو الذي يمنحهم القيمة، بدلا من الأمر الطبيعي وهو أن قيمته تنبع أصلا من هناك. والمغترب الذي يشعر بنقص صوب أبناء وطنه لا بد له من انتهاج سلوك تعويضي عن القهر الذي يتعرض له كل يوم وكل ساعة. ترخيص العمل، جواز السفر، اللغة، الثقافة، عدم وجود أصدقاء من أبناء البلد المضيف، موقعه كمواطن من الدرجة الثانية حتى لو كان يحتل مركزا مرموقا، الثقافة الجديدة التي يجد لزاما عليه أن يستوعبها، ولكنه لا يقتنع بها، ويمنعه ماضيه وثقافته الأصلية من هضم الجزء الأكبر من ثقافة المجتمع الجديد. وعشرات من الأسباب الأخرى التي تجعلنا نقترب من فهم تصرفات المغترب السوداني غير المنطقية التي تتعارض مع أبسط سلوكيات الأخلاق والشرف. إن ضيق دائرة التعارف بين زملاء الهجرة تجعل نبع الموضوعات الشيقة والأحاديث المفيدة والتبادل الثقافي والوجداني والعقلي يجف..... <br />
<br />
وصديق الغربة هو الرفيق العابر، حتى لو امتدت الرفقة سنين عددا، ولو أمعنت النظر في هذه الصداقة لوجدتها هشة ضعيفة، تؤذيها الذبابة الشاردة، وتقتلها النسمة الباردة، وتوردها الردى خاطرة هم، أو وسوسة سوء. <br />
إن الذهنية المتخلفة لـ " بعض" المغتربين تجعل عددا كبيرا من تجمعات المغتربين فوضى وعشوائية وتخبطا وانجرافا في أمور جانبية. <br />
وصديق الغربة قد يطرق بابك في أي وقت ويبلغك الخبر الذي توقعته منذ أن صافحته أول مرة، وهو أنك لم تكن في يوم من الأيام صديقا، وما بينك وبينه لا يعدو أن يكون ثرثرة مغتربين. <br />
وأكثر أصدقاء الغربة شرا هو الذي كان محروما قبل خروجه من بلده، وقد يكون حرمانا عاطفيا، أو أسريا، أو ماديا، أو فكريا. <br />
وإذا أخرج المحروم كوامن البغض المتراكمة في نفسه عبر سنين الطفولة وبعض مراحل الشباب فسترى أمامك بركانا هائجا من العفن والتخلف. فهو يحط من قدر كل الناس، وهو يتطاول على من هم أفضل منه علما وخلقا. وهو لا يصغي إلى نصيحة، ولا يستمع إلى رأي، ولا ينصت إلا إلى صوت نفسه الخارج من أعماق الضعف والجهالة. <br />
وصديق الغربة كما أسلفنا لا تعرف عنه شيئا، وهو المالك الأوحد لماضيه، يخلقه ثم يزركشه، ثم يسد كل مناحي الضعة والضعف فيه، وأخيرا يقدمه إلى أصحاب الغربة. <br />
لهذا يتساوى في الغربة، للوهلة الأولى، الصعلوك والكبير، المتخلف والمتحضر، الحاقد والمتسامح، العبد والسيد. <br />
وصديق الغربة، يظل تجزيئيا وعاجزا عن النظر نظرة شمولية، فهو لا يرى أبعد من محيطه الأناني، ولا يتمكن من استشفاف آفاق بعيدة سواء كانت في ماضيه أو محيطه الجديد. وصديق الغربة لا يهنئك على نجاح، ولكنه يتصل بك إذا ألمت بك مصيبة أو أحاطت به قارعة ليعرف إن كانت ستصيبه هو أبضا أم ستظل بعيدة عنه. <br />
وصديق الغربة المتعلم او نصف المتعلم يغير جلده كل يوم، بل قد يغيره في اليوم الواحد مرات كثيرة وهو مناضل ومنعزل، وهو تقدمي ورجعي. وهو زبون دائم لكل البضائع الإسرائيلية، ومع ذلك فهو يخرج في مظاهرات فلسطينية منددا بالوحشية الصهيونية. وهو يحدثك في الدين، ومع ذلك فهو يستمتع بكأس من الخمر في المساء. وهو مع الركب أينما كانت هناك منفعة، فإذا انفض المولد بحث عن غيره. <br />
أما عندما يغضب عليك فسترى الضعف البشري كله مجسدا فيه، ولو أراك نصف أنياب الأسد بارزة من بين فكيه. <br />
ووقتها لن تصدق أن هذا الشخص عينه هو الذي قابلك بالأحضان والقبلات عشرات المرات، وهو الذي تحدثت معه في خصوصيات كثيرة، ودعاك إلى بيته، ودعوته إلى منزلك مرات لا حصر لها. إنه قادر بين عشية وضحاها على تحويل علاقتك السابقة معه إلى صورة قاتمة من الكذب والرياء والنفاق بل والاختبار، حتى لو كانت كلها، أو أكثرها، وردا ومودة إن ذهب بك الظن إلى ذلك. <br />
ولو كانت ذاكرته ضعيفة، فهي قوية عندما يتذكر كلمة منك أساءت إليه عن غير قصد، أو موقفا سلبيا مر عليه حين من الدهر، أو خطأ صغير اعتذرت عنه منذ وقت طويل. <br />
هل رأيت أسدا يفترس شاة ثم جعل يمزقها قطعة قطعة؟... إن تكن قد رأيته فقد رأيت الرحمة نفسها إذا قارنته بصديق الغربة الغاضب الذي يهدم المعبد وعلى أعداء من الوهم خلقهم من داخل نفسه المريضة. <br />
قلنا من قبل أن أمراض الغربة النفسية والعصبية الفكرية كثيرة جدا، وهي تحتاج إلى تجمع ضخم من المحللين والأطباء النفسانيين لمحاصرة قوة اندفاعها حتى لا تأكل الأخضر واليابس في حياة المغتربين، مرضى وأصحاء. <br />
إننا نعزو الجزء الأكبر من هذه الأمراض إلى عامل التجمع المتنافر لهذه النماذج من البشر، التي تصطدم كل ساعة، بل كل لحظة، لأن عامل الجذب الأكبر، وهو رباط الغربة، أوهن من بيت العنكبوت. <br />
إن الذهنية المتخلفة لبعض المغتربين قد جعلت الحدث الخطير ـ الهجرة ـ مركز صراع وبؤرة تضاد تجمع المتنافرين بالمتجانسين ليخرج من بين أضلعها مزيج غريب من كل شيء يحمل في طياته بذور فشله قبل نجاحه. في هذا التجمع يحدثك الوضيع عن الأخلاق، والجاهل يصدر فتواه في كل أنواع العلوم، والجبان يقص عليك من نبأ معاركه الماضية مع الإرهاب والظلم والقهر.وبطولاته الزائفة. <br />
ابتسامة صديق الغربة باهتة كلون الملابس القديمة الرثة، ولا تعرف أحيانا إن كانت لك أو عليك، فتظل حائرا مع هذا الصديق حيرة الجاهل بأقوال سقراط. <br />
إن التصدي العقلاني الموضوعي لظاهرة الغدر لدى صديق الغربة قد تكون بداية جيدة للوصول إلى أسباب التحولات والتغيرات النفسية التي تطرأ على تصرفات بعض المغتربين. <br />
إن الحلول السحرية الغيبية والتغاضي عن الواقع، وعدم مجابهة الحقيقة، ليس لها مكان في محاولة التصدي لهذا المشكل الخطير وحله. <br />
إن صديق الغربة الذي يغدر بك ويشكك في صداقتك ويحملك وزر محبتك له، ويعاتبك على إخلاصك، وينتقد استمرار مودتك إياه هو مريض بكل المقاييس، وهو كالمجرم الطليق يؤذي نفسه ويؤذي غيره. <br />
إن الذين يتنفسون عبر هؤلاء المرضى، ويسكتون عن جرائمهم ويرفعون من شأنهم، ويبررون ـ ظاهريا ـ كل ما يبدر منهم، هم شركاء معهم وسينالهم من المرضى أنفسهم ما نال غيرهم. <br />
إن سيطرة بعض الجهلاء، وحاملي الأمراض العصبية والنفسية، وغير الأسوياء على تجمعات بعض المغتربين تجعل من هذه التجمعات أضحوكة مبكية. إن بعض تجمعات المغتربين في حاجة إلى محللين نفسيين قبل الحصول على أي دعم مالي، وهي تجمعات يسقط دورها إذا لم يقم بقيادتها أصحاء مثقفون عاقلون أسوياء. و بذرة الغدر التي يحملها صديق معه في حله وترحاله يمكن القضاء عليها بتنقية تجمعات المغتربين لتتولى الصفوة قيادتها، وتجمع أكبر قدر ممكن من التجانس بين الأفراد. <br />
لكل هذه الأسباب التي ذكرناها عن صديق الغربة، وأسباب أخرى غيرها قد نعلم بعضها ونجهل البعض الآخر، لم تقم تجمعات السودانيين المغتربين في السعودية بدورها خارج الوطن، لأن الامية ضاربه باطنابها فيها وهمومها كثيرة ومشاكلها تستعصي على العصبة أولي القوة من الرجال. ويظل في الأمل أن الزبد يذهب جفاء وأن ما ينفع الناس يمكث في الأرض.<br />
<br />
الي .......أمي....الحبيبة......<br />
<br />
ولماذا كلّما سمعتُ صوتكِ امتلأتُ بالإيمان ؟!<br />
الحمّى التي كانت لاتبردُ في جسمي إلا حين تضعين يدك على رأسي <br />
هل كانت تعلَم أن برَد الجنةِ في يديكِ أقوى من احتمالِ الشّر وتمرّده ؟! <br />
أشعر أنها كانت تخافُ يديكِ وتجفلُ سريعاً , كنتِ تطردينها من لَمسة,<br />
وكنتُ حينَ أتعافى أعتقدُ أنّكِ من الملائكة ..<br />
وكنت ترددين معي القصائد وانا احفظها في سنوات دراستي الاولي...وانتي جزله وطربه بموسيقها ومعناها اوليس فيها تلك الابيات التي تقول (ان الذي بيني وبين بني ابي وبني عمي لمختلفا جده..فان اكلوا لحمي وفرت لحومهم وان هدموا مجدي بنيت لهم مجدا...وكنت تردديها بفرح لااعمل بها ..لان لي اخوه من ابي وعمي....<br />
مازلتُ أذكر أنني كنت أسخر منكِ بصمت وأتمادى في ذلك حين أقول <br />
" مَن ذا يعمل بذلك غير احد من الملائكة ؟! <br />
والآن فقط " حين أحتاجُ إلى استرجاعها والامعان في معانيها أعلم كيفَ كنت معلمةوعظيمةٍ حقا وان كنت من الاميين الذي شرفهم الله بان بعث نبيا منهم لحكمة يعلمها .<br />
هل تعلمين يا أمي .. <br />
انا أتألم ..ليس لأنني لم أفخر بك يوماً ولكن لأنني أضعتُ كل تلك السنواتِ في لومك على قلبك الكبير والجميل, في عتَبي المستمر على زيادة طيبتك حتى مع أعدائك <br />
هل تذكرين يوم تخرجي بكيتِ وأنا أقول ..هذا نجاح يعني لازم الهم ! <br />
لم أكن أعلم أن لديك أنتِ أيضاً دموع فرح .. دموعٌ تتغلبُ على قدرةِ الروح<br />
وفرحتها تتطايرُ لأن حجم الفرحة أكبر من احتمال الجسد .. كنتُ أعتقد أنك تبكين أمرا آخر .<br />
أخبروني أن المرأة شيءٌ ضعيف أمام مباهجِ الدنيا ورأيتُ أمهاتٍ يتبرجن في الشوارع <br />
وأخرياتٍ يُخططن لبناتهن كيفَ يجمعن الرجالَ حولهن ويُخترنهم بما فيهِ المصلحة !<br />
وأمهاتٌ يعلمنهن الرقص بالكباريهات , وأمهاتٌ يبعن بناتهن للزوج الأغلى !<br />
وتساءلتُ بعمق . وهل مازلت أعتقد فقط أنكِ ملائكة ؟! <br />
يقولون يا أمي أن النساء لايكن في شيءٍ إلا أتلفننه <br />
وأن الساحرات نساء, والكاهنات نساء , والعاهرات نساء, والشيطان يسكن أجساد النساء ,<br />
وهيفاء وهبي إمرأة وجسيكا ألبا امرأة وجنفيفر وشاكيرا ولآنا كورنيكوفا ودينا وفيفي نساء <br />
وأنتِ تعيدين لروحي الحياة كلّما علمتِ أنك أنتِ أيضا رمز للطهرِ والدين والعقل والجمال وأنك أيضاً نساء ! <br />
الجسد المثقوبُ مدعاةٌ للنقص .. ألم أقل لكِ ذلك يوماً يا أمي <br />
ألا تتابعي الأفلام أووه نسيتُ أنك تنامين عند الثامنة لتضمني صلاة الفجر <br />
وتقومي بعد اداء الصلاة بهز الكانون وشاي الصباح ومن ثم تحملي حزمة الحطب وتتجهي للعشة (حيث الصاج)وتبدي في طقوس عواسة الكسرة والتي ان لم يكن لكي سواها من عمل لشهدت لكي بانها من اعظم اعمالك الدنيوية..... حين شاهدتِ احدى الفتيات في حفل زواج اختي تكشف عن ظهرها وساقيها صرختِ بأن الله سيغضب علينا وعندما أدير قُرصُ الموسيقى قطعت الأيمان بأن الأرضَ ستخسفُ بنا في قاعها الملتهب ..يا لجمالك ياأمي! وانت تبري بوالدتك وكانها لم تلد غيرك ورغم مشغولياتك ادمنت الذهاب اليها وانت تلفحي ثوبك من غير ارادة وكان يد خفية تتدفعك نحو طريق بيت امي الاخري...يالجمالك....نعم تخرجي بكامل حشمتك ....وأنتِ لاتعلمين عن مراقصِ التعري ولاتتوقعين بحياتك أن هناك أماكن لبيع المومسات وباصات لنقلهن للزبائن بشكل رسمي ومرخّص .<br />
دعي هذهِ أمي أجزم تماماً أنكِ حين تعلمين بحفلات تبادل الأزواج ستفكرين في الإنتحار جديا أو أنك ستقضين الليل في صلاة لاتنقطع , ومتأكدة أنك ستدعين الله أن يغفر لك- فقط -لأنك سمحتِ لنفسك بتخيل صدقية وجود فجورٍ كهذا !<br />
أو أنك يا أطهر النساء لا أريد أن أخبرك أنهم يحتفلون في أحد البلدان بيوم يدعى يوم العراة اووه كيف ستصدقينني وأنتِ حتى في زواج احد بناتك رفضتِ ان تخلعي ملفحتك وتضعي خمارك ..ما رأيك يا أمي في خبرِ متظاهرين كويتيين يُطالبون بحقوق الشواذ من الجنسين في الزواج والحقوق المدنية !<br />
أكنتِ ستصدقينني حين أخبرك بأنهم يتحدثون لغتنا ويعتنقون ديننا وأهلهم ربما <br />
شاركوك الطواف حول الكعبة ذات عُمرة ؟!<br />
أرأيت يا أمي كيف أنكِ مازلتِ بكل هذا الجمال والطهرِ والبراءة تُصعّبين علي مهمة الكلام ..مهمة البوح لكِ بأن العالم بات قبيحاً ملعوناً فاسقاً مُتخماً بالفحور <br />
وأنه مازال لم يبصق عل نفسهِ بعد ..لم يشعر بالعار لم يقذف بنفسه من اعلي الشرفة ..<br />
لم يتناول سماً مع وجبته اليومية من ماكدونالدز ... لم يصحو يوماً وهو عازم على التغيير <br />
.. أمي....<br />
حسناً هذا الصمتُ أمامكِ طال ولا بُدّ أن أتحدث , لا بُد أن أشكو ,لابد أن أفضفض من كومةِ التعب التي علَت روحي واستقرت في قلبي فأجفلهُ التعبُ عن النوم سأخبُرك بالأقل هل تعلمين أن مكة نفسها سجلت أكبر نسبةِ جرائم قتل وسرقة <br />
واغتصاب ومخدرات في السعودية ربّما في هذه ستصفينني بالمتآمر وأن الشيطان لن يزول من لساني حتى أستعيذ منه سبعاً وربما طلبتِ مني التوجة للصلاة تكفيراً عن كذبةٍ مسيئةِ لأهل البلد الحرام .. رغم أنك تعلمين أن أغلب الفاسدين مسلمين جاؤوا من كل بلد ليصنعوا امبراطورية فساد بجانب حمام الحرم تماماً .<br />
لا لن أجازف وأخبرك بهذهِ سأكتفي بإخبارك أن كثيرمن بنات الجامعات والثانويات <br />
يمارسن الشذوذ ويسمينه الحب في الله تطميناً لجانب الضمير وعقدة الذنب قليلاً . <br />
كيف ستصدقين هذا وأنتِ لم تحبي في حياتك سوى أبي وأن الحب لديك طهور يتلوه طهور لايدنسه سوى التوقف عن الحب من أجل الغيرة أو الزواج من أخرى لأنك حتى وأنتِ تبكين في يوم زواج أبي عليك لينجب الأولاد بدلاً من سرب البنات كنتِ تحبينه إلى الدرجة التي عطرتِ فيها ملابسه بعطرك الوحيد الذي تحبينه كلما وضعتِ منه ذات مساء , وتمنيتِ له ليلةَ سعيدة !!<br />
أرجوك يا أمي توقفي عن التصاعد في ذاكرتي بكل هذا النور فأنا مظلم . معتم .. ضائع لا أستطيع أن أجازف بكشفِ شيءٍ مني .. من عتمتي .. <br />
من العالم الذي تنامى وكبر عن القرية الصغيرة التي نعرفها سوياً .. <br />
إنه يلطخنا بالوهم والخوف والحقد والشكوك كل يوم يا أمي .. <br />
يشخبط سبوراتنا التي لم تعد بيضاء ...<br />
يزيح قناعاتنا التي لم تعد راسخة .. <br />
يسخرُ من جهلنا فيعلمنا أنهُ فاجر أكثر مما تخيلناه ! .<br />
عن ماذا نتحدث يا أمي ؟! ..<br />
أنتِ هنا أمامي منذُ أكثر من ساعة وأنا لا أجد ما أبدأ بهِ الحديث في حضرةِ هيبتك ونورك و إيمانك .<br />
كيفَ ذلِك وأنتِ مازلتِ تعتقدين أن اللصوص مكانهم في السجن ,<br />
وأن القتلة يُقتلون بحد السيف, وأن المفسدين في الأرض تُقطع أيديهم وأرجلهم من خِلاف !<br />
لا يا أمي فورب الكعبةِ أنهم لايسكنون إلا فنادق الخمسة نجوم, ويتصدرون عناوين الصحف,وندعو لهم في الجُمعِ ويملكون رصيد في كل بنوك العالم .. ويُشار إليهم بالبنان .<br />
أنتِ مازلتِ تعتقدين أن القُضاة لاينطقون سوى بحكم الله, ويملأؤن الأرض عدلاً وسلاموأنتِ لاتدرين أنهم باتوا أصحاب عقارٍ وسياراتٍ فخمةٍ و خليلات في عواصم الدول الاوربية و العربية والافريقية ويخافون الله أيضاً فيجعلونها إما مسيار أو مسفاراً والقائمةُ تطول! .<br />
أنتِ مازلتِ تعتقدين أن العلماء بركات الله في الأرض وأننا بوجودهم في أمان من الفتنةلكنّكِ لم تسمعي بفتوى السلطان والانتخابات و الأحوال والظروف والمناسبات الوطنية ! .<br />
أنتِ مازلتِ تعتقدين أن أكبر معصية علينا الآن هي سكوتنا عن نصرة دارفور!<br />
أذن أنتِ لاتعلمين عن المجرمين الذين يسكنون الدرك الأعلى من بنايات الخرطوم,ويلعبون النرد والقطة العمياء ويُشاهدون كاس العالم في الوقت الذي يموت فيه اطفال دارفور ونسائها بالجملة وهم يرتشفون الماء البارد بدم بارد ! .<br />
أنتِ بكلّ هذا الجمال لَن تستوعبي فكرة ان رئيسنا مجرم في نظر العدالة الدولية ومطلوب للعدالة الدولية ؟؟؟؟؟ وانت تستمعي لراديو السلطة وهو يتحدث عن خصومه في سبيلِ تعليمنا أصول الديمقراطية وحوار الأديان والسلام مع الآخر وبقية الأشياء الشاعريةِ يا أمي !بانهم عملاء ومرتزقة؟؟؟؟؟<br />
لَن تصدقي أن حرق قري في ولايات دارفور باكملها وبما فيها لَن يعدو كونه <br />
خير سريعُ في رزمة أخبارٍ فيها أن عضلات بطن كريستيانو رونالدو <br />
تحتل المركز الأول في أكثر المهاجمين وسامة وأنه بات الموديل في <br />
الملابس الداخلية لماركة ايطالية عريقة في الأزياء !<br />
ألم تُلاحظي أنني استفضت في الحديث عنه أكثر من دارفور ؟<br />
قاتل الله الأخبار يا أمي إنها تفعل مثلي كل يوم .. <br />
عن ماذا أحدثك يا أمي .. وأنتِ مازلتِ لاتتخيلين أن تتبرج النساء لاذاعة خبرٍ أليم <br />
مازلتِ تحفظين تقاليد قريتنا في نقلِ أخبارِ الموت والمرض بكل هيبة ووقار وكثيرٍ من الصلاةِ والدعاء <br />
لقد مر وقت طويلُ يا أمي ...<br />
في دارفور علمونا كيف تدمر من أجل البناء !!<br />
لا أخفيك يا أمي أنها نظرية جديدة ابتكرها أحد سادة القصر ومستشاريه الكتاااااااااار <br />
وهو يحتسي كأساً من الكركدي البارد .. تقول النظرية :<br />
بأن يموت المتمردين مقابل حياة كريمة لمواطن دارفور .. <br />
لكنّ المتمردين لم يموتوا بل ماتوا المواطنين ً يا أمي!! ... <br />
اللعنة عليهم جميعا لقد كانت نظرية خاطئة وفأر التجربة كبيرُ بحجم وطن <br />
ونحنُ صغارٌ صغارٌ صغارٌ بحجمِ ظفرك أمي ! <br />
ولكن اسمحي لي سأتحدث أخيراً لقد وجدت موضوعاً يُمكن أن نتفق عليه<br />
ويمكن أن لا أشعر ببعدي عنكِ بهِ أكثر , حسناً سأتحدثُ أمي : <br />
أشتقتُ إليكِ ..كثيراً كثيراً .. وكفى ! .مصعب مصطفي الجزولي _المحاميhttp://www.blogger.com/profile/02941529057537424554noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-7916729766707407165.post-37573567796095416472010-07-07T10:21:00.002+03:002010-07-07T10:21:58.154+03:00قصيدة خالد بن صفوان _قال بعض أهل الأدب: كفى غنى بمن حفظ قصيدة خالد بن صفوان القناص، وذلك أنه جمع في قصيدته كلام العرب في الصفات وما جاء في أشعارهم ومصنفاتهم من العرب<br />
<br />
<br />
<br />
عُوْجاً على طَلَلٍ بالقُفْصِ خُلاّني<br />
أقوى فَقُطَانه أرآلُ هِيقـــانِ<br />
<br />
كالدَيْبُليّات أو إجْل قَراهبــة<br />
من بين أحمر يرعاها وثِيرانِ<br />
<br />
وغَيّرَتْ آيه ريحٌ شآميــةٌ<br />
ووَبْلُ مُثْعَنْجِرٍ بالسيل مِرْنانِ<br />
<br />
أجشّ مُغْلَنْطِقٌ مُغْدَوْدِقٌ غَـدِقٌ<br />
مُهْرَوْرِقٌ وَدِقٌ مُسْحَنْفِـرٌ دانِ<br />
<br />
أضحى خلاءً وأمسى أهله شَحَطوا<br />
نواهم حيث أمّوا أرضُ نَجْــرانِ<br />
<br />
أرضاً نأت ونأى للحيّ قاطِنُها<br />
إذْ حَلّ أرضاً بها أبناءُ ذُبْيَانِ<br />
<br />
يا صاحِبَيَّ أَلِمّا ساعةً وقِفـــا<br />
في دارِ أخت بني ذُهل بن شيبان<br />
<br />
وما وقوف امرئ هاجت صبابتَه<br />
سُفْعُ المَلاطم من تلويحِ نيـرانِ<br />
<br />
ومُفْرَدٌٍ تركتْ أيدي الإماء به<br />
غدائرَ الشعر شُعْثاً غيرَ إدهان<br />
<br />
عليه مثل وِشاح الخَوْدِ قد نحلا<br />
من طول عهدهم بالحيّ رِبْقَانِ<br />
<br />
فالدار مُوحشةٌ ما إن بعَرْصتها<br />
إلاّ النعامُ وإلاّ بُقْعُ غِربـــان<br />
<br />
يَحْجُلْن في عَطَن قد كنتُ أعهده<br />
قبل الحلول به للعين مَـــلآن<br />
<br />
كأنما هي رَأْيَ العينِ عن قُذُفٍ<br />
أصاغِرٌ من بني نُوْب وحُبْشان<br />
<br />
دارٌ لجاريةٍ، حوراءَ لاهيـــةٍ<br />
كالشمس ضاحية، في حُسن جِنّان<br />
<br />
بالوصل راضيةٍ، عهدي مُواتيةٍ<br />
عَنِّي مُحاميةٍ، تجفو وتنسانــي<br />
<br />
هِرْكَوْلَةٍ بَهَرٍ، تختالُ في طُرَر<br />
تشفيك من أُشُر، غَرّاءَ مِفْتانِ<br />
<br />
عَلّتْ مآليَهَا، منها عــواليَهَا<br />
تأوِي عَلاليَها، في سَتْرِ أكنان<br />
<br />
كحلاء في دَعَج، عيناء في بَرَج<br />
نَجْلاء في زَجَج، تسلو وتقلانـي<br />
<br />
شنباء في بَهَج، لَمياء في فَلَج<br />
خدلاء في بَلَج، أدنـو وتنآنِي<br />
<br />
غيداء في رَبَل، لفّاء في رَتَل<br />
هيفاء في ثقل، في النوم تغشاني<br />
<br />
لعساء في خَصَر، قنواء في صِغَر<br />
كالرِيْم في بَقَر، من وحش عدنان<br />
<br />
جيداء في حَوَر، وسنَى على خَفَر<br />
شمّاء في بَهَر، من خير نسوان<br />
<br />
في جيدها سُمُط، من تحتها قُمُط<br />
من فوقها قُرُط، أعلاه شِنفــان<br />
<br />
غِلمانها سُخُط، كأنهم شُرُط<br />
أنجالُهم لُقُط، من نسل شيطان<br />
<br />
عُلّقتُها حِجَجا، مزوّرةً غَنَجـــا<br />
بالهجر فهي شجاً، لي بين أقراني<br />
<br />
تُلْهِي مُسامِرَها، تُذكي مَجامرَها<br />
تغدو غدائرها، بالمسك والبـان<br />
<br />
تكسو مَجاسدَها، منها قلائدَها<br />
تُعْبِي عتائدَها، معشوق أدهان<br />
<br />
صُفر ترائبُها، زُجّ حواجبها<br />
سود ذوائبها، كالحالك القاني<br />
<br />
بِيض مَحاجرُها، فَعْم نواشرها<br />
يشْفَى مُباشرُها، منها بعصيان<br />
<br />
زهراءَ خَرعبةٍ، رُودٍ مبطَّنةٍ<br />
للعينِ مُعْجِبة، تَنْفِي لأحزاني<br />
<br />
خَوْدٌ مهذَّبةٍ، في الخدر مُخْصِبةٍ<br />
عَنِّي محجَّبةٍ، عمداً لخِــذلانِ<br />
<br />
راحت مبتَّلةً، عيطاءَ عَيطلةً<br />
كالرِيم هَيكلةً، في زُهْر كَتَّان<br />
<br />
للوُدِّ مازجةٌ، للخِدر والجةٌ<br />
ليست بخارجة، تهفو ببُهتان<br />
<br />
وفتيةٍ نُجُب، من معشر غُلُب<br />
في منتهى نسب، تَنْمِي لغَسّان<br />
<br />
أكابرٍ رُجُحٍ، أخايــرٍ سُمُحٍ<br />
أكارم نُجُح، من نسل قحطان<br />
<br />
راحوا على عَجَل، في مَوكِبٍ حَفل<br />
في غير ما عِلَل، في خير إبّــان<br />
<br />
في مَهْمه قصدوا، حتّى إذا وردوا<br />
والناس قد هجدوا، والليل لونان<br />
<br />
قمراؤه يَقَق، في لونــه بَلَق<br />
قد حَفَّهُ غَسَق، في غير تِبيان<br />
<br />
أضحوا وقد قطعوا، بِيداً لها لُمَعٌ<br />
فيها الطلا رُتُع، أطلاء ظِلمـان<br />
<br />
حلّوا بذي طَرَب، يسمو إلى حسب<br />
في باذخ أشِب، أُخْتٍ لإخـــوان<br />
<br />
في قصرها غُرَف، من تحتها سُقُفٌ<br />
من فوقها شُرَف، زينت بإيـــوان<br />
<br />
قد حفّه كُثُب، من حوله قضُبُ<br />
مكنونة شَطب، حُفّت ببُستـان<br />
<br />
خِلالَه نَهَرٌ، وبينه شجــر<br />
يزينه ثَمَرٌ، من زَهْر قِنوان<br />
<br />
أغصانها نُضُر، أوراقها خُضُر<br />
أنهارُها غُزُر، من ضرب شَفّان<br />
<br />
زُهر منابتها، دامت غضارتها<br />
بُحٌّ فواختها، من طول تَرْنان<br />
<br />
صرّت جنادبُها، عاشت عَناظبُها<br />
تعوِي ثعالبها، من حَول عِيـدان<br />
<br />
تلهو بدُرّاجها، عن صوت صَنّاجها<br />
أو طِيبِ بَهراجها، أو نَوْحِ وِرْشان<br />
<br />
أو صوت قمريّة، تدعو بصُفريّة<br />
تبكي لكُدريّة، من فوق أغصـان<br />
<br />
مُكَّاؤها غَرِد، في روضة فرِد<br />
من طِيبها صَرِد، حلاّه طَوْقان<br />
<br />
عصفورها طَرب، في لونه خَطَب<br />
في صوته صَخَب، يبكي لِصردان<br />
<br />
أو باشَقٌ كَلِبٌ، للطير منتهِب<br />
قد عاقه تَعَب، من جمع غِربان<br />
<br />
تُفّاحُها هَدِل، أُتْرُجّها خَضِل<br />
عنقودها زَجِل، حُفّت برُمّان<br />
<br />
بيضاء في حمرة، حمراء في صُفرة<br />
صفراء في خضرة، من بين ألوان<br />
<br />
جاءوا على مَهَل، من غير ما عِلَل<br />
يمشون في حُلَل، من وشي صَنْعان<br />
<br />
شُمّ مراعفهم، جُمّ مَلاحفُهم<br />
قامت وصائفهم، أمثال غِلمان<br />
<br />
دُرْم مرافقها، بُقع مناطقها<br />
قُرّ قراطقها، زينت بتيجان<br />
<br />
يسعَيْن في لَطَف، يَرْعُدن من عُنُف<br />
كالراح في صُحُف، أشباه غِزلان<br />
<br />
صهباءَ صافيةٍ، صفراء فاقعة<br />
للمرء رافعة، من عصر دِهقان<br />
<br />
تشفِي بشربتها، من طيب فرحتها<br />
تحكي بنكهتها، تُفّاحَ لُبْنـــان<br />
<br />
والمسك إن مُزجت، والسُكّ إن فُتقت<br />
والوبل إن بُزلت، صِرفاً لرَشفــان<br />
<br />
في الدَنّ قد عَتُقت، حولين فامتنعت<br />
تحكي إذا صُفقت، إكليلَ مَرْجان<br />
<br />
تجول في طوقها، كالدُرّ من فوقها<br />
تكفيك من ذوقها، من غير إدمان<br />
<br />
يَعْمَلْن مُعْملةً، زُهْراً مفدَّمةً<br />
صُفراً مقوَّمة، من تِبْر عقيان<br />
<br />
كأنها بُقُع، من أطيُر وُقُــع<br />
لاحت لها سُفُع، أصغت بآذان<br />
<br />
في ريشها طَرَق، ألوانها زُرُقٌ<br />
أذنابها بُلُق، من طير جُلجـان<br />
<br />
حُمر قوائمها، صُفر خراطمها<br />
بيض حلاقمها، ريعت بنيران<br />
<br />
أقعت على فَرَق، في صحصح أَنِق<br />
يَنْظُرن في حَدَق، من خوف عِقبان<br />
<br />
وعندهم قَينة، في شدْوها غُنّة<br />
ليست بها ضِنّة، من قَرْع حَنّان<br />
<br />
نَفْج روادفها، عَذب مَراشفها<br />
دُكن مَطارفُها، من خَزّ نَجْران<br />
<br />
يُلْهيك مَطْرَبُها، يُسليك مَضْرِبُها<br />
يُنسيك مَلْعبُها، أقوالَ فتيــان<br />
<br />
تحكي بتهجاسها، تقطيعُ أنفاسها<br />
باتت على رأسها، إكليلُ مَرجان<br />
<br />
في صوتها صَلَق، في عُودها نَزَق<br />
أوتارُها نُطُق، تَلْفِظه كَفّــــان<br />
<br />
حتّى إذا ثَمِلوا، من طُول ما نَهِلوا<br />
قالوا وما عقلوا، تِمثالَ وَسْنــان<br />
<br />
قَتْلَى وما قُتلوا، جَهْلى وما جهِلوا<br />
سَكْرَى وما انتقلوا، من حكم لقمان<br />
<br />
ماتوا وما قُبروا، عاشوا وما نُشروا<br />
قاموا وما حُشروا، من تحت رَيْحان<br />
<br />
دارت قواقرُهم، لانت مُغامزُهم<br />
طابت غرائزهم، من خير أخدان<br />
<br />
حنّت مزامرهم، طابت مَسامرهُم<br />
عالت عناصرهم، من قصر غُمدان<br />
<br />
قالوا لَدَى طرب بالقول لا كَذِبٍ<br />
الحمد لله شكراً كُلَّ أرمـــان<br />
<br />
<br />
من أجمل ما قرأت لشاعر عباسي.مصعب مصطفي الجزولي _المحاميhttp://www.blogger.com/profile/02941529057537424554noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-7916729766707407165.post-49023007730720882502010-06-07T16:34:00.000+03:002010-06-07T16:34:33.843+03:00تبا لحكومة تقتل رعاياها؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟تباً لحكومة .... تباً لها ؟؟ وهي تقتل وتسحل رعاياها. ؟ <br />
وأية أمانة يحملها الحاكم الذي تمتد يده<br />
لذبح رعاياه من الوريد إلى الوريد ؟؟ <br />
مخيفة وجوهكم المخبأة خلف تلك الأقنعة السوداء !! ألا تخجلون من <br />
رفع رايات النصر على أشلاء مواطنكم ؟؟؟ يا له من نصر بائس !!<br />
تصلّون بعد "تحرير" بعض (الحواكير )التابعة لرعايكم ؟؟ يا له من<br />
تحرير رخيص ؟؟ ترى هذه هي المهمات الجليلة التي أوكلت لكم<br />
لإنجازها ؟؟ وهذا هو العهد الذي أقسمتم على الوفاء به لشعبكم وأمتكم؟؟<br />
أية رايات هذه التي ترفعونها فوق دماء مواطنيكم ؟؟ أية صلوات هذه <br />
التي تؤدونها على أشلاء رعايكم ؟ أهي رايات للنصر ترفعونها على<br />
وقع صراخ الأطفال وعويل الثكالى اللائي ربين أبناءهن ليموتوا<br />
في سبيل السودان الوطن وليس ضحايا للحقد الأعمى والتعصب وشهوة السلطة ؟؟<br />
وبعد : أوتعتقدون أن رب البرية يقبل صلواتكم أيها المنافقون ؟؟<br />
فرُب صلاة أفسدت صلوات كما قيل !!<br />
تمثل حكومتكم حقبة سوداء كالحة ــ كما وجوهكم ــ حقبة مظلمة<br />
في تاريخ السودان !! السودان الذي ذاق الهوان مرتين؟؟؟<br />
مرة تحت وطأة مستعمر .. لا يقيم حرمة لشيء ..ورغم انه<br />
يغتال البشر والشجر والحجر !! لكنه ارحم منكم؟؟؟<br />
ومرة بأبناء عاقين لم يولدوا من رحم طهارته وأصالته ؟؟<br />
بل ولدوا من رحم غياهب العصور السوداء السالفة المظلمة ؟؟<br />
ومن لوثة خلق قابيل ؟؟ إنها نكبات الحكومات العسكرية الأشد خطراً<br />
وفتكاً وسواداً في تاريخ السودان ؟؟ <br />
فقفوا نزواتكم أيها الآثمون. ولا مكان إلا للسالكين السبل التي <br />
تؤدي إلى الحرية والعدالة و المساواة ..!<br />
اللهم احفظ السودان وشعب دارفورمن الرصاص الأعمى ...<br />
والحقد الأعمى يا رب العالمين !!مصعب مصطفي الجزولي _المحاميhttp://www.blogger.com/profile/02941529057537424554noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-7916729766707407165.post-87366482739061790672010-06-02T12:05:00.003+03:002010-06-02T14:09:14.550+03:00سرديات (1)ذكرياتي في (النمره)<br />
..........................<br />
<br />
هي بيوت يتم انشاءها من سيقان الذرة (القصب)وهي تكون دائما في الحواشة ويسكنها العمال الموسمين الذين يعملون في جني القطن (اللقيط) ولذلك يطلق عليهم اهل الجزيرة عدة اسماء (اللقاط) (اهل الخلاء) لانهم يسكنون فيه ،(وناس النمره) والمقصود بها نمرة الحواشة و(النزال)بضم النون وفتح الزاي لانهم ينزلون بها بمجرد وصولهم ،وهي كلها اسماء ذات مدلول واحدة ،وفي الأغلب تكون هذه البيوت واسعة وتحتوي مقدمتها على اشكال تشبه الحيوانات او زخارف بأشكال مختلفة. و تقسم إلى قسمين أحدهما لاستقبال الضيوف وآخر لسكن الاسرة، وبينهما حاجز قصبي لستر الاسرة. و بيوت النمرة اساسها البساطة،وهذه البيوت وانت تمر بها نهارا لاصخب فيها وان كان بها كثير من النصب والمعاناة ،لانها لاتحمي من برد الشتاء ولامن امطار الخريف ،ورغم ذلك تجد اهلها في اريحيه دائمةليلا وهم يضحكون ويقهقهون وربما تلازمك اسئلة حائره،الناس ديل البضحكم شنو؟؟؟وبضحكوا لشنو؟؟؟وفي شنو بيوت كلها كم كوليقة قصب وصمت الحواشات المطبق الذي يجتاح أي خيال يجتهد في صنع الفرحة هنا ويغمره بالملل ، وسطوة الضحوة.. والضهرية .. ولقيط القطن .. وسربة انصاص الليالى فانها تترك ماتبقى من مساحة (للتعب ) ليتحكر فى ضهر الترعة ، وضحكة اهل النمره بتطلع من جوووه .. وقمر سبعتين يزيدها حضور وحلاوة واحلى حاجة انو هى ضحكة صافية كذا الحليب ....ولكي تشاركهم تلك الفرحة والضحكة لاتحتاج سوي سرج مريح يجعلك تسابق بساط الريح وان تحمل معك صرة من بن وشاي لتجد الفرح متاح للجميع في هذة البيوتات ، مازالت ذاكرتي تختزن ذكريات اول مره التقي باهل النمره عندما امرني ابي ان أحمل جوالات القطن الممركات (وهي التي يكتب عليها اسم المزارع ونمره الحواشة غالبا حتي يتم ملاها بالقطن بعد جنيه)،وان انظر لهولاء الناس ولهذه البيوت المصنوعه من سقان القصب بدهشة واستتغراب وتخيل كيف انهم يقضون يومهم في هذه (الصقيعة الواسعة )والمخيفة حد الجنون بالنسبة لي ، وقد قطعت حبل خيالي اغاني(حاجة اسيا) ،التي مازلت اتذكرها بصوتها العذبة وهي تسرِّح شعر بنتها. أغاني تحمل معاني الحصاد والنماء وأغاني عن الطير وفتيات الحقول.. أغاني تزيح كدر وسكون ( النمره )في ساعات النهار.. وانا انظر للبنت تزكرت دروس التاريخ والفراعنه الذين يهبون النهر اجمل فتياتهم بطقوس مثيرة ليكف عن كوارثهم ، نهضت نحو شنطة بالية في ركن قصي واختارت فستان اصفر أجمل فساتينها ،ارتدته بهدوء ،لفت عنقها بطرحه خضراء،ودائما يكونون اهل النمره جميعهم في هذا اليوم في كامل اناقتهم المتواضعه ،لانه يوم صرف القروش من المزارعين ،ويسمي يوم (العبار) بكسر العين وفتح الباء،وهذا اليوم ياتي بعد ايام من العمل الشاق في جني القطن والكل يترقب ما تسفر عنه نتيجة ماجناه ،والميزان الذي يستخدم فيه عبارة عن ميزان حديدي به نمر باللغة الانجليزية (اصغر وحده فيه تبدا من واحد رطل ) فكل ماشبكته في القطن الذي يربط بالشوال غالبا وانت ترفعه الي اعلي تبدو نمره واضحة للقراءه ،فال(36 رطل ) تسمي قفة وهكذا .... ويكاد صوت امها خارج بيت القصب وهي تنادينا يتحول الي جلبة خفيفة مع حفيف سقان الذرة المكونة للبيت؟؟؟ يااولاد امرقوا علي الحواشة؟؟؟؟ا النسوان مشن قدمنا ؟؟؟؟عشان نعبر بالضوء... <br />
وبدءت تحكي لي عن والدها ،وعن وعدوه لها بانها سوف ياخذها المدرسة عندما تكبر وهاهي اليوم تبلغ مبلغ النساء ولم تري حتي مجرد رؤية مدرسه ..فكانت لاتريد له الموت ،اشفقت علي قلبها ان يتفطر لذكرها له ،فحاولت مقاطعتها وتحويل الموضوع ،تسريحة شعرك جميلة هكذا قلتها وانا انظر لعينيها التي تترقق بالدمع من ذكريتها المؤلمة ،اسمها السودان قفل ؟؟؟قالت ذلك وهي مازالت في حاله حزن واسئ ، واخذت انظر الي حقول القطن التي لا تبعد الا قليلا،وانا ممسك بالميزان لبداية العبار وهي تبتسم في قلق وتنظر لي احسست عندها ببراءتها تسري تحت جلدي ؟؟؟قطني دا بجيب كم عليك الله؟؟؟؟وقبل ان اجيبها ،وهي مازالت تنفش في قطنها لتنظفه من بقايا عيدان القطن اليابسه ،بداءت بالاوخريات ؟؟؟ دا قفة ياحاجة وعليك الله اولدي شوف لي المربوط دا بجيب كم ؟؟؟دا ياخالة (قفتين الا) قولي قفتين ،الله يبارك فيك اولدي؟؟؟وفجاة صرخة تشق سكون الخلاء ، عضتني عقرب ...عقرب ,,,هنا هنا ...وين وين ...؟؟؟ وانا علي ضفاف الفاجعه والدهشة تتملكني وارمي بالميزان و بالكراس والقلم اللذان اعطاني لهما ابي لكي اسجل بهما قفاف القطن ونسوان اللقيط...<br />
كنت قاعده فوق القطن المربوط دا ؟؟؟ ويبدو ان العقرب اللعينة لم تجد غير هذه الدرة كي تفرق فيها كامل سموممها؟؟؟؟احسست برعشه تسري في اوصالي وانا احملها بقوة مذعورا ؟؟؟فتحت عينيها بهدوء وبصوت خافت قالت ؟؟؟.....عليك الله وديني الفريق ؟؟؟لفكي موسي ...عشان اقلبا لي ...وهناك امرني فكي موسي بالخروج ؟؟؟ وتمددت هي علي العنقريب ،احسست ببرودة الجسد؟؟؟وانا احني ظهري للخروج من باب القصب الذي يكاد يلامس الواطه ؟؟؟ والشيخ يسال وهي في ابراج موتها العالي ،تهمهم ،،هنا ؟؟؟ يبدو هذه العقرب من العهر بمكان ؟؟؟فلم تجد غير هذا الموضع الحساس ؟؟؟؟ وانا انظر من خلال فرجة القصب (الرقراق) واقتصد في تنفسي حتي اسمع صوت فكي موسي وهي يتلوا بصوت خافت ؟؟؟<br />
، واخيرا قررت الدخول فلم اجد سواء جسدها البارد الممدد علي السرير.....مصعب مصطفي الجزولي _المحاميhttp://www.blogger.com/profile/02941529057537424554noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-7916729766707407165.post-51878805205541606072010-06-01T10:12:00.003+03:002010-06-01T10:18:22.715+03:00الكنابي ....بيوت الصفيح في الجزيرة.......كمبو طويل .....بشري الفاضل<br />
<br />
توجد في عمق الجزيرة، حيث القرى متناثرة بلا حصر عدد النجوم في السماء، (دارفور أخرى!) يعيش سكانها الوافدون لمناطق الانتاج هنا في (كنابي). و(الكنابي) جمع كمبو. وهي مساكن لا تحترم كرامة الإنسان حلت مكان الأشجار التي قطعها سكان الجزيرة عن آخرها طلباً للوقود في فترة ما قبل الغاز، وطلباً للمال في فترة انقطاع موارد الزراعة. <br />
<br />
(كمبو طويل) هو أحد هذه (الكنابي). وقد خبره أهلي بمنطقتهم وسط الجزيرة. وهو شريط طويل يمر فوق ظهر الترعة، وأنت خارج من قنطرة ود البر إلى ما بعد قرية زنقاحة. شريط طويل من القطاطي تمسك برقاب بعضها البعض. فإذا خرج طفل من قطية أهله، في غفلة منهم، فمصيره الغرق! ولك أن تقارن غرقه بغرق طفل من سكان البيوت الفاخرة في القليل من المدن السودانية، فيبدو الحال، بجامع الغرق هنا مع الفارق طبعاً، كما لو أن حوض السباحة، في مثل تلك القصور، مقام قبالة الغرف مباشرة، لكن بدون سياج، فيخرج الطفل إلى حتفه. (تخيلت ذلك لكن أخي قال لي إن طفلاً من كمبو طويل قد غرق في الترعةبالفعل قبل سنوات ووجدوا جثه محبوسة قرب الكبري القريب)<br />
<br />
هذه القطاطي تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة. دعك من الشفخانة أو نقطة الغيار، فهذه شطحة لن يغفرها لي سكان القرى المجاورة لكمبو طويل! لكن لا توجد حتى أماكن لقضاء الحاجة! وكان الإنجليز على أيامهم، عندما كانت قرى الجزيرة كلها عبارة عن قطاطي، ينشئون لكل قرية مرحاضاً جماعياً، لئلا يستعين السكان بالترع مباشرة، فتنتشر البلهارسيا. بل وكانوا يوفدون مفتشاً للصحة يقيم بتلك القرى لتوعية السكان في شئونهم الصحية. <br />
<br />
سألت مرافقي، وكنت قد غبت عن الديار لعقد ويزيد، ما اسم هذا المكان؟! فأجابني: كمبو طويل. وهالني أن عدد سكانه يضاهي عدد سكان قرية بكاملها. وثمة شريط آخر أطول، يمتد ما بين قرية تنوب وقرية المريبيعة. وسكان الكمبو من هذا النوع الجديد الذي انتظم كل ترع الجزيرة هم العمال الزراعيون الوافدون، غالباً، من دارفور. ثم صاروا يشاركون المزارعين أصحاب الأرض بالوكالة، فيقومون بالعمليات الزراعية كلها، بصلاً، مثلاً، أو فولاً، ثم يقتسمون معهم المحصول. لكن، بينما قامت (الكنابي الطويلة) على امتداد الترع بالجزيرة، وربما المناقل، نمت مساكن المزارعين، خلال عقود قليلة، من قطاطي القش، لقطاطي القش والطين، فبيوت الجالوص المربعة بدون حيشان، ثم ظهرت الحيشان المسورة بالشوك أولاً، ثم المسورة بالجالوص، ثم الطوب اللبن، إلى أن أخذت البيوت تبنى، مؤخراً، بالطوب الأحمر المحروق، ودخلتها المياه والكهرباء والهواتف. باختصار جرى تحديث مساكن القرى بالتدريج خلال نصف قرن، لكن (كمبو طويل) وإخوانه ظلوا على حالهم منذ إنشائهم. <br />
<br />
غير أن هذا التفاوت ليس هو الوحيد هنا. فثمة نوع آخر من (البيوت)، إن جاز التعبير، هش وأسوأ من هذه الكنابي؛ فهل الأسمال البالية التي يقطن تحتها البدو بيوت؟! وهل قطاطي وكرانك القصب وسط الحواشات والجناين بيوت؟! وعموماً، إذا القينا نظرة على كافة الإنشاءات السكنية في السودان، لهالنا هذا التفاوت الهائل بين الذين يملكون المال والخبرة والذين لا يملكون. فالمسألة ليست فقراً فقط، بل فقر ونقصان خبرة ومعرفة أيضاً!<br />
<br />
السودان تسكنه قبيلتان فقط، لا عدة قبائل: قبيلة مستقرة ببيوت تلتزم الحد الادنى للكرامة الانسانية، وإن كان معظم أفرادها فقراء، وقبيلة غير مستقرة لا بيوت لها، أو أن بيوتها لا تقيها هجير السودان، وأمطاره، ووحوشه، وأمراضه. هؤلاء الأخيرون هم الذين يجب البدء، عاجلاً، في توطينهم في مساكن تليق بإنسانيتهم، لا الاكتفاء بالتحسر، شعرياً، على بؤسهم! وسينجح الساسة، أيما نجاح، في استقطاب الأغلبيات، إن سعوا لحل مشاكل الذين لا يعرفون كيف يطالبون بتصحيح أوضاعهم البائسة، أي المصابين بالبيات الاجتماعي والسياسي. فالعبرة ليست في الالتفات لمطالب الجماهير فحسب، بل في الالتفات لمن لا حيلة لهم للمطالبة، وانتشال مطالبهم من جوف الطين!مصعب مصطفي الجزولي _المحاميhttp://www.blogger.com/profile/02941529057537424554noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-7916729766707407165.post-53928246651796483962010-05-30T16:35:00.002+03:002010-05-30T16:35:58.256+03:00حكاوي سنوات التيهالاغتراب... والمغتربون عالم تاني... المغترب يشيل شنطتو ويشرّق... قاصد ديار الزيت... يمشي هناك عشان ياخد لو سنتين تلاتة ويعرس ويشتري بيت وعربية... ويجي راجع يقعد عند اهلو... لكن يلقى نفسو ورط في الغربة... والزمن يجري بهنا وبهناك... مغتربين الخليج... ولقوانين دول القّطرة والعقال... يلقى نفسو لا هو خليجي ولا هو سوداني... يلقى نفسو حاجة كدا ما معروفة شنو... هناك لاهو مواطن عشان يقعد ويتوهّط سمح... وهنا يلقى نفسو مواطن مع وقف التنفيذ... ضايع... بين الاتنين يضيع هو... مغتربين السعودية حاجة تانية... حاجة تجنن الما يجن... خليط من الشعور بالدونية وشعور بالفوقية في وقت واحد... شعور بالدونية للبلاقيهو من الغربة... وبالفوقية لانو كان لما يرجع هنا بيتعامل كانو حاجة تانية وزول فريد في نوعو... يحيط به الناس من كل جانب... واول ما يفلس ويعلّم الله يبدو يسالوهو انت راجع متين؟... عشان يمشي يخم ويجي تاني... هذا المخلوق المغترب في حياته يمر باربع مراحل رئيسية هي المرحلة القردية... ثم المرحلة الحمارية... ثم المرحلة القُرادية... هذا المراحل لها التأثير في تكوينو الوجداني وسلوكو.... <br />
<br />
المرحلة القردية <br />
تبدأ هذه المرحلة اول ما يبدا المغترب في اجراءات السفر... يبدا يحس انه اصبح جزءا من فصيلة المغتربين... ويتصرف على هذا الاساس... واول ما يقول بسم الله ويخت كراعو في قفص اغترابو... يبدا يحاكي من سبقوهو في الاغتراب... .يبدا يفكر يشتري عربية... ثم ستالايت في اوضتو براهو... ثم المتزوج يفكر يجيب مرتو بهناك ويقعد يجهز في البيت من العفش زي الجماعة القبالو بالضبط... من غرف نوم وعرف جلوس وسراير وموكيت وملايات امريكية وايطالية ولو في ملايات امم متحدة يشتريها زي الكبار والقدرو من المغتربين... ثم يبدأ في التوالد... التوالد هناك يتم في موسم معلوم ومعروف حسب خبرتي يتم اغلبه في فترة الشتاء اما فترة الصيف فهي للاجازات والعُمرة لمن لم يستطيع للاجازة سبيلا حكمة ربنا قعدت في منطقة حضرت فيها موسم توالد في اسبوع واحد كان هناك خمسة ولادات ضكور... والخمسة أي واحد فيهم ابوهو سماهو محمد ودا كان نتيجة تأثير المرحلة القردية... وقد حباني الله بان اتعرف على احد المغتربين في السعودية عندو تلاتة من الابناء يحملون اسم محمد... محمد سادة.. ثم محمد المامون..ثم محمد الامين... واقترحت عليه مساعدة مني في حل ازمة الاسامي ان يسمي الولد الجايي محمد وردي... ولو انزنق والحكاية جرت وورت معاهو يسمي البعدو محمد فرفور... العجيبة انو اسمو هو براهو محمد عثمان... المرحلة القردية مرحلة قصيرة الامد... والغربة والشغل وجهاز المغتربين وضرايبو والكفيل ما بيخلو أي مغترب يستمتع بهذه المرحلة... لهذا نجد ان المخلوق المغترب يدخل في المرحلة الحمارية سريع جدا... <br />
<br />
المرحلة الحمارية <br />
تتميز هذه المرحلة بالسكون والهدوء و الطاعة العمياء... وهي اطول مرحلة من مراحل تطور المغترب... ويكون المغترب فيها حمار شغل... البيت الشغل وبالعكس... ويكون عارف من تشرق الشمش هو الليلة حيسوي شنو... وقد استفاد بعض الكفلاء من هذه المرحلة ومميزاتها الحمارية... بان يطلبوا من المخلوق المغترب... ان يشتغل أي حاجة في أي وقت... ويقوم هذا المخلوق بالعمل بهمة عالية ونفس راضية ورضى عنها... كما ان بعض الذكيات من نسوان المغتربين استفادت من هذه المرحلة والطاعة بان كانت تطلب من بعلها كل ما تتمناهو وهو ما بيقول لا... يتمنى المغترب السعودي في هذه المرحلة بان ينادوهو بابي فلان... ابو محمد.. ابو عادل... ابو فاطنة... ابو نفيسة... ابو كديسة... كما وانه تبدو عليه ملامح تقالة الدم... . بدءا من الدقن المشغنفة.. وانتهاء بالنكت البايخة التي لو استمعت لواحدة منها تقوم عليهو تعضيهو في نص قنقونو ولما تمشي البيت تقفل عليك اوضة وتقعد تبكي لمن الله يغفر ليك تبكي عشان بياخة النكتة وعشان ربنا ابتلاك ببلوة وهي عظيمة الا على الخاشعين... ايضا قد حباني الله باحد النكتنجية من مغتربي المرحلة الحمارية... يحكي النكتة ويضحك فيها هو لحدي ما دموعو تجري... حتى لو حكاها عشرين مرة في الدقيقة... وكنت لما اشوفو جايي علي اسال الله سبحانه وتعالى ان يلزمني الصبر الجميل والسلوان... وان يجعل استماعي الى نكته في ميزان حسناتي... ويتميز مغترب المرحلة الحمارية بدقة وسرعة تحويل قيمة الريال الى العملة السودانية مرورا بالدولار... تتم هذه العمليات بسرعة جدا في راسو... ويديك نتيجة تحويل أي مبلغ بكل دقة وامانة حتى الكسور ما يخليها... ايضا مغترب المرحلة الحمارية يكون شغوف جدا ومعجب جدا بكفيلو... يقعد وسط الناس ولو بيتكلمو في الكورة ينط هو ويقول يا زول ها والله الكفيل كفيلي انا... وبس... ثم يحكي عن احترامو ليهو وكيف بيتعامل معاهو مع انك تكون واثقا تمام الثقة انو نضمو دا كلو اماني... واضغاث احلام... ثم تبدأ بوادر انتهاء المرحلة الحمارية تلوح في الافق وتظهر بوادر المرحلة القرادية... بان يبدأ المغترب يفكر في البديل في حالة الاستغناء عنه... والبديل داخل بلد الاغتراب.. وتظهر عليه القرادية جلية عندما يستغنى عنه فعلا... <br />
<br />
المرحلة القُرادية <br />
وهي مرحلة قد تطول وتقصر حسب عمر المغترب... المصّر ان يكون قُرادة للنهاية... وهي تتميز بان يقوم المغترب بالتشبث بالشغل والبقاء اطول فترة في بلد الاغتراب... يرفدوهو من شغل يشعبط في شغل تاني... يسفروهو يكون شال معاهو فيزا ويرجع تاني.. يكشوهو يرجع عُمرة او حج ويكسر ركبة هناك... لاحظت ان هذه المرحلة ليست حكرا على السوداني... ايضا هناك القراد المصري والقراد الهندي والقراد الباكستاني... ما يميز القراد السوداني انه يتكاثر ويتوالد في العائل وهو ياخد فترة طويله متشعبط في الهدف... عكس القراد المصري الذي يكون فترة تطفله قصيرة لكنها مجزية ومضرة حد الضرر ما يقيف لو حد... <br />
<br />
المرحلة الكلبية الاستثنائية او (مرحلة كلب الحر)<br />
وهي استثنائية لانها تتم خارج بلد الاغتراب وداخل السودان... المخلوق المغترب يقرر ان يرجع الي السودان... مصدقا نضم الحكومة في التلفزيون بان المغتربين يرجعوا والبلد محتاجة لخبراتهم وان السودان احسن بلد ممكن الواحد يستثمر اموالو فيهو... ثم تبدأ رحلة الجري... لو عندو بيت قاعد يبني فيهو يقعد يتجارا عليهو وقتو كلو ورا لواري الطوب والاسمنت... وبعد كدا يقعد يتجارا.. ثم يبدا الجري في السهلة عشان يعرف البلد والناس بتسوي في شنو؟... ويشتغل شنو؟ يجري كما يجري كلب الحر يجري عشان يشوف مدارس وجامعات لي وليداتو... ثم يستمرئ الجري قد يكون اشد عدوا من كلب الحر زاتو... ثم ... ثم بعد فترة يمشي الحج للمرة الاخيرة ثم يعمل عمليه بروستاتا... ثم يتوفاهو الله الى رحمته...مصعب مصطفي الجزولي _المحاميhttp://www.blogger.com/profile/02941529057537424554noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-7916729766707407165.post-12022494228306718412010-05-29T14:50:00.001+03:002010-05-29T14:50:12.443+03:00فخاخ الرائحة هل هي رواية تناص أم تلاص ؟فخاخ الرائحة هل هي رواية تناص أم تلاص ؟ <br />
المحيميد يقع في فخ ( الحكايات المروية )<br />
<br />
<br />
<br />
عمان : خالد السلماوي <br />
<br />
salamwe@maktoob.com<br />
<br />
مصادفة كنت أشاهد حوار العربية ( اضاءات ) تركي الدخيل مع الروائي السعودي يوسف المحيميد .ما سمعته كلاما غريبا غيرا متراكبا أو حتى متوازنا وما لفتني إلغاؤه كل الحركة الروائية السعودية الطويلة الحافلة بالأسماء الجميلة والواعدة. مبقيا ذاته على سدة الرواية السعودية متفردا بها . ثم تعجبت من منطقه العجيب وهو يقص علينا كيف تم ترشيح فخاخ الرائحة للترجمة وشروط الترشيح الصعبة التي لا يدخل في إطارها سوى نص بثقل فخاخ الرائحة بما يناقض الواقع تماما , وكأن الجالسين أمام شاشة التلفاز سذج أو أنهم يغطون في نوم عميق .فقررت الحصول على الرواية وبحثت عنها فلم أجدها عند أصدقائي , وكان معرض الكتاب في عمان فرصة سانحة لاقتناء الرواية , ولأنها صغيرة الحجم فقد قرأتها بنهم في ساعتين متواصلتين لاكتشاف قدر إبداع الكاتب الذي تعاظم في حوار العربي . المفاجأة في الرواية التي صعقتني هو اجتراؤه على نص قديم كنت قرأته قبل أعوام .. رواية سودانية رائعة ومعروفة كتبت قبل اكثر من عشر سنوات وهي( سالم ود السما )للروائي السوداني المبدع الطيب الزبير وحتى أشرك القارئ معي في ما ارتكبه المحيميد لنقرأ أولا في النص الأصل ثم النص التقليد .<br />
<br />
من رواية سالم ود السما : <br />
<br />
فسالم ليس عبداً عادياً بل هو كنز فى سوق النخاسين . فالصبى وسيم ، بهى الطلعة ، حنطي اللون ، يحفظ القرآن ويجيد القراءة والكتابة والحساب لذا فهو ليس من نوع الصبية الذين يختطفهم ود نقادى ويبيعهم بمائتي ريال مصرى لبدو البطانه ليرعون الأبل والغنم . وهناك سوق واحدة يمكن أن يباع فيها بمال كثيرهو ميناء سواكن على ساحل البحر الأحمر ، حيث يحضر عملاء لأمراء ووجهاء حجازيين ويشترون الرقيق لحسابهم من هناك ثم يهربونهم فى سفن خاصة إلى ميناء جدة على الساحل الشرقى للبحر الأحمر حيث يباعون فى الحجاز بأضعاف أثمانهم فى سواكن . فتجارة الرق ماتزال رائجة فى مدن شبه الجزيرة العربية والخليج مثل مكة والمدينة والمنامة والبحرين ومسقط وصور وأبو ظبى ودبى . وبما أن الأنجليز قد أفلحوا فى تجفيف المصدر الرئيسي لهذه التجارة ، وهو أفريقيا ، فأن المغامرين الذين يتمكنون من الوصول بعبيدهم إلى جدة يجنون أرباحاً طائلة. وبعد رحلة بالجمال أستغرقت عشرة أيام كان الخاطفان خلالها يسيران ليلاً ويتلطفان بالغابات والأودية والكهوف خلال النهار وصلا بسالم إلى سواكن . لم يكن بيع وشراء العبيد أمراً سهلا بسواكن وذلك لأنها ميناء السودان الأوحد وبها وجود مكثف للحكومة . فهناك معتمد جبال البحر الأحمر إلى جانب مدير الميناء وكلاهما بريطانى له سلطات واسعة . فللأوَّل تتبع شرطة المديرية وللثانى شرطة الميناء ومع كل واحد من الجهازين نشرة من السكرتير الإدارى بالخرطوم تحكى قصة أختفاء سالم وتحوى وصفا دقيقا لملامحه وهيئته وصورة للصبى رسمها فنان هندى على ضوء الوصف الدقيق لشكله وتقاطيع وجهه ، وهى قريبة جدا من الواقع . كان بالسفينة التى أبحرت بسالم أربعة رجال ، ثلاثة عرب ورجل أسود كالكحل لم ير سالم فى حياته إنسانا بضخامته وكان يتولى قيادة السفينة . يرتدى الرجل الأسود إزاراً أخضر ويعصب رأسه بقطعة قماش حمراء . عندما أراد الرجل الأسود ربط إزاره بتكة قطنية طولها متر ونصف مط جسمه إلى أعلى وكأنه أراد الأمساك بشئ معلق فى السماء ، ولم ير سالم طرفى التكة بعد أن ربطت إذا غطاهما شحم البطن وتدلى خمس بوصات إلى أسفل بينما تدلى شحم العنق على الكتفين وأصبح كحلقة المحراث على حدبة الثور . يحمل فكه العلوى أربعة أنياب مترادفة عجزت شفتاه عن حجبها فجعلته يبدو كخنزير برَّى شرس . فى اليوم الثانى كان البحر هادئا فأقبل الرجل الأسود نحو سالم والتفت إلى رجلين كانا معه وقال لهما : - امسكوه . فدنا أحد الرجلين من سالم وأمسكه من الخلف بينما أمسك الآخر بتكتة وحلها . ولما قاوم سالم لطمه الرجل الأسود على أنفه فاحمر البحر أمام عينيه ثم أسوَّد وسقط فى قاع السفينة ولم يدر ما حل به بعد ذلك . عندما أفاق الصبي من أغماءته كان يشعر بألم شديد فى خصيتيه ورغبة فى التبوُّل ، وكان الرجل الأسود يقف إلى جانبه فسأله : - عايز إيه ؟ - عايز أبول . - بول هنا . ومد له إناءً ، وبعد ألم شديد وعذاب لم يذقه سالم فى حياته من قبل ، بال دماً . وعندما تحسس خصيتيه لم يجد لهما أثراً ولم يبق منهما سوى الجلد الذى تدلى كثديي جدته سليمة العاريين عندما تكون منهمكة فى عمل المريسة ، فأدرك ما حل به خلال إغماءته . كانت جدته سليمة تشترى الحملان الهزيلة لتسمينها ببقايا المريسة ، وكانت كلما اشترت حملاً جديدا حملته إلى عبد التام : - عبد التام اخْصِ لى الحمل دا . فيمسك عبد التام خصية الحمل بيده الغليظة الخشنة ويعصرها حتى تتكسَّر ثم يكرِّر العملية مع الخصية الأخرى . إذن لقد خصوه ! خصاه العبد الأسود اللعين بيده الضخمة الخشنة التى تشبه لسان فرس النهر ....... أصبح خصيا كحملان سليمة ...... ولكن سليمة كانت تقول أن الحملان الخصية تسمن سريعاً ، فلماذا خصوه هو الآن ...... أيريدونه أن يصبح سميناً كالعبد الذى خصاه ؟ وفجأة تذكَّر....... كان سالم يقف على دكة من الحجر والخرصانة ، ارتفاعها متر ، وسط سوق العبيد بجدة ، وقد ألبس إزاراً أزرق غطى مابين الخصر والركبتين وترك باقي الجسم عارياً ليتفحصه الراغبون فأغمض عينيه للحظة وتمنى أن يكون مايراه ويسمعه الآن وما عاشه من تجارب خلال الشهرين الماضيين مجرد حلم مزعج سرعان ما يصحو منه ويجد نفسه راقدا على السرير الذى جدّد نسيجه عبد التام قبل يوم واحد من اختطافه ثم يغيَّر من رقدته ليواصل النوم فيمنعه عن ذلك صوت المؤذن عبد الله ود بخيت وهو يحث الناس لصلاة الفجر بصوته الرقيق العذب : - ومن أحسن قولاً ممَّن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إننى من المسلمين ........ الله أكبر ...... الله أكبر ........ فينهض من على فراشه ويملأ القرعة من ماء الزير البارد ثم يخرج من الغرفة ويجلس على أحد بنائر زبائن المريسة ويشرع فى الوضوء ، وماء النيل يمتد أمامه كثوب أبيض غسل ونشر على أرض مستوية ليجف فتهب النسمات العليلة فترفع وسطه قليلا عن الأرض ثم تخفضه . و خلال الوضوء يسمع حداء طه ود التيمان وهو يهش على ثوره كي يسرع فى جر الساقية عندما وصل سالم إلى دار مولاه الجديد أدرك أنه لم تكن هناك ضرورة لخصيه . فالرجل الذى أشتراه لم يدفع مقابله خمسين ألف ريالاً ليضمه الى خدم منزله الذين تقتضى الضرورة خصيهم ، بل يريده أن يكون مديرا لأعماله التجارية . فالشيخ سالم الخفجى واحد من أكبر مطوفى الحجاج بجدة ومكة ، وهو أمي لا يقرأ ولا يكتب . وعندما علم أن صبياً سنارياً سوف يباع فى سوق النخاسين وانه يحفظ القرآن ويجيد الحساب حمل معه مائة ألف ريالاً وتوجه إلى هناك . وبعد عامين تعرف خلالهما على كفاءة سالم وسمو أخلاقه جاءه يوماً وهو يحمل فى يده بطاقة مواطنة . - ياسالم ، منذ اليوم أنت مش عبدى ، وإنما ابنى وصاحب التصرُّف فى مالى . - بارك الله فيك يا حاج سالم . - ومنذ اليوم يصير إسمك سليم سالم الخفجى . - بارك الله فيك يا أبوى سالم . - كنت عايز أعتقك قبل عام ، ولكن تريثت ريثما أستصدر لك بطاقة المواطنة هذه . وناولها له ، وتحمل اسم سليم سالم الخفجى ، الجنسية حجازى ، الديانة : مسلم ، تاريخ الميلاد : 1318 هـ . المهنة : تاجر ، أقرب الأقربين : والده وشريكه سالم الخفجى . - أنت حر منذ اليوم ، إذا اخترت البقاء معى فسوف يكون لك ثلث ما نحققه من أرباح فى كل موسم وإذا تركتنى .......... - وهل يترك الإبن أباه ؟ فبكى الخفجى وعانق سالماً . فالرجل عقيم لم ينعم بأبوة أحد ، والصبى تعس لم ينعم ببنوة أحد ، فوجد كل منهما ضالته فى الآخر . يبدأ عمل سالم قبل شهرين من وصول الحجاج إلى جدة ، فيقوم باعداد الدور التى يقيمون بها فى كل من جدة ومكة والمدينة ثم يشترى المواد التموينية ويستأجر العمال الذين يقومون بخدمة الحجيج . وعندما يصل الحجاج يجمع أوراقهم ويحول مدخراتهم إلى الريال الحجازى وينظم القوافل والسيارات التى تقلهم إلى مكة والمدينة ثم تعود بهم ثانية إلى جدة . كل الحجاج من أفريقيا والمغرب العربى ومصر يصلون إلى جدة عن طريق البحر . وقد عرف سالم بين المواطنين والحجاج بكفاءته وأمانته وحسن سيرته . - الخفجى طاح فى عبد زين . - أى والله يساوى وزنو دهب . - لا وكمان سوَّاه ابنو . كان سالم دائم التردد على حلقات العلم بمكة والمدينة فدرس الفقه والتوحيد والتفسير وأصبح عالماً جليلاً . أما حقيقة كونه خصى فلا يعرفها أنسان سوى سالم الخفجى الذى لم يبح بها لأحد ، كما أشترى جارية شركسية وتزوجها بعد أن كاشفها بعاهته فأحبته وأحبها . لا أحد يناديه بالاسم الذى بهويته . الكل يناديه باسم حاج سليم السنارى . فالشلوخ التى على خديه تهدى الناس دون عناء للبلد الذى جاء منه . كما أنَّ وضعه المميز يؤكد أنه جاء إلى الحجاز حاجاً وأصبح من المجاورين . <br />
<br />
جزء من نص المحيميد التقليد : <br />
<br />
قال العبد وهو يحكي حكايته : ما علينا المهم نقلونا ثاني يوم إلى شندي وتناقص عددنا حتى صرنا في بربر اثنان سقطا ميتين في الطريق اما البقية فلا اعرف اين اختفوا يمكن باعوهم في سوق شندي حتى يعوضوا تكلفة الحملة ويقدروا يدفعوا للجعليين الذين وفروا لهم الحماية اثناء الطريق خرجنا من بربر مع قطيع اغنام هائل واتجهنا ناحية سواكن على البحر في سفينة متوسطة الحجم وضعونا مع اكياس ذرة وصناديق مختومة من زرائب ومستودعات السفينة مظلمة تقريبا اما الاغنام البربر فقد كدسوها على سطح السفينة تحركت السفينة وهي تبتعد عن ميناء سواكن وقتها كان موسم الحج قبل الحج بشهر ونصف بقينا اياما وليالي طويلة في البحر .الى آخر النص الذي أطال فيه مقتبسا من رواية سالم ود السما. وفي جزء آخر من رواية فخاخ الرائحة يسوق المحيميد حكاية العبد توفيق يوم بيع أعطى اسما جديدا وخصي وبيع في جده . الفرق بين النصين أن رواية الطيب الزبير فائقة الصنعة ممتازة السكب التي اعتمدت عليها فخاخ الرائحة , قدمت لنا تجلية لتاريخ طبيعي غير مغتصب بين واقعين , الواقع السوداني والواقع السعودي في مراحل مهمة جدا تأسست على إثرها نمطية الصورة للمجتمع العربي , لم يفلح المحيميد في تقديم هذا النموذج الإحيائي الجميل , مكتفيا بقصاصات من حكايات منقولة بتشويه لا يؤدي الغرض منه كاملا وعندما تأملت في النص الشعبي للشخصية الثانية ( طراد ) اكتشف الهزال الذي يعانيه نص فخاخ الرائحة حيث أسسه على حكاية شعبية متداولة مع شيء من التشويه الذي يكشف عدم تمكن المحيميد من تمرير الحكاية الشعبية بذكاء حيث عكس سذاجة الحدث بينما هي في حقيقتها تشبه الأسطورة .. لنقرأ نص الحكاية الشعبية ربص ثلاثة رجال حنشل لقافلة حجاج بغية سرقتها كما جرت عادتهم . إلا أن نفرا من القافلة تنبهوا لهم , وقبضوا عليهم بجرمهم المشهود , ليحكم عليهم قائد القافلة وأميرها بسجنهما كما هو معروف داخل الرمال . درءا للقتل , المحرم على الحاج , تركوهم يواجهو ن مصيرهم القدري ليحكم الله في أمرهما , وفي الليل داهمهم ذئب جائع نهش رأسي اثنين وترك الثالث , فلما شبع أقعى قريبا منه إلى حد الالتصاق , الذي قرر سريعا في مواجهة الموت المحتوم النزال بما يمتلكه من سلاح لان الرجل المسجون في الرمل لن يستطيع تخليص نفسه إلا بعامل خارجي وإلا لاستطاع ذلك منذ الساعة الأولى من سجنه لقوته المكتنزة أما حينما تتسرب قواه وينتابه الذعر فلن يحرك ساكنا ,فلم يكن لدى الرجل سوى الأسنان , فكشر عن أنيابه وغرسها في فروة رقبة الذئب المرتخية إلى جانبه لتصل إلى لحمه , وهنا مكمن المفاجأة ,حيث استشعر الذئب ألما جارفا عصف به فنهض ساحبا رقبته من مصدر الوجع , ليسحب الرجل معه من مدفنه ويلقي به في العراء , مجردا إياه من براثن الأسر , هنا هبطت على الرجل قوة إرادة البقاء ليصارع الذئب الذي ختله فأتى على أذنه الجانبية فهرسها بين أسنانه الغليظة ليطلق الرجل فكيه الحديديين من شدة ألم الاستئصال الذئبي , ليولي الذئب هاربا بأذن الرجل يلوكها بين أسنانه , هنا انتصر الرجل كما انتصرت الحكاية لتصبح مثل الأسطورة التي تتناولها الألسن بشيء من الإعجاب وكان سبقا إعلاميا قدمه ابن الصحراء , قبل نورثكليف القائل في نظريته الإعلامية الشهيرة ( أن يعض كلب إنسانا فهذا ليس بخبر ولكن أن يعض الإنسان كلبا فهذا هو الخبر ) رواية المحيميد ساق المحيميد هذه الحكاية الشعبية كما هي مع تحريف افقدها ميزتها , حيث تخلص طراد بقوته الكامنة من الرمال مفلتا يديه من الرمل وبهزات جسده تمكن من الخروج إذا لماذا لم يفعلها باكرا ماذا كان ينتظر ربما نسي !!!!. , وهكذا أخفقت ( فخاخ الرائحة ) في تقديم أبطالها ليقع الراوي في فخ حكاية معروفة ساقها بارتجال ,نسف خلالها قيمة الأصل المعنوية بتحريف متعمد , مجيرا انتصار ابن الصحراء للذئب بشكل ساذج أجهض قيمتها الرمزية , ثم أن الرجل الأسطورة بات معتزا فخورا يتباهى بنفسه بين كل القبائل , ليس بحاجة ماسة كما تذهب حكايات الراوي المتعسفة للبحث عن الرزق في المدينة ( الرياض ) ويكون عرضة لتهكمات موظفي المكتب به , وهو ابن الصحراء معارك الذئاب . لم يع المحيميد جيدا هذا التمدد للشخصية البدوية الضاربة في عمق الصحراء, والتمدد المشهدي الآخر الغائص في فضائها بلا حدود , هذان البعدان صنعا في روع البدوي معجزاته . كل هذا جعلني اتتبع تفاصيل الرواية لأكتشف أن فخاخ الرائحة أخفقت في مراعاة الجانب المنطقي في أحداثها , والبعد الزمني أيضا على النحو التالي : <br />
<br />
1- قضي على الحنشل تماما منذ العام 1920م . إذا كان عمر طراد فخاخ الرائحة يوم قدومه إلى الرياض سبعين عاما هنا لم تراع الرواية البعد الزمني ليس في حكاية طراد فقط بل في كل حكاياتها كلها مما سنأتي عليه لاحقا . فالبدوي الحنشل انتقل عنده بسرعة الصاروخ مائة سنة قادمة , إلى زمان الرياض الآخذة بالنهوض ليعمل في مهن حقيرة لا تقرها طبائع البدوي وكأنه بذلك يهزأ بعقل المتلقي وهو ليس كذلك حتما . <br />
<br />
2 - واقعيا كما تتبناه الحكاية الشعبية فالرجل ذو الأذن المقطوعة اصبح أسطورة حكواتية نبتت في جحيم الصحراء مثل كثير من الحكايات الشعبية لأنها المشاع خصب لتنامي الخيال وتوالد (الرواية) ، والحكاية في الصحراء تجسيد للصراع القائم بين قوى الخير والشر حيث البطل يدخل في صراع مع كائنات تنتمي إلى عوالم غريبة كعالم الجن التي تحضر قريبا من الخيمة، وفي العراء يصارع حيوانات لا تنفصل عن بيئة الصحراء (غزلان أفاعي، ضباع، ذئاب) كما قد يكون حيوانات خيالية أو حتى بها بيئة الصحراء التي تلبس الحكايات لباسا فضفاضا من الخوارق وقد تشربت الحكاية الشعبية بكثير منها وهذا ما يدون لها سفرا خالدا على مر العصور والأزمنة لأنها تحرك مخيال الإنسان وتجعله مقابلا تماما لمفاجأة منتظرة تبلغ أحيانا حيز التصديق الذي يجلب على الإعجاب والخوف أحيانا ، وتلعب الشخصية الرئيسية في الحكاية الخارقة الدور الأكمل في جذب القارئ وتحفيزه لسبر غوره والاندماج بعالمه السحري الخاص ليصبح لهذه الشخصية حضورها المرتبط بوظيفتها ضمن المسار الحكائي، فالبطل شخصية محورية وتجب فيها الصفات التالية : الإقدام والجرأة على خوض المغامرة وركوب الخطر. وهي شخصية فريدة (في الحكاية الاجتماعية ) يحترمها القارئ وترسخ في مخيلته لما تمتلكه من جسد إنساني قوي كما تمنحه الطبيعة الذكاء والجمال والمساعدة . وبالتالي فالبطل متفوق على بقية الشخصيات. ولعل عالم هوليود قد قدرت ثراء هذه الشخصيات الأسطورية ليستلهمها في أعمال فتقت ذائقة العالم الغربي للإقبال عليها مثل فيلم كونن البربري ,حصان طروادة , والدمية ,روبن هود , وشيفرة دافينشي وملك الخواتم , والقلب الشجاع , وأخيرا فيلما 300 وقراصنة الكاريبي هذه الأفلام المأخوذة في مجملها من روايات شهيرة اتكأت على مر العصور على ذلك الخيال المتنامي لإثارة التشويق والجاذبية وبالإضافة إلى القوة الخارقة كما ضمت رموزاً نابضة بالحياة لتقريبها إلى الوجدان الشعبي والمعايشة الفكرية، في الوقت الذي يشوه فيه المحيميد هذه القيمة الشعبية , ويسخر منها , بلا احترام أو تقدير للموروث الشعبي , فالكتابة الإبداعية الحقيقية المستلهمة للحكاية الشعبية مسؤولة عن هذا الوجدان ويجب أن تنقله بأمانة وجدية بلا تحريف يخرجها عن مسارها التاريخي , بما يضمن للرواية مصداقية وللروائي قدرة إبداعية متى استطاع توظيفها بما يخدم غاياته , عن أهدافها كل كتابة جادة هادفة لابد آن تعلن عن أهدافها ضمن مسارها الإبداعي، بجعلها إحدى أركان النص المسقط بذكاء على قضايا المجتمع المختلفة عبر صور جمالية مقبولة . فشلت فخاخ الرائحة في إعادة تصنيع بطولة البدوي حيث تكون فيها من أسلاب مشاعر وأحاسيس دونية بسبب أذنه المنزوعة , ويتمنى أن يقايض عليها بقبيلته , وهذا مالا تقبله النزعة البدوية الصلفة في تعاملها مع الأشياء كما أسلفنا وفق مرجعيات غذته بها الصحراء , بلياليها الحالكة وجفائها وغدرها واستباحتها للذعر والخوف نفسه بما لا يبقي عند ابن الصحراء سوى العشق لعنفوانها و غدرها , بينما بدوي فخاخ الرائحة صنعت نموذجا لشخصية شوهاء , تتواجد على ذاتها وتجعل الكون في صحن أذن طراد . لتنقلب شخصية البدوي رأسا على عقب , فطراد شخصية بدوية مهزومة مترددة تعبث بها شخصيات الرواية العابرة على الرغم أنها مرت بتجربة شبه أسطورية , فلم تستلهم مقدراتها التجربية , وهذا الإسقاط الحكائي ميع شخصية الحدث العظيم في ذات طراد قاهر الطبيعة , والمنتصر على شراهة الذئب المفتوحة للفتك . لم يوظف بذكاء يحسب في صالح الكاتب , لأن القارئ بات في حيرة لا يدري ما الذي يطرحه هذا النص ؟ <br />
<br />
3 – سائق التاكسي الذي عبأ رحم فتاة سفاحا تورم بطنها به ولم يلتفت له أحد من الناس ، لتلد ناصر عبدالاله فاقد العين ليصبح ابن الحضانة ثم ابن بالتبني لإحدى سيدات المجتمع الرفيع كان ذلك قبل عتق العبيد سنه 1963 هـ وبسبب تصرفه البدائي غضبت عليه السيدة وأعادته فورا لدار الحضانة , بينما توفيق يذكر لنا أن طرده من جنة العمة كان تاليا لحملها المفاجئ فمن نصدق , ربما أراد الحكواتي ترك خيارات للموضوع <br />
<br />
4- استعاد الحيميد الخبر الصحفي المنشور في الصحف السعودية قبل عامين اثر قيام شغالة فلبينية بالتحرش بأعضاء طفل صغير, كشف ذلك الأطباء الذين قاموا بتشخيص العلة التي كان يشكو منها الطفل , في أعضائه الجنسية . المحيميد في فخاخه ساق الحكاية نفسها باختلاف زمني ملحوظ , لأن شغالة الفخاخ الفلبينية التي تحرشت بأعضاء ناصر عبد الإله في دار الحضانة قد أقدمت على فعلتها النكراء عام 1960 تقريبا , أي قبيل خروج العبد توفيق من قصر العمة على خلفية قرار عتق الرقيق سنة 63 م , وبناء على مقايسات المنطق الزمني في الرواية , كان عمر ناصر تقريبا خمس سنوات . كما كشفت أحداث الرواية ذلك , ثم ما لهدف في إلصاق مثل هذه الحكايات في نص يفترض أن يأتي متسقا مع ذاته إلا بغية الإطالة فقط. <br />
<br />
5- حكاية العبد توفيق المخصي الذي نقش حكايته من رواية سالم ود السما ولم يفلح في تنضيدها جيدا فيوم خرج من قصر العمة إلى الرياض عقب عتق العبيد عام 1963م باحثا عن عمل ؛ لم يجد , لأن ثم أناس يعبئون الأرصفة والأسواق وهم العمالة الآسيوية , والعمالة اللبنانية ,حكاية غريبة وأمر لا يرد على رأس عاقل أو حصيف . هؤلاء الذين لم تعرفهم السعودية إلا مع مطالع الثمنينات الميلادية وأقول ختاما : ليت المحيميد سكت حتى يعفي نصوصه من القراءات الفاحصة .. وليته احترم الأدب الذي اشتغل به حتى يقدم نصوصا جيدة . <br />
<br />
عمان : خالد السلماوي <br />
<br />
salamwe@maktoob.com<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
رابط رواية سالم ود السما على النت <br />
http://www.sudaneseonline.com/cgi-bi...101522050&rn=1مصعب مصطفي الجزولي _المحاميhttp://www.blogger.com/profile/02941529057537424554noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-7916729766707407165.post-49225623828925871032010-05-29T14:46:00.002+03:002010-05-29T14:46:21.938+03:00المشهد الروائي في السودان _الأربعاء, 17 فبراير 2010<br />
الاربعاء - جدة-جريدة المدينة السعودية<br />
<br />
<br />
من الصعب أن نحدد بشكل دقيق مسار الرواية السودانية - نعني هنا الرواية بمعناها الحديث وليس القصص الشعبي الذي يعمر التراث السوداني بذخيرة متشعبة منه بمئات اللغات واللهجات لم يبذل جهد علمي شامل لجمعه حتى الآن، رغم بعض الجهود الفردية المبعثرة هنا وهناك، وأخشى أن يكون هذا التراث الشفوي الضخم في طريقه للاندثار لعدم التدوين، وانقطاع سلسلة تداوله من جيل إلى جيل بغروب شمس «الحبوبة» الحكاءة، تلك التي غربت بغروبها شمس مؤسّسة ثقافية كاملة بتعبير عبدالله علي إبراهيم في مقاله الملهم «الحبوبة غروب شمس مؤسسة ثقافية» المنشور بمجلة الدوحة بداية الثمانينيات - إذ هناك مدة زمنية تفصل عادة بين تاريخ كتابة الرواية، وتاريخ نشرها نسبة لإشكالات النشر المعقدة في السودان، ورفع الدولة يدها عن النشر الثقافي، وافتقار الكاتب السوداني إلى طريق ممهد لنشر إنتاجه، ولذا نجد أن الرواية قد تقبع سنوات في حوزة صاحبها قبل أن تجد طريقها إلى القراء، وآية ذلك أن أغلب الباحثين درجوا على اعتبار رواية «إنّهم بشر» للرائد خليل عبدالله الحاج الرواية السادسة في تاريخ الروايات السودانية باعتبار تاريخ صدورها وهو العام 1960، ولكن هذه الرواية كتبت سنة 1954، ولم يستطع صاحبها نشرها سوى في العام 1960 في القاهرة، وبذا فهي ثاني الروايات السودانية ريادةً بالتزامن مع رواية «هائم على الأرض أو رسائل الحرمان» للأديب بدوي عبدالقادر خليل الصادرة سنة 1954، ما لم تكن الأخيرة أيضًا قد كتبت قبل ذلك بسنوات، بل إننا نرجح أن تكون أول رواية سودانية وهي «تاجوج» لعثمان هاشم، والتي يؤرخ لها بالعام 1948، وهو عام صدورها قد كتبت قبل ذلك بسنوات.<br />
الأمر الثاني أن عددا من الروايات الرائدة صدر دون تاريخ نشر مثل «الاختيار» للسر محمد طه، ورواية سميرة مصطفي «درر»ـ ولدت سنة 1936 ـ «عدالة السماء»، وكذلك «الابتسامة الأخيرة « لجعفر نصر، مما يصعّب علينا من مهمة وضع هذه الروايات في سياقها التاريخي، أو إعداد بيبلوغرافيا دقيقة ترصد الرواية السودانية عبر تاريخها.<br />
أضف إلى ذلك أن العديد من الروايات السودانية الرائدة التي صدرت في الخمسينيات أو الستينيات، تعد في حكم المفقودة، ومن الصعب الحصول عليها، ونسخها غير موجودة بدار الوثائق السودانية أو المكتبات العامة، ويتطلب الأمر جهدًا للحصول عليها من بعض المكتبات الخاصة، بل إن متابعة الروايات السودانية الحديثة تعد أمرًا شاقًا ومكلفًا للباحث إذ ما من مكتبة عامة تجمع هذه الروايات، وتيسر سبيل الحصول عليها.<br />
الرواية السودانية الأولى صدورًا هي «تاجوج» إذن للرائد عثمان هاشم وقد انطلق فيها الكاتب من التراث الشعبي السردي السوداني، وذلك باستثماره للقصة الشعبية ذائعة الصيت «غرام تاجوج والمحلّق»، وبيئة الرواية هي شرق السودان حيث تعيش قبيلة الحمران من قبائل البجة، وقبيلة الهدندوة المعروفة، وكانت تاجوج الحمرانية من أجمل النساء، وبها يضرب المثل في الجمال، وقد ذكرت بعض الروايات أنها عاشت في النصف الأول من القرن التاسع عشر، وكان المحلق فارس قبيلته الحمران، وقائد انتصاراتها على الهدندوة، ومتيمًا بابنة عمه تاجوج، ويتزوجها، لكن زواجه منها ينتهي نهاية مأساوية، وقد حاول محمد عثمان هاشم أن ينسج من هذه القصة الشعبية رواية حديثة اتضحت فيها براعته في حبك عقدة فراق «المحلّق» من «تاجوج» بعد أن تزوجها، كما اتضحت براعته في رسم النهاية المأساوية للعاشقين كما تجري قصص العشاق عادة.<br />
ويمكن القول بشكل عام أن بداية الرواية السودانية كانت مشابهة لبداية الرواية العربية عمومًا، وذلك في اتخاذها المنحى العاطفي الرومانسي مسارًا لها، مثلما فعل محمّد حسين هيكل مثلا في روايته «زينب» الصادرة سنة 1914، ولكن الرواية السودانية ما لبثت أن اتخذت مسارًا واقعيًّا ذا علاقة وثيقة بحوار الذات مع المجتمع، وقضايا الصراع الاجتماعي، ومشاكل الطبقات الاجتماعية المختلفة، كما نجد عند خليل عبدالله الحاج في «إنهم بشر» الصادرة سنة 1960، وأبي بكر خالد في «بداية الربيع» 1958، و»النبع المر» 1966، وملكة الدار في «الفراغ العريض»، وقد اتسعت الرواية الأخيرة لمناقشة قضايا المرأة، وطبيعة نظرة المجتمع إليها في ذلك الوقت، والدفاع عن حقها في اختيار الزوج والعمل، وغيرها مما يعد بداية ناضجة للكتابة النسوية.<br />
** الستينيات:<br />
شهدت الستينات قفزة نوعية كبرى في الرواية السودانية، ففضلاً عن ظهور عدد واسع من الروايات السودانية من كتاب مختلفين، فإن الفتح الروائي الكبير الذي قاده الطيب صالح برواياته قد قفز بالرواية السودانية قفزة كبرى، وبسرعة احتل الطيب صالح (1928 ـ 2009 ) مكانه كواحد من أفضل الروائيين في العالم العربي والعالم.<br />
وفي الستينيات أيضًا برزت أسماء روائية مثل السر حسن فضل في روايته «من أجل ليلى» الصادرة سنة 1960، وأمين محمد زين «لقاء عند الغروب» 1963، ومحمد مختار محمد في «سخرية الأقدار» 1967، وعبدالفتاح خضر في «صراع» 1968، وحسن أمين في «دغدغة الأمل» 1968، ولكن يمكن القول بشكل عام إن التيار الرومانسي بكل قصصه العاطفية الفاجعة ظل سائدًا عند أولئك الكُتّاب ابتداء من العنوان حتى آخر كلمة في الرواية، ولم ينج منه سوى إبراهيم إسحق في «حدث في قرية» 1969، والطيب صالح في مجمل أعماله، وأبي بكر خالد في «النبع المر» 1966، وعدد قليل من الروائيين.<br />
** السبعينيات:<br />
أما حقبة السبعينيات فقد شهدت بروز عدد من الأسماء ابتداء من الطيب صالح الذي واصل مشروعه الروائي «ضو البيت» و»مريود»، ثم إبراهيم إسحق الذي أصدر «أعمال الليل والبلدة» 1971، كما أصدر أبوبكر خالد «القفز فوق حائط قصير» 1976، وعمر الحميدي «جزيرة العوض» التي وصفها جمال محمد أحمد بأنها «رواية السبعينيات في العربية».<br />
ويمكن أن نرصد في هذه الحقبة تراجع التيار الرومانسي الذي ظل يمارس سطوته على عدد من الروايات الستينية، وأضحت الواقعية بتياراتها العديدة: «الواقعية الاجتماعية، الواقعية الفنية، الواقعية النقدية،...» هي سيدة الموقف، كما يمكن أن نرصد في هذا العهد الانتباه العميق لخصوصية فن الرواية، فلم تعد كما كانت عدد من الستينيين عرضًا صريحًا فجًّا لآلام الذات وآمالها، وتعليقًا عاطفيًّا على أحداث الحياة، كما خفت الروح الخطابية والوعظية، وخفت تأوهات الذات وصراخها، وإن كانت الساحة الروائية لم تخل من الرومانسية تمامًا كما عند كتاب أمثال عبدالله خوجلي، وإبراهيم عبدالعزيز، وفؤاد عبدالعظيم.<br />
** الثمانينيات والتسعينيات وما بعدها:<br />
برز جيل جديد في الثمانينيات، فبالإضافة إلى الذين واصلوا كتابة الرواية من الأجيال السابقة، برز روائيون أمثال إبراهيم بشير في «التراب والرحيل «1989، وبابكر علي ديومة في «الخرطوم وداعًا» 1985، وبشرى هباني في «مسرة» 1986، وغيرهم.<br />
أما في التسعينيات وما بعدها فبالإضافة إلى إبراهيم إسحق الذي واصل فتوحاته الروائية فقد برز عدد كبير من الأسماء الجديدة أهمها: محمد الحسن البكري، أحمد حمد الملك، أمير تاج السر، عبد العزيز بركة ساكن، أبكر آدم إسماعيل، ليلى أبوالعلا، محسن خالد، علي الرفاعي، منصور الصويم..<br />
وفي هذا الجيل يمكن أن نرصد تحوّلاً نوعيًّا في استخدام تقنيات الرواية، إذ انفتحت الرواية السودانية على الرواية العالمية شرقًا وغربًا، ولاسيما الرواية القادمة من أمريكا اللاتينية على يد غارثيا ماركيز، وجورج أمادو، وإيزابيل أليندي، وغيرهم.<br />
ومن أهم السمات البنائية والدلالية في الرواية في هذا العهد:<br />
* النقد الحاد للواقع مما ساد فيه من قيم اجتماعية، وتشريح البنية السياسية والاقتصادية للمجتمع مثلما نجد في روايات أبكر آدم إسماعيل، ومروان حامد في «الغنيمة والإياب»، و»مندكورو: برق وهلال»، وعمر عبّاس في «الجبخانة»، و إبراهيم سليم في «مسار الأسراب»، وأحمد حمد الملك في «الخريف يأتي مع صفاء».<br />
* بناء الواقع الروائي على الحلم والمخيلة والواقعية السحرية كما نجد عند أحمد حمد الملك في «الفرقة الموسيقية» و»عصافير آخر أيام الخريف».<br />
* مزج السيرة الذاتية بالرواية كما نجد عند أمير تاج السر في»نار الزغاريد» و»سماء بلون الياقوت» وغيرها.<br />
* اللجوء الى التاريخ كاستعارة كبرى يستطيع الروائي من خلالها أن يفجّر أسئلة المشهد الراهن دون الوقوع في شرك المباشرة مثلما نجد عند محمّد الحسن البكري في «أحوال المحارب القديم» و»أهل البلاد الشاهقة» و»سمر الفتنة».<br />
* استبطان الواقع المحلى وأسطرته في رواية تتخذ من المحلى مسارًا إلى الإنساني والكلي والكوني مثلما نجد عند إبراهيم إسحق في مجمل أعماله الروائية.<br />
* الاشتغال على المهمّش اجتماعيًّا وإبراز بطولاته التي لا يكاد ينتبه إليها أحد، وإعادته إلى صدارة المشهد كما نجد عند منصور الصويم في روايته «ذاكرة شرير»، وأبكر آدم إسماعيل في مجمل أعماله الروائية.<br />
* تقنية تعدد الرواة الذين يتناوبون على السرد من وجهات نظر مختلفة حول ذات المحكي مثلما نجد عند محمد بدوى حجازي في «باب الحياة».مصعب مصطفي الجزولي _المحاميhttp://www.blogger.com/profile/02941529057537424554noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-7916729766707407165.post-79406400484571482202010-05-29T00:35:00.001+03:002010-05-29T00:35:47.190+03:00تقولي شنو- سيد احمد الحاردلوتقول لِى شنو <br />
<br />
<br />
<br />
-1- <br />
<br />
تقول لِى شنو <br />
<br />
وتقولى لِى منو ، <br />
<br />
-2- <br />
<br />
أنحنَا السَّاسْ <br />
<br />
ونَحنا الرَّاسْ <br />
<br />
ونحن الدّنيا جبناهَا <br />
<br />
وبَنيناها.. <br />
<br />
بِويت ..فى بِويتْ <br />
<br />
وأسْعل جدى ترهاقَا <br />
<br />
وخلى الفَاقة .. والقَاقا <br />
<br />
-3- <br />
<br />
تقول لِى شنو <br />
<br />
وتقول لِى منو ، <br />
<br />
-4- <br />
<br />
تَالا أبوى .. بعنخى لَزَمْ <br />
<br />
وتَالا اللُمْ..أَبوىْ أوْلبَابْ <br />
<br />
وأمى مهيرة بتْ عبودْ <br />
<br />
وأخويا المهدى ..سيد السيفْ <br />
<br />
والخلى النصارى تقيفْ <br />
<br />
هناك ..فى القيفْ ، <br />
<br />
-5- <br />
<br />
تقول لِى شنو <br />
<br />
وتقول لِى منو ، <br />
<br />
-6- <br />
<br />
ونحن الشينْ <br />
<br />
ونحن الزينْ <br />
<br />
ونحن العقبه والعتمور <br />
<br />
ونحن القِبله .. والقرعانْ <br />
<br />
ونحن الشانْ <br />
<br />
ونحن النانْ <br />
<br />
أتينا عشانْ <br />
<br />
نسوى الدّنيا للإنسانْ <br />
<br />
تقول لِى شنو <br />
<br />
وتقول لِى منو ، <br />
<br />
-8- <br />
<br />
ونحن الصّافى <br />
<br />
والوَافى ، <br />
<br />
ونحن الشّافى <br />
<br />
والكافِى ، <br />
<br />
ونحن الزادْ <br />
<br />
ونحن العِينه <br />
<br />
والزِيّنه ، <br />
<br />
ونحن – يمين – أهالينا <br />
<br />
أهلى سرورْ <br />
<br />
ووكَتين ينزل المستورْ <br />
<br />
تَرَانَه النور <br />
<br />
-9- <br />
<br />
تقول لِى شنو <br />
<br />
وتقول لِى منو ، <br />
<br />
-10- <br />
<br />
ونحن الجبنه واللبريقْ <br />
<br />
ونحن قداحنا سَاوات ضيقْ <br />
<br />
ونحن بيوتنا مفتوحاتْ <br />
<br />
مَسَاىْ .. وَصباحْ <br />
<br />
ونحن وشُوشنا <br />
<br />
مطروحاتْ <br />
<br />
مَسَاىْ وصباحْ <br />
<br />
ونحن السَمحه <br />
<br />
والقَمحه <br />
<br />
ونحن الطله .. واللمحه ، <br />
<br />
ونحن الصِيدْ <br />
<br />
ونحن العيدْ ، <br />
<br />
-11- <br />
<br />
تقولى لِى شنو <br />
<br />
وتقولى لِى منو ، <br />
<br />
-12- <br />
<br />
ونحن عُزَازْ <br />
<br />
ونحن حَرَازْ <br />
<br />
ونحن هَشَابْ <br />
<br />
ونحن قُمُوحْ <br />
<br />
ونحن تُمُورْ <br />
<br />
ونحن عُيُوشْ <br />
<br />
ونحن النيلْ <br />
<br />
وَكضَاب – يا زويل – منْ قالْ <br />
<br />
إنّك .. تانى لينا متيلْ ، <br />
<br />
تقولى لِى شنو <br />
<br />
وتقولى لِى منو ، <br />
<br />
-13- <br />
<br />
ونحن الحَجه والتوبه ، <br />
<br />
ونحن الهِجره .. والأوبه ، <br />
<br />
ونحن كُتَارْ <br />
<br />
ونحن كُبَارْ ، <br />
<br />
ونحن – يمين – جُمَال الشيلْ <br />
<br />
ونحن – يمين –نَضِمنا قليلْ ، <br />
<br />
-14- <br />
<br />
تقول لِى شنو <br />
<br />
وتقول لِى منو ، <br />
<br />
-15- <br />
<br />
ونحن مِحايه <br />
<br />
نحن طِرايه <br />
<br />
نحن فِدايه <br />
<br />
نحن سِمايه <br />
<br />
نحن حجاب <br />
<br />
ونحن اللوحْ <br />
<br />
ونحن شَرَافه فى الدنيا <br />
<br />
ونحن كِتاب عِلمْ مفتوحْ <br />
<br />
على كل البُلودات ..نُورْ ، <br />
<br />
ونحن – يمين – مَداين نورْ ، <br />
<br />
ووشنا نورْ ، <br />
<br />
-16- <br />
<br />
تقول لِى شنو <br />
<br />
وتقول لِى منو ، <br />
<br />
-17- <br />
<br />
ونحن الحِنه والجرتقْ <br />
<br />
ونحن الزفه والسيره ، <br />
<br />
ونحن ..أبشرى والشبال ، <br />
<br />
ونحن السَىْ <br />
<br />
ونحن الوَىْ <br />
<br />
ونحن الرقبه .. والتُمْ تُمْ <br />
<br />
ونحن اللَمْ .. <br />
<br />
يكون فى الدنيا ..متلنا ..لمْ <br />
<br />
-18- <br />
<br />
تقولى لِى شنو <br />
<br />
وتقول لِى منو ، <br />
<br />
-19- <br />
<br />
ونحن العَاجْ <br />
<br />
ونحن الصَاجْ <br />
<br />
ونحن البوشْ <br />
<br />
ونحن الحوشْ <br />
<br />
ونحن الناسْ <br />
<br />
وكتين الديارا ..يباس <br />
<br />
وإن درت العديل والزين <br />
<br />
تعال يا زول ، <br />
<br />
وإن كست الكعب والشين <br />
<br />
أرح .. يا زول <br />
<br />
-20- <br />
<br />
تقولى لى شنو <br />
<br />
وتقول لى منو ، <br />
<br />
-21- <br />
<br />
ونحن السورْ <br />
<br />
ونحن الحُورْ ، <br />
<br />
ونحن بناتنا محروساتْ <br />
<br />
ونحن وِلادنا ضُلالاتْ <br />
<br />
ونحن أُماتنا ياهِنْ ..ديلْ ، <br />
<br />
وجِيب ورينى زيىِّ منو ، <br />
<br />
وتقول لِى شنو <br />
<br />
وتقول لِى منو ، <br />
<br />
-22- <br />
<br />
ونحن فَزَعْ <br />
<br />
ونحن وجَعْ <br />
<br />
ونحن اليُمه ..واليَابَا <br />
<br />
ونحن أريتو بالتَابَه ، <br />
<br />
ونحن – يمين – إذا حَرّتْ ، <br />
<br />
نخلى الواطه ..رُقَابه ، <br />
<br />
-23- <br />
<br />
تقولى لِى شنو <br />
<br />
وتقولى لِى منو ، <br />
<br />
-24- <br />
<br />
ونحن زَغَاوه والعطرونْ <br />
<br />
ونحن الدُونَا ..مافيشُ دونُ <br />
<br />
ونحن وِلاد مَلك خِرتيتْ <br />
<br />
وسَابَ الجرْ <br />
<br />
وحجَر السِكه ، <br />
<br />
والتاكا ، <br />
<br />
وسيّدنا الفى الجبل ..دَاكَا <br />
<br />
ونحن – يمين – نضِمنا كُتُرْ <br />
<br />
وشيَتنا كُتُرْ <br />
<br />
وأسعَل ناس كَرن والطُورْ ، <br />
<br />
وأسعَل كَررى .. والعَتْمُورْ <br />
<br />
وأسعل – يا جنَاَ – الخرتُومْ ، <br />
<br />
وشوف كيفن زعلنا كُتُرْ ، <br />
<br />
وشوف كيفن فرحنا كُتُرْ ، <br />
<br />
أنحنا الـ للرجال خُوسَه ، <br />
<br />
ونحن –يمين – جِنَات موسى ، <br />
<br />
-25- <br />
<br />
تقولى لِى شنو <br />
<br />
وتقول لِى منو ، <br />
<br />
-26- <br />
<br />
ونحن الدوكه <br />
<br />
والضُلاله ، والدونكه ، <br />
<br />
ونحن الدانقه ، <br />
<br />
والراكوبه ، والواطه ، <br />
<br />
ونحن الفَكَه <br />
<br />
والشِبكَه <br />
<br />
ونحن الحجزه .. والعكَه ، <br />
<br />
ونحن الجُودْ ، <br />
<br />
ونحن أسودْ ، <br />
<br />
ونحن النَانْ ، <br />
<br />
حديثنا إذا أرِدتو رُطَانْ <br />
<br />
وحين دايرين ..نسوى بَيَانْ ، <br />
<br />
-27- <br />
<br />
تقول لِى شنو <br />
<br />
وتقول لِى منو ، <br />
<br />
-28- <br />
<br />
ونحن الخَلوهَ والدايره ، <br />
<br />
ونحن تَكيه العايره ، <br />
<br />
ونحن الضُّلْ ، <br />
<br />
ونحن الكُلْ ، <br />
<br />
ونحن سبيل غريب الليلْ ، <br />
<br />
ونحن صباح مسافر الليلْ ، <br />
<br />
ونحن فَنَاجرةَ الدّنيا ، <br />
<br />
ونحن حَبَابْ <br />
<br />
حديثنا حَبَابْ <br />
<br />
تعال شَرِف .. وشوفنى منو ، <br />
<br />
وتقولِى شنو ، <br />
<br />
وتقولِى منو ، <br />
<br />
-29- <br />
<br />
أقيف لِسَعْ <br />
<br />
وأقيف وأسمعْ ، <br />
<br />
ونحن صديرى منضوم ويلْ <br />
<br />
ونحن القَرمصيص ..بلحيلْ ، <br />
<br />
ونحن التوبْ <br />
<br />
ونحن الووبْ <br />
<br />
وناس حبوبْ <br />
<br />
وناس حَرّمْ <br />
<br />
ونحن إذا رأينا كبيرْ <br />
<br />
نقيف طولنا ..ونقولْ لُه ..حَبَابْ <br />
<br />
ونديه البُكَان ..ترحابْ <br />
<br />
ونحن. اليَانَا ديل .. يا زولْ <br />
<br />
وتسعلنى .. وتقول لِى منو <br />
<br />
وتقولِى شنو ، <br />
<br />
-30- <br />
<br />
أقيف لسعْ <br />
<br />
وأقيف .. وأسمعْ <br />
<br />
ونحن التَايَهْ <br />
<br />
والاندايَهْ <br />
<br />
والزِريعهْ <br />
<br />
والعيزومهْ <br />
<br />
واتفضلْ ، <br />
<br />
ونحن الرايَه مرفُوعه <br />
<br />
ونحن الكُلفَه مرفُوعه <br />
<br />
ونحن حلفتَ ... مدفوعه <br />
<br />
-31- <br />
<br />
تقول لِى شنو <br />
<br />
وتقول لِى منو ، <br />
<br />
-32- <br />
<br />
وأما عجيبْ <br />
<br />
وأما غريبْ ، <br />
<br />
وأقيف لسعْ <br />
<br />
وأقيف .. وأسمعْ ، <br />
<br />
-33- <br />
<br />
أنا الكَعَب البسوى الويلْ <br />
<br />
وأنا الزول السَمِحْ ..بلحيل ، <br />
<br />
وداير ..منَِّهُمْ .. يَاتُو ..، <br />
<br />
تقولى لِى شنو <br />
<br />
وتقول لِى منو ،مصعب مصطفي الجزولي _المحاميhttp://www.blogger.com/profile/02941529057537424554noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-7916729766707407165.post-64750672515264140142010-05-29T00:31:00.001+03:002010-05-29T00:31:52.113+03:00علي كيفيعلى كيفي ... <br />
<br />
أرقع جبتي أولا أرقعها.. <br />
<br />
أطرزها من الالوب .. ألبسها على المقلوب. <br />
<br />
أخلعها .. على كيفي . <br />
<br />
أنا لم أنتخب أحدا... <br />
<br />
وما بايعت بعد محمد رجلا . <br />
<br />
ولا صفقت للزيف .. <br />
<br />
لماذا أعلنوا صوري؟ <br />
<br />
لماذا صادروا سيفي..؟ <br />
<br />
أنا ما قلت شيئا بعد حتى الآن .. <br />
<br />
حتى الآن أسلك أضعف الايمان.. <br />
<br />
ما أعلنت ما أسررت ما جاوزت في الأوبات .. <br />
<br />
سرعة زورة الطيف <br />
<br />
أهرول بين تحقيقين أصمت عن خراب الدار .. <br />
<br />
عن غيظ مراجله تفك مراجل الجوف <br />
<br />
سئمت هشاشة الترميز <br />
<br />
ما بعد الزبى يا سيل من شيء .. <br />
<br />
لمن يا طبل والخرطوم غائبة و أمدرمان والنيلان يختلفان .. <br />
<br />
والأطفال في الخيران والحرب الدمار الجوع !<br />
<br />
كيف الحال ؟ لا تسأل عن الكيف .. <br />
<br />
حبيبي أنت يا وطن النجوم الزهر .. سلهم كيف ؟ <br />
<br />
سل عني .. <br />
<br />
لماذا لم يخلوني على كيفي ..؟ <br />
<br />
أنا والله ضد نخاسة الأحرار باسم الدين .. <br />
<br />
ضد الضد والضدين ... <br />
<br />
ضد جهاز خوف الأمن .. ضد الأمن بالخوف .. <br />
... <br />
<br />
أنا في هذه الدنيا على كيفي .. <br />
<br />
إلى أن تكمل الأشراط دورتها . <br />
<br />
بمهدي حقيقي لينقذنا من الدجال والتمثال . <br />
<br />
والإشراك والحيف <br />
<br />
سأبقى ما حييت أنا على كيفي <br />
<br />
إلى أن تطهر الدنيا وينزل سيدي عيسى <br />
<br />
لأن طريقتي في الحب يا وطني <br />
<br />
على كيفيمصعب مصطفي الجزولي _المحاميhttp://www.blogger.com/profile/02941529057537424554noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-7916729766707407165.post-67777190745018974452010-05-29T00:15:00.001+03:002010-05-29T00:15:53.412+03:00أتطلع لامرأة نخلةالشاعر :محي الدين الفاتح <br />
<br />
<br />
وأنا طفل يحبو <br />
<br />
لا أذكر كنت أنا يوما طفلاً يحبو <br />
<br />
لا أذكر كنت أنا شيئاً بل قل شبحا يمشي يكبو <br />
<br />
قدأذكر لي سنوات ست <br />
<br />
ولبضع شهور قد تربو <br />
<br />
أتفاعل في كل الأشياء <br />
<br />
أتساءل عن معنى الأسماء <br />
<br />
والنفس الطفلة كم تشتط لما تصبو <br />
<br />
في يوم ما ... إزدحمت فيه الأشياء <br />
<br />
أدخلنا أذكر في غرفة <br />
<br />
لا أعرف كنت لها إسماً <br />
<br />
لكني أدركها وصفا <br />
<br />
كبرت جسماً ... بهتت رسماً ... عظمت جوفاً... بعدت سقفاً <br />
<br />
وعلى أدراج خشبية كنا نجلس صفاً صفا <br />
<br />
والناظرُ جاء ... وتلى قائمة الأسماء <br />
<br />
وأشار لأفخرنا جسداً أن كن ألفة ... كان الألفة <br />
<br />
أتذكرهُ إن جلس فمجلسه أوسع <br />
<br />
إن قام فقامته أرفع <br />
<br />
إن فهم فأطولنا إصبع <br />
<br />
ولذا فينا كان الألفة <br />
<br />
كم كان كثيراً لا يفهم <br />
<br />
لكن الناظر لا يرحم <br />
<br />
من منا خطأهُ الألفة <br />
<br />
كنا نهديه قطع العملة و الحلوى <br />
<br />
لتقربنا منه زلفى <br />
<br />
مضت الأيام ... و مضت تتبعها الأعوام <br />
<br />
أرقاماً خطتها الأقلام <br />
<br />
انفلتت بين أصابعنا <br />
<br />
و سياط الناظر تتبعنا <br />
<br />
و اللحم لكم و العظم لنا <br />
<br />
و مخاوفنا تكبر معنا <br />
<br />
السوط الهاوي في الأبدان ضرباً... رهباً ... رعباً ... عنفا <br />
<br />
الباعث في كل جبان هلعاً ... وجعاً ... فزعاً ... خوفا <br />
<br />
و الصوت الداوي في الآذان شتماً ... قذفا <br />
<br />
نسيتنا الرحمة لو ننسى يوماً رقماً <br />
<br />
أو نسقط في حين حرفا <br />
<br />
و المشهد دوماً يتكرر <br />
<br />
و تكاد سهامي تتكسر <br />
<br />
لكأني أحرث إذ أبحر <br />
<br />
لا شط أمامي لا مرفأ <br />
<br />
و جراحي كمصاب السكر <br />
<br />
لا تهدأ بالا لا تفتر <br />
<br />
لا توقف نزفاً لا تشفى <br />
<br />
<br />
<br />
********** <br />
<br />
و غدت تُخرسنا الأجراس <br />
<br />
و تكتم فينا الأنفاس <br />
<br />
و تبعثرنا فكراً حائر <br />
<br />
للناظر منا يترأى وهماً في العين له الناظر <br />
<br />
في الفصل على الدرب و في البيت <br />
<br />
يشقينا القول كمثل الصمت <br />
<br />
الصوت إذا يعلو فالموت <br />
<br />
فانفض بداخلنا السامر <br />
<br />
و انحسرت آمال الآتي <br />
<br />
من وطأة آلام الحاضر <br />
<br />
لكني أذكر في مرة <br />
<br />
من خلف عيون الرقباء <br />
<br />
كنا ثلة ... قادتها الحيرة ذات مساء <br />
<br />
للشاطئ في يوم ما <br />
<br />
إذ قامت في الضفة نخلة <br />
<br />
تتعالى رغم الأنواء <br />
<br />
تتراقص في وجه الماء <br />
<br />
فإذا من قلتنا قلة <br />
<br />
ترمي الأحجار إلى الأعلى <br />
<br />
نرمي حجراً ... تلقي ثمراً <br />
<br />
نرمي حجراً ... تلقي ثمراً <br />
<br />
حجراً ... ثمراً ... حجراً ... ثمراً <br />
<br />
مقدار قساوتنا معطاء <br />
<br />
يا روعة هاتيك النخلة <br />
<br />
كنا نرنو كانت تدنو و بنا تحنو <br />
<br />
تهتز و ما فتأت جزلى <br />
<br />
من ذاك الحين و أنا مفتون بالنخلة <br />
<br />
و الحب لها و ليوم الدين <br />
<br />
مطبوع في النفس الطفلة <br />
<br />
<br />
<br />
********** <br />
<br />
مضت السنوات و لها في قلبي خطرات <br />
<br />
صارت عندي مثلاً أعلى <br />
<br />
يجذبني الدرس إذا دارت القصة فيه عن النخلة <br />
<br />
و يظل بقلبيي يترنم <br />
<br />
الوحي الهاتف يا مريم <br />
<br />
أن هزي جزع النخلة <br />
<br />
في أروع لحظة ميلاد <br />
<br />
خُطت في الأرض لها دولة <br />
<br />
و مضت الأيام ... جفت صحف رفعت أقلام <br />
<br />
فإذا أيام الدرس المرة مقضية <br />
<br />
و بدأنا نبحث ساعتها عن وهم يدعى الحرية <br />
<br />
كانت حلم راودني و النفس صبية <br />
<br />
تتعشق لو تغدو يوما نفساً راضية مرضية <br />
<br />
تتنسم أرج الحرية <br />
<br />
وكدت أساق إلى الإيمان <br />
<br />
أن الإنسان قد أوجد داخل قضبان <br />
<br />
و البعض على البعض السجان <br />
<br />
في سجن يبدو أبديا <br />
<br />
فالناظر موجود أبداً في كل زمان و مكان <br />
<br />
فتهيأ لي أن الدنيا تتهيأ أخرى للطوفان <br />
<br />
و أنا إذ أمشي أتعثر <br />
<br />
لكأني أحرث إذ أبحر <br />
<br />
لا شط أمامي لا مرفأ <br />
<br />
و جراحي كمصاب السكر <br />
<br />
لا تهدأ بالاً لا تفتر <br />
<br />
لا توقف نزفاً لا تشفى <br />
<br />
<br />
<br />
************ <br />
<br />
أعوام تغرب عن عمري و أنا أكبر <br />
<br />
لأفتش عن ضلعي الأيسر <br />
<br />
و تظل جراحي مبتلة <br />
<br />
تتعهد قلبي بالسقيا <br />
<br />
أتطلع لامرأة نخلة <br />
<br />
تحمل عني ثقل الدنيا <br />
<br />
تمنحني معنى أن أحيا <br />
<br />
أتطلع لامرأة نخلة <br />
<br />
لتجنب أقدامي الذلة <br />
<br />
و ذات مساء و بلا ميعاد كان الميلاد <br />
<br />
و تلاقينا ما طاب لنا من عرض الأرض تساقينا <br />
<br />
و تعارفنا ... و تدانينا ... و تآلفنا ... و تحالفنا <br />
<br />
لعيون الناس تراءينا <br />
<br />
لا يُعرف من يدنو جفنا منا و من يعلو عينا <br />
<br />
و تشاركنا ... و تشابكنا <br />
<br />
كخطوط الطول إذا التفت بخطوط العرض <br />
<br />
كوضوء سنته اندست في جوف الفرض <br />
<br />
كانت قلباً و هوانا العرق فكنت الأرض <br />
<br />
و أنا ظمأن جادتني حباً و حنان <br />
<br />
اروتني دفاً و أمان <br />
<br />
كانت نخلة تتعالى فوق الأحزان <br />
<br />
وتطل على قلبي حبلى <br />
<br />
بالأمل الغض الريان <br />
<br />
و تظل بأعماقي قبلة <br />
<br />
تدفعني نحوالإيمان <br />
<br />
كانت لحناً عبر الأزمان <br />
<br />
يأتيني من غور التاريخ <br />
<br />
يستعلي فوق المريخ <br />
<br />
صارت تملأني في صمتي <br />
<br />
و إذا حدثت أحس لها ترنيمة سعد في صوتي <br />
<br />
أتوجس فيها إكسيرا <br />
<br />
أبداً يحيني من صمتي <br />
<br />
و بذات مساء و بلا ميعاد أو عد <br />
<br />
إذ كان لقاء الشوق يشد من الأيدي <br />
<br />
فتوقف نبض السنوات <br />
<br />
في أقسى أطول لحظات <br />
<br />
تتساقط بعض الكلمات <br />
<br />
تنفرط كحبات العقد <br />
<br />
فكان وداع دون دموع كان بكاء <br />
<br />
لا فارق أجمل ما عندي <br />
<br />
و كان قضاء أن تمضي <br />
<br />
أن أبقى وحدي <br />
<br />
لكني باق في عهدي <br />
<br />
فهواها قد أضحى قيدي <br />
<br />
و بدت سنوات تلاقينا من قصر في عمرهلال <br />
<br />
لقليل لوح في الآفاق <br />
<br />
كظلال سحاب رحال <br />
<br />
كندى الأشجار على الأوراق <br />
<br />
يتلاشى عند الإشراق <br />
<br />
لكنا رغم تفرقنا <br />
<br />
يجمعنا شيءٌ في الأعماق <br />
<br />
نتلاقى دوماً في استغراق <br />
<br />
في كل حكايا الأبطال <br />
<br />
نتلاقى مثل الأشواق <br />
<br />
تستبق بليل العشاق <br />
<br />
نتلاقى في كل سؤال يبدو بعيون الأطفال <br />
<br />
و لئن ذهبت سأكون لها و كما قالت <br />
<br />
فبقلبي أبداً ما زالت <br />
<br />
ريحاً للغيمة تدفعها حتى تمطر <br />
<br />
ماءً للحنطة تسقيها حتى تثمر <br />
<br />
ريقاً للوردة ترعاها حتى تزهر <br />
<br />
أمناً للخائف و المظلوم <br />
<br />
عوناً للسائل والمحروم <br />
<br />
فلن ذهبت فلقد صارت <br />
<br />
عندي جرحاً يوري قدحاً <br />
<br />
يفلق صبحاً يبني صرحاً <br />
<br />
لأكون بها إيقاعاً من كل غناء <br />
<br />
لو يصحو ليل الأحزان <br />
<br />
و خشوعاً في كل دعاء <br />
<br />
يسعى لعلو الإيمان <br />
<br />
ترنيماً في كل حداء <br />
<br />
من أجل نماء الإنسان <br />
<br />
من أجل بقاء الإنسان <br />
<br />
من أجل إخاء الإنسانمصعب مصطفي الجزولي _المحاميhttp://www.blogger.com/profile/02941529057537424554noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-7916729766707407165.post-60157096906684387262010-05-29T00:10:00.001+03:002010-05-29T00:10:38.426+03:00حوار مفتوح: نحو رؤي جديدة لتطوير وترقية مهنة المحاماةبقلم:<br />
محمد الزين محمد<br />
المحامي، الخرطوم<br />
awf_advocates@yahoo.co.uk<br />
يقول بوشية دراجي في كتابه قواعد لتكوين المحامي الذي ظهر في باريس سنة 1778م: إن وظيفة المحامي أقدم كثيرا من لقبه، حيث نجد المحامين في أقدم الحضارات، ففي كل الأمم المتمدنة كان هناك علي الدوام رجال غيورون أفاضل ضليعون في مبادئ القانون وملتزمون بالاستقامة، ساعدوا الغير بما أسدوه من نصح ودافعوا عن أؤلئك الذين كانوا عاجزين في الدفاع عن أنفسهم بأنفسهم. وأصدر نابليون بونابرت أول قانون لتنظيم مهنة المحاماة في عام 1810م بعد الثورة الفرنسية.<br />
والمحاماة قديمة منذ أن أستعان سيدنا موسي عليه السلام بأخيه هارون، فجاء في قوله تعالي: ( رب أني قتلت منهم نفسا منهما، فاخاف أن يقتلون، وأخي هارون هو أفصح مني لسانا، فارسله معي رداءا يصدقني، أني أخاف أن يكذبون، قال سنشد عضدك بأخيك). ويستنتج من هذه الاية أن طلب موسي الاستعانة بهارون ليس للقتال أو الحماية بل للدفاع عنه في التهمة الموجهة اليه نظرا لانه أفصح منه لسانا وأقوي منه حجة. كما يستفاد من هذه الاية، أنها أصل التفرقة بين محامي الاجراء ومحامي المرافعة والسائدة الان في بريطانيا ومازالت آثارها في فرنسا.<br />
لم تعرف المحاماة كمهنة مستقلة أو كوظيفة إجتماعية منظمة في ظل الاسلام ولكنها عرفت كنظام وكالة عن المتقاضيين، يجيز لصاحب الدعوي أن يوكل عنه شخصا أخر للمطالبة بحقوقه أمام القضاء. وجاء قوله تعالي في سورة الحج ( إن الله يدافع عن الذين أمنوا) فكان هذا القول الكريم تشريف للمحامي وتكريما له لان الله سبحانه وتعالي هو المحامي الاول يدافع عن الذين أمنوا، ويقول عز وجل في سورة النساء ( إنا أنزلنا اليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله و لا تكن للخائنين خصيما، وأستغفر الله إن الله كان عفورا رحيما، ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم إن الله لا يحب من كان خوانا أثيما، يستخفون من الناس و لا يستخفون من).<br />
والمحاماة في السودان ارتبطت بالحركة الوطنية ودورها المشهود في تأسيس مؤتمر الخريجين، حيث صدر أول قانون للمحاماة عام 1935م والذي كان في شكل لائحة تنظيمية، ثم صدر أول قانون متكامل لنقابة المحامين في 28 مارس 1970م، وعدل هذا القانون في عام 1983م وأصبح نقيب المحامين السودانيين عضوا في مجلس القضاء العالي، وتعديل ضرائب ودمغات المحامين الخ... وكان التعديل الاخير للقانون في العام 1993م. ومن رواد المحاماة أو من الرعيل الاول إبراهيم المفتي (تاريخ الترخيص 5 أبريل 1938م)، أميل قرنفلي(1939)، وهيب رفائيل زكي(1940)، عابدين إسماعيل(1943)، زيادة أرباب(1944)، مبارك زروق(1944)، مالك ابراهيم مالك(1944)، أحمد خير(1944)، جلبرت قرين وود(1947)، محمد أحمد محجوب(1947).<br />
ومنذ نشأة نقابة المحامين السودانيين في العام 1952م تولي أول نقيب لها الاستاذ لبيب سوريال 1952-1953م، عابدين إسماعيل 1954-1955م ، محمد أحمد محجوب 1955-1957م، وتوالي علي النقابة أمين الشبلي، عقيل أحمد عقيل، ميرغني النصري، عبدالله الحسن، رمضان علي محمد، محمد زيادة حمور، أحمد علي النصري، وحاليا الاستاذ فتحي خليل منذ 1993- وحتي الان.<br />
يهدف هذا المقال بتقديم رؤي جديدة لعلها تسهم وتدعم الحوار الجاد بين الزملاء المحامين والزميلات المحاميات لتطوير وترقية المهنة بعد أن إزداد أعدادهم الي أكثر من عشرة الف محامي ، خاصة بعد أن إستشرت فيها ظواهر سالبة أعاقة التطور الطبيعي للمهنة في ظل التطورات والتحولات الاقتصادية التي يشهدها السودان وفي ظل إنفتاح إقتصادي واسع وخصصة لمؤسسات الدولة وحرية إقتصادية تتطلب وعي قانوني وإقتصادي وإداري يواكب هذه التطورات الاقتصادية، وآثارها وعلاقتها بالتحولات الاجتماعية، وكل ذلك مصحوبا بتطور تشريعي في القوانين وخاصة الشركات والانشطة التجارية المختلفة زراعية، حيوانية، صناعية، خدمية. بالاضافة الي النوعية الجديدة في العقود وتوثيقاتها وخاصة المتعلقة بالبترول والطاقة والاتصالات وحقوق الملكية الفكرية ومنازعاتها واللجوء للتحكيم التجاري المحلي والدولي، لسرعته وسريته والثقة في المحكمين لمشاركة المحتكمين في إختيارهم، بالاضافة الي كل ذلك تنوع وتطور الجريمة وخاصة الجرائم الاقتصادية والعابرة للحدود منها، في ظل تعقيدات إجتماعية تحتاج الي معالجات جادة في إطار قوانين الاحوال الشخصية والمجتمعية. كما يستفاد في هذا المقال إستصحاب مناقشة ظهور رجال الاعمال الناجحين من الجيل الثاني لابناء الأسر الراسمالية الوطنية، وطفح الرأسمالية الطفيلية وجماعات الياقات البيضاء.<br />
ساحاول في هذا المقال عكس تجربتي الشخصية المتواضعة في العمل في السودان والخليج وأوربا، سوف أضع تجربتي المتواضعة في خدمة أهداف تطوير وترقية المهنة، وذلك في ما يلي من قضايا ومقترحات تحتاج الي جراءة في الطرح وموضوعية في التناول وتهدف للمصلحة العامة وبإشراك القراء الكرام للاستفادة من الرأي في تطوير وترقية مهنة المحاماة (القضاء الواقف)، وذلك علي النحو التالي:<br />
كيفية قبول طالب القانون، كيفية وشروط قبول المحامي تحت التمرين، كيفية وشروط قبول القاضي السابق( جميع القضاة ماعدا عضو مجلس القضاة غير القانوني أو عضو أي محكمة أدني من مجلس القضاة) أو الضابط القانوني ( الوكيل والمستشارين القانونيين بديوان النائب العام) ذوي الخبرة (إستقالة أم فصل ولماذا؟)، تقسيمات ودرجات المحامين أمام المحاكم ( الابتدائية، الاستئناف، العليا، الدستورية)، متطلبات المحامي الموثق، مؤهلات المحامي الاستاذ، حصانة المحامي، التأمين علي خدمات المحاماة والإستشارات القانونية، الاكاديمية العليا للمحاماة والاستشارات القانونية، دار القانون للطباعة والنشر، مجلة القانون (للبحوث والدراسات القانونية)، شركات أم شراكات أم أسماء أعمال، فيدرالية الاتحاد أو النقابة، مؤتمر القانونيين العاملين بالخارج، أبراج المحامين (سكن - مكاتب) وأخيرا حوسبة المحاماة.<br />
في البدء أود أن أؤكد علي أن هدف هذا المقال هو البحث عن رؤي ومفاهيم وأطر ومقترحات مهنية محضة بهدف الارتقاء بمهنة المحاماة بعد ما ألمت بها ملمات جسيمة وعصيبة، ولولا دفع الله المحامين بعضهم ببعض لهدم القضاء الواقف، وما سنورده من تصورات قد لا تعجب البعض، ولكن قد تكون مثل الذي يلقي بحجر في ماء راكدة، وإن أصبنا فلنا أجرين الاجتهاد والاصابة وإن أخطاءنا فلنا أجر الاجتهاد. والله الموفق.<br />
<br />
1. كيفية قبول طالب القانون:<br />
لاشك أن هناك رغبة واسعة وسط طلاب وطالبات الشهادة الثانونية السودانية في التقديم للقبول في كليات القانون، وتجاه هذه الرغبة يجب أن تضع لجنة القانون بمجلس التعليم العالي سياسة واضحة علمية تجاه التدفق الطلابي في القبول لرفع المستوي العلمي لطالب القانون، وذلك من خلال رفع نسبة القبول أولا، ويتأتي ذلك من خلال محدودية فرص القبول لكليات القانون كما هو معمول به في كثير من كليات القانون في الجامعات المرموقة في العالم. وليس القبول فقط لكل ممتحن نجح في الحصول علي نسبة متواضعة. ومن جانب أخر يجب إغلاق فرص القبول الخاص لكليات القانون. كما يجب أن يفضل للقبول لكليات القانون من أكمل أي دراسة جامعية أخري في أي تخصص ، مثل الدراسات الاجتماعية كالآداب أو الاقتصاد، وتتحق الفوائد من حصيلة الطالب السابق بأي دراسة أخري توسع الافق المعرفي والحياتي المهني وبعدها يكون الطالب قد بلغ من السن ما يجعله أكثر نضجا بما هو قادم عليه كمحامي أو قاضي أو مستشار قانوني.<br />
<br />
2. كيفية قبول المحامي تحت التمرين:<br />
من البديهي وبعد الحصول علي شهادة النجاح في إمتحان المعادلة (إمتحان تنظيم مهنة القانون) أن يتقدم الناجح للحصول علي موافقة من لجنة قبول المحامين للتسجيل كمحامي تحت التمرين وبعد أن يكون سوداني الجنسية وأن يكون سليم العقل وأن يكون بالغا من العمر أحدي وعشرين سنة علي الاقل عند تقديم الطلب وأن يكون محمود السيرة حسن السمعة والا يكون قد حكم عليه بالسجن في جريمة تخل بالشرف أو الامانة ما لم يكن قد منح عفوا شاملا. ولا شك أن هذه شروط سهلة للقبول كمحامي تحت التمرين. ولضمان تمييز مقدم الطلب يجب أن تحدد عددية معينة (كوته) كل عام لقبول المحامين تحت التمرين ليتم قبول خيار من خيار في صفوف القضاء الواقف. خاصة والان يتم قبول المئات من المحامين تحت التمرين سنويا فهل هناك فرص تدريب جيد و وظائف عمل لكل هؤلاء مع مكافأة تدفع بغرض إعانة المحامي تحت التمرين وتكون لائقة بمهنته؟. ويتطلب أيضا معرفة النسبة المئوية أو الدرجة التي تحصل عليها الناجح في إمتحان المعادلة. كما يجب أن يتم القبول للمحامي تحت التمرين لمن تحصل كحد أدني علي نسبة نجاحه في إمتحان المعادلة علي 75% وذلك بالتنسيق مع وزارة العدل. وكخيار آخر يمكن وضع إمتحان شفهي وتحريري للمتقدمين للقبول كمحامين تحت التمرين. وتحسب نتيجة المعاينة كالقبول لمن تحصل علي نسبة نجاح 75%. وهذه إمتحانات مهنية معروفة في القضاء وزارة العدل والخارجية والقوات النظامية. والغرض من هذه الشروط هو قبول خيار من خيار للقضاء الواقف.<br />
<br />
3. قبول المحامي ذوي الخبرة.(معاش، إستقالة أم فصل ولماذا؟):<br />
مع التقدير والاحترام لكل من تقدم للالتحاق بمهنة المحاماة من من عملوا في السابق بمهن قانونية أخري كالقضاة أو المستشارين أو منسوبي القوات النظامية، أولا نود التأكيد علي الترحيب بدون مقدمات لاصحاب المعاشات فهم أصحاب الخبرة والبركة ولاخلاف حولهم. و ينحصر الخلاف فيمن أتي الي المحاماة بإستقالة لاسباب خاصة أو أجبر عليها، أم فصل لاسباب مهنية متعلقة بالشرف أو الامانة أو الرأي. وهنا يجب التأكد من خلال مكتب خاص للتحري عن من يريد الانتساب للمهنة وخاصة بعد زيادة الظواهر السالبة التي صاحبت المهنة موخرا، ولا نحملها جزافا علي زملاء المهنة من من من عملوا في مهن سابقة، وأنما تأتي في السياق العام وفي الهم العام، للبحث عن حلول تهدف لترقية المهنة وتطويرها ولا تهدف للتجريح أو التشكيك أو التقليل، فالجميع في حدقات العيون. خاصة والمقال يهدف للمسكوت عنه.<br />
<br />
4. تقسيمات ودرجات المحامين أمام المحاكم ( الابتدائية، الاستئناف، العليا، الدستورية):<br />
بكل تأكيد كلما إزدادت سنوات المحامي الممارس للمهنة كلما أزدادت سنوات خبرته وحصيلته المعرفية والقانونية وإزدادت قدراته في الكتابة والترافع أمام كافة المحاكم وبمختلف درجاتها. وبالرغم من ذلك و واقع المهنة يشهد بزيادة مضطردة في المرافعات والمذكرات والطعون أمام محاكم الاستئناف والعليا والدستورية، حيث إختلط الحابل بالنابل، وضاعت حقوق المتقاضيين، من ضعف المعرفة القانونية لبعض المحامين، ولذا يكون المقترح بان الظهور وتقديم المذكرات والطعون أمام المحاكم وفق الدرجات المسموح بها للسادة المحامين: مثال:<br />
الظهور أمام المحكمة الدستورية والمحاكم العليا لمن تجاوز الخمسة عشر عاما في سجل المهنة.<br />
الظهور أمام محاكم الاستئناف لمن تجاوز العشرة سنوات في سجل المهنة.<br />
الظهور أمام المحاكم الابتدائية لمن له ترخيص بمزاولة المهنة.<br />
وهذا معمول في كثير من الدول وخاصة في جارتنا جمهورية مصر العربية. ومن خلال هذه التقسيمات يمكن أن تكون مدخل لقانون عربي موحد بإعطاء المحامين العرب الفرصة في الظهور أمام المحاكم العربية.<br />
<br />
5. متطلبات المحامي الموثق: <br />
لوقف أزدياد حالات تجاوزات الالتزام بقواعد التوثيقات يجب التأكد من أن سلطة التوثيق الممنوحة للمحامي عمل أضافي مكمل لعمل المحاماة وليس أصل في المهنة وبالتالي يجب علي المحامي الالتزام بقواعد المهنة وأخلاقياتها والتفرغ للمحاماة والتركيز علي التكسب منها وليس الإعتماد علي إيرادات رسوم التوثيقات. وإن كانت هذه الفقرة من صميم إختصاص السيد رئيس القضاء، ولكن كلنا في الهم قانونيين. وعليه يجب زيادة مدة منح سلطة التوثيق الي 10 سنوات كحد أدني. والا يكون مقدم الطلب لسلطة التوثيق من وجهة اليه إدانة جنائية ماسة بالشرف أو الامانة أو مهنية متعلقة بعمل وممارسة المحامي. كما يقترح حصول المحامي خلال فترة العشرة سنوات من ممارسته للمهنة عل دبلوم أكاديمي من أي تخصص في الدراسات الاجتماعية من الجامعات المعترفة بها وذلك لرفع المستوي المهني والاكاديمي والمعرفي للمحامي الموثق. أما عن مستوي المكتب فلابد من التأكد من صلاحيته وأناقته لسلطة التوثيق من خلال مكتب تحريات يتبع لإتحاد المحامين. <br />
<br />
<br />
6. مؤهلات المحامي الاستاذ:<br />
الاستاذ المحامي وهو من يحق له الظهور أمام المحكمة الدستورية و المحاكم العليا والاستئناف والابتدائية و الذي يجب الا تقل خبرته عن 15 سنة وذلك لمزيد من مقدرته علي إستيعاب محاميين تحت التمرين والتأكد من تقديمه لهم من معرفة وخبرة القانونية، ومن جانب آخر مقدرته علي دفع رواتب شهرية لهم تساهم وترفع من قدر المهنة.<br />
كما أن تلك الشروط يمكنها أن تحد من التدفق نحو المهنة من غير توفر مناخ صحي وسليم لرفع مستوي المهنة والمحامين . ومن ناحية مستوي المكتب يجب ايضا أن يكون بمواصفات وشروط أكثر. أما المؤهل العلمي وكما أشرنا الي أن المحامي الاستاذ يحمل درجة الدبلوم كحد أدني في مرحلة التوثيق، وهنا نال المحامي الاستاذ درجة الماجستير في العلوم الاجتماعية من أحدي الجامعات المعترف بها وبالتالي أصبح مؤهلا من الناحية الاكاديمية والمهنية للترافع أما المحاكم العليا والدستورية.<br />
<br />
7. حصانة المحامي:<br />
تأتي الحصانة لشرف المهنة وأخلاقياتها ورقيها وهي صمام أمان العدالة حيث أتفق القدامي والمحدثون أن المحاماة هي القضاء الواقف، وهذه الحصانة غير مطلقة إن كانت تتجاوز حدود الله، ولكنها دائما ما تثار في شكلها الاجرائي أو الموضوعي في مسائل بسيطة وعادية وأكثرها كيدية أو تتعلق بالرأي حيث يعتقل ويحبس المحامي مما يؤدي الي هبوط قدر المحامي الذي يجد التقدير والاحترام في كافة دول العالم الحديث. ونأخذ مثال في حوادث حركة المرور في غير الاذي الجسيم أو البسيط أو حتي إن كان التلف بسيط وتكون سيارة المحامي مؤمنة تأمين شامل وساري المفعول فحينما يخطئ أو يصيب المتحري في تحديد المتهم الاول أو الثاني يضع المحامي في الحراسة ولا تقبل ضمانة زميله المحامي، بالرغم من الامكان إطلاق سراح المحامي المتهم بضمان مهنته وبطاقته السارية المفعول والصادر من الاتحاد العام للمحامين إن كان لابد من القبض عليه، بالرغم من شركة التامين تقوم بسداد قيمة التلف للسيارتين. وهذا مدخل أيضا لتصحيح وتطوير قانون حركة المرور، ليس تجاه المحامي فحسب بل علي العامة. <br />
ومن جانب أخر تعتبر الحصانات الاجرائية أو الموضوعية إستثاء من أصل المساواة بين الناس، وفي حالة المحامي والمتعلقة ببلاغات يجوز فيها القبض يثور التسأول عن مفهوم الاخطار أو أخذ الاذن، ونختصر الاجابة بطرح مقترح وجود إستمارة صادرة من النقابة العامة للمحامين بها البيانات المطلوبة وفقرة رئيسية هامة وهي: ماهي الوقائع المسندة الي المحامي المشكو ضده في البلاغ المذكور (ملخص الشكوي أو البلاغ) وخاصة في قضايا التزوير في التوثيقات أوالتهديد والاساءة وغالبها كيدية علي حسب ملفات أقسام الشرطة والنيابة والمحاكم وعليه يكون أخذ الاذن هو ما ذهب اليه الي المشرع وما تواتر عليه العمل في جميع الدول لاهمية عمل القضاء الواقف.كما أضيف لاهمية حصانة مكتب المحامي من عسف السلطة أو إستغلال البعض للسلطة حينما يفشلون في مواجهة المحامي في أروقة المحاكم بحثا للمستندات موضوع الدعاوي القانونية فيلجأون الي الدخول عنوة الي مكتب المحامي للبحث عن ما قد يستخدم ضده للوصول لتسوية في القضية المعروضة أمام المحاكم خاصة وأن يكون طرفا ما في الدعوي من ذوي النفوذ أو من يمثله. ليس هذا فحسب بل ومنزل المحامي وأسرته، فيجب أن تحمي وتحصن من العسف إذا ما كانت القضية متعلقة بعمله القانوني، فلا يجوز إقتحام منزله أو تفتيشه الا بقرار قضائي ولا يسري علي أسرته أو خصوصته التي أوجب القانون والدستور حمايتها وكرامتها.<br />
<br />
8. التأمين علي خدمات المحاماة والإستشارات القانونية:<br />
لحماية المواطن من أخطاء مهنة المحاماة سواء في الترافع أمام المحاكم أو في تقديم إستشارات قانونية، حيث يجب وضع مبلغ مالي علي مستوي درجة المحامي سواء أكان أمام المحاكم الابتدائية أو الاستئناف أو العليا أو الدستورية. ويوضع هذا المبلغ لدي الاتحاد العام للمحامين أو لدي شركة تأمين لاخطاء مهنة المحاماة.<br />
<br />
9. الأكاديمية العليا للمحاماة والاستشارات القانونية:<br />
لتطوير قدرات المحامين الاكاديمية يجب إقامات دورات تأهيلية لكافة الدرجات وطرح نظام دبلومات وماجستر مهني في مجالات القانون المختلفة والحديثة كالتحكيم التجاري والمحلي وحقوق الملكية الفكرية وحقوق الانسان وغيره. كما تفتح الاكاديمية أبوابها لطلاب الجامعات والعاملين في كافة المهن القانونية كالقضاة والمستشارين والقوات النظامية وهي أشبه بالاكاديمية العليا للشرطة والاكاديمية العليا للامن وأكاديمية نميري العسكرية.<br />
<br />
10. دار القانون للطباعة والنشر:<br />
لاشك من أهمية النشر في مهنة القانون وبالتالي تقوم دار القانون للنشر بتقديم خدمة للمحامين في مطبوعاتهم الخاصة بأسعار تشجيعية ومن جانب آخر تعتبر مصدر إيرادي للاتحاد.<br />
<br />
11. مجلة القانون (للبحوث والدراسات القانونية):<br />
مجلة القانون أو دورية القانون هي روح المهنة في إعداد البحوث والدراسات القانونية نحو مشاريع لتعديل القوانين، وإثراء الثقافة القانونية في المكتبة السودانية خاصة والعربية والعالمية بصفة عامة.<br />
<br />
12. شركات أم شراكات أم أسماء أعمال:<br />
شركات أم شراكات أم أسماء أعمال، هذا الموضوع يعتبر من الموضوعات الشائكة في السودان والتي نالت جدلا وسط المحامين، وفي رأي المتواضع ومن خلال التجربة أري أن يظل الباب مفتوحا لتطبيق نظام الشركات وخاصة شركات التضامن والشراكات وأسماء الاعمال وخلال العشرة سنوات القادمة ستكتشف أيهما أصلح للمهنة وماهي الضوابط التي ستفرز خلال الممارسة العملية في السودان. خاصة وإن نقابات أوأتحادات المحامين في العالم لا تجد ضررا من كون مكاتب المحامين شركات أم شراكات أم أسماء أعمال، فالضابط هو الالتزام بقواعد المهنة وقوانينها و تحمل المسئولية القانونية التي تعود لملاك الشركة أم الشراكات أم أسماء أعمال فالمسئولية محدودة وتضامنية وفقا للنظام الاساسي، سوي في شقها الجنائي أو المدني أو التعويضي أو المهني عند سحب رخصة المحاماة أو سلطة التوثيق.<br />
<br />
13. فيدرالية الاتحاد أو النقابة(التنظيم النقابي):<br />
لتوسيع المشاركة من كافة المحامين في إدارة شؤن الاتحاد أو النقابة العامة في إتخاذ القرارات المتصلة بالمهنة أو الوطنية وتكريسا لوحدة الوطن تكون المسؤلية ملقاة علي عاتق حماة الدستور والقانون فكان قدرنا كمحامين العمل الجماعي في وطن واحد موحد، مع إلتزام قيادة الاتحاد أو النقابة العامة في أن تكون الوعاء الجامع للتيار الاساسي الفاعل، حيث لا مجال لتهميش عضو أو جماعة علي أساس الرأي أو المعتقد أو المنطقة الجغرافية، ولذا يكون الحديث حول كيفية توسيع مواعين هياكل الاتحاد العام أو النقابة العامة للمحامين السودانيين من خلال طرح فكرة فيدالية النقابة، وذلك بتكوين إتحادات فرعية تمثل 27 ولاية، وفقا لعددية متفق عليها مثلا: كل إتحاد فرعي عضوية هيئته التنفيذية مكونة من 15 عضوا وأمين عام للاتحاد الفرعي. أما الاتحاد العام أو النقابة العامة للمحامين للسودانيين فتتكون من تصعيد 27 عضوا يمثلون 27 ولاية بالاضافة الي تمثيل نسبي بحجم المحامين في كل ولايات السودان في مايسمي المجلس العام للمحاميين وتكون عضويته (مثلا) 100محامي ويتم إنتخاب الهئية المركزية وعضويتها 20 محامي لتشكيل الامانات التنفيذية، أما منصب السيد النقيب فيكون إختياره مباشرة من الجمعية العمومية للمحامين الذين يحق لهم بالتصويت والمسددين للاشتراكات. كما يجب الاشارة الي ضرورة توزيع إختصاصات وسلطات الاتحاد الفرعي والاتحاد العام للمحامين السودانين بصورة دقيقة و واضحة حتي لا تتضارب الاختصاصات والسلطات.<br />
كما يمكن وضع مقترح آخر في أن ينتخب المحامين بالولايات إتحاداتهم الفرعية بما فيها رئيس الاتحاد، أو الموافقة علي وكيل النقابة المعين من نقيب المحامين السودانين في الولاية المعنية. بالاضافة الي مشاركة محامي الولايات في الترشيح والتصويت علي إختيار أعضاء النقابة العامة ونقيب المحامين السودانيين، مع ضرورة الاشارة الي أهمية زيادة عضوية اللجنة المركزية لتستوعب تمثيل الالاف المحامين وحل مشاكلهم بتشكيل أمانات جديدة وأكثر تخصصا تواكب التطورات الجديدة في المهنة.<br />
14. مؤتمر القانونيين العاملين بالخارج:<br />
تقدر أعداد المحامين السودانيين والمشتغلين بالمهن القانونية في دول الخليج والسعودية وأوربا وأمريكا وأستراليا بالالاف، فلحصر هذه الاعداد قيمة وطنية، وذلك من خلال ربط العاملين في الخارج بالوطن وثانيا الاستفادة من ما نالوه من علم وخبرة، نحن في أمس الحاجة اليها، فالمهنة كائن حي تحي وتنمو وتترعرع في المناخ الملائم الصحي أو المناخ الفاسد، فلذا أن نحسن المناخ الصحي والمتعافي لنمو راقي ومفيد للمهنة. وعليه تكون فائدة مشاركة القانونيين العاملين بالخارج من خلال أوراق عمل تناقش التطورات في التشريعات الاقليمية والدولية أو شراكات أستراتيجية مع مكاتب محاماة عاملة بالسودان.<br />
<br />
15. أبراج المحامين (تمليك سكن - مكاتب):<br />
لا شك أن أعداد كبير من المحامين تعاني من أزمة في السكن المريح أو مكاتب مملوكة لهم، ومن خلال ميزانية الاتحاد العام يمكن قيام مشاريع أستراتيجية تحل أزمة السكن والمكتب الملائم للمحامين، سواء تحمل الاتحاد تكاليف الارض أوالمباني أوالاثنين معا وتم بيعها بأقساط مريحة أو من خلال بنوك أو شركات تمويل أو شراكات. ويمكن تسمي هذه الابراج بأسماء مستوحية من ديننا وقيمنا وأرثنا القانوني (العدالة- القانون- عمربن الخطاب – عمر بن عبدالعزيز- حمورابي).<br />
<br />
16. حوسبة المحاماة:<br />
تظل الحوسبة كأعظم إختراعات القرن العشرين، ولتطوير وترقية المهنة لابد من حوسبتها وأرشفت كل ملفات المحامين ولسهولة تدولها بين الاتحاد والمحامين أو من خلال موقع إلكتروني يستطيع طالب الخدمة القانونية أن يتصل بالمتخصصين في مجالات القانون المختلفة كالمدني أو الشرعي أو الجنائي. <br />
<br />
<br />
<br />
خاتمة:<br />
كما أشرت الي أن هذه المقالة تهدف لتحريك بركة مستقبل مهنة المحاماة والتحديات التي تواجها في سبيل التطوير والرقي، سواء كانت المناقشات داخل المحيط القانوني أو تلك التي تنداح لتشمل كل أهل السودان الذين حملوا الكثير من الرعيل الاول وما بعده من المحامين علي أعناقهم في سبيل الحرية والاستقلال وسيادة حكم القانون وإستقلال القضاء. فالحرص من الجميع علي مهنة المحاماة هي ما دفعني للكتابة العلنية لفتح الباب لكل من لديه آراء أو أفكار أو ملاحظات حول مهنة المحاماة. والله والوطن من وراء قصد السبيل.مصعب مصطفي الجزولي _المحاميhttp://www.blogger.com/profile/02941529057537424554noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-7916729766707407165.post-64495668169175054152010-05-26T15:45:00.001+03:002010-05-26T15:45:42.549+03:00قانون حمورابيحمورابي حكم بابل بين عامي 1792 - 1750 ق . م وكانت البلاد دويلات منقسمة تتنازع السلطة ،فوحدها مكونا <br />
إمبراطورية ضمت كل العراق والمدن القريبة من بلاد الشام حتى سواحل البحر المتوسط وبلاد عيلام ومناطق أخرى. وكان حمورابي شخصية عسكرية لها القدرة الادارية والتنظيمية والعسكرية. ومسلته الشهيرة المنحوتة من حجر الديوريت الأسود والمحفوظة الآن في متحف اللوفر بباريس ، تعتبر أقدم وأشمل القوانين في وادي الرافدين بل والعالم. وتحتوي مسلة حمورابي على 282 مادة تعالج مختلف شؤون الحياة. فيها تنظيما لكل مجالات الحياة وعلى جانب كبير من الدقة لواجبات الافراد وحقوقهم في المجتمع ، كل حسب وظيفته ومسؤوليته. بعد وفاة حمورابي تولى الحكم خمسة ملوك أخرهم "سمسو ديتانا" الذي هاجم الحيثيون البلاد في زمنه في عام 1594 ق. م واحتلوها ، وخربوا العاصمة ونهبوا كنوزها بعدها رجعوا الى جبال طوروس<br />
<br />
**********<br />
<br />
حمــــــ شريعته ـــــورابي<br />
<br />
<br />
وُجدت شريعة حمورابي في عام 1700 قبل الميلاد لتكون من أوائل الأنظمة المكونة من مجموعة من القوانين في تاريخ<br />
<br />
البشر، وإحدى أفضل الأمثلة المحفوظة لمثل هذا النوع من الوثائق لبلاد ما بين الرافدين. ومن مجموعات القواني ن التشريعات تتضمن مخطوطة أور-نامو، ومخطوطة إشنونا، ومخطوطة لبت-إشتار ملك آيسن. وهي توضح قوانين وسنن وعقوبات من يخترق القانون. ولقد ركزت على السرقة، والزراعة (أو رعاية الأغنام)، وإتلاف الممتلكات، وحقوق المرأة، وحقوق الأطفال، وحقوق العبيد، والقتل، والموت، والإصابات. وتختلف العقوبات على حسب الطبقة التي ينحدر منها المنتهك لإحدى القوانين والضحية. ولا تقبل هذه القوانين الاعتذار، أو توضيحٍ للأخطاء إذا ما وقعت. ولقد فتح المجال أمام الجميع لرؤية هذه التشريعات الجديدة كي لا يتم التذرع بجهل القوانين كعذر. وعلى كلٍ، فلم يوجد إلا القلة من القادرين على القراءة إبان تلك الحقبة التاريخية.<br />
<br />
ولقد خطرت فكرة سن هذه الشريعة الجديدة لحمورابي عندما شعر بوجوب إيجاد هذه الشريعة لإرضاء الآلهة. وعلى العكس من بقية ملوك تلك الفترة، فلم يزعم حمورابي أنه سليل آلهة وذا ذاتٍ إلهية، إلا أنه وصف نفسه بخليل الآلهة. وفي الجزء العلوي من العمود ظهر حمورابي أمام عرش إله الشمس شمش.<br />
<br />
رُقمت البنود من 1 إلى 282 (مع الإشارة إلى أن البند 13، والبنود من 66 لـ 99، و110، و111 مفقودة) على عمود طوله 8 أقدام،2.5 متر، والمكون من حجر الديورت. ولقد اكتشف هذا العمود عام 1909 في سوسا. ويُعرض العمود الآن في متحف اللوفر في باريس، فرنسا. مرسوم على الحجر الملك حمورابى وهو يستمع الى إله الشمس الجالس على عرشه وهناك كاتب تحت حمورابى يسجل القوانين.<br />
<br />
ولقد تمت الإشارة إلى هذه الشريعة كأول مثال لمفهومٍ قانوني يشير إلى أن بعض القوانين ضرورية وأساسية حتى أنها تتخطى قدرة الملوك على تغييرها. وبنقش هذه القوانين على الحجر فإنها دائمة، وبهذا يحيى المفهوم والذي تم تكريسه في الأنظمة القانونية الحديثة وأعطت المصطلح منقوش على الحجر ماهيته في الأنظمة الحالية.<br />
<br />
*************<br />
<br />
حمــــــ تشريع حمورابي ـــــورابي<br />
<br />
<br />
لا شك فى أن حمورابى كان الملك الذى أسس عظمة بابل، الدولة العاصمة المتروبول الأولى فى التاريخ. العديد من آثار عهد حمورابى (1795-1750 ق.م.) تم الإحتفاظ بها، ويمكننا اليوم دراسة سيرة هذا الملك العظيم.. مشرعاً حكيماً كما يتجلى ذلك فى تشريعه المشهور، النموذج الأول المعروف لحاكم قدم لشعبه جسماً متكاملاً من القوانين المرتبة فى مجموعات منتظمة بحيث يقرأها كافة الناس ويعرفون ما هو مطلوب منهم. يمثل تشريع جمورابى المصدر الأكثر أهمية لدراسة الحياة الاقتصادية والاجتماعية للمملكة البابلية. نقش التشريع على حجر تذكارى أسود، وكرس بكامل الوضوح ليكون مقروءاً للجماهير. فى الجزء الأعلى للحجر التذكارى صور الملك متربعاً على كرسى العرش بينما غطيت الأجزاء المتبقية كلها بنص بالكتابة المسمارية العتيقة يتكون من 247 مادة قانونية. مسحت خمسة أعمدة، إحتمالاً، من قبل أحد الغزاة العيلاميين الذى حمل هذا الحجر التذكارى المشهور غنيمة الى سوزى حيث تم العثور عليه فى عام 1901. إلا أن النقص فى النص والناجم عن عملية المسح قد أصبحت إعادة تركيبه ممكنة بفضل نسخ التشريع التى تم الكشف عنها والتى كانت مخصصة للكتبة والقضاة لإستخدامها مراجع للدراسة أو دليلاً للإجراءات القضائية.<br />
<br />
<br />
مع ذلك فإنه مع هذه السلسلة من القوانين المبكرة، كما هو الحال مع معظم الأشياء فى بابل، نجد أنفسنا نتعامل مع نهايات الأشياء أكثر من التعامل مع بداياتها. لم يكن تشريع حمورابى هو الأقدم. يشكل تشريع حمورابى تطويراً لاحقاً للقوانين السومرية القديمة وتشريعاً لها، وهى التى أثرت تأثيراً قوياً على سن القوانين البابلية. كانت إجراءات حمورابى القانونية أكثر ترتيباً مقارنة بمجموعة الإجراءات القانونية السومرية حيث تتجلى فيها نزعة المشرع الى توحيد مجموعة القوانين ذات الصلة من حيث محتواها. إلا أنه لا يجوز مع ذلك عده تشريعاً بالمعنى المحدد للمصطلح بقدر ما هو مجموعة قرارات قانونية متفرقة (قانون عرفى). اختفت سلاسل القوانين السابقة، لكن وجدنا العديد من آثارها، ويدلل تشريع حمورابى على وجودها. بالتالى فإنه يعيد ترتيب نظام قانونى تم تأسيسه منذ أزمان سابقة له.<br />
<br />
يتألف تشريع حمورابى من ثلاثة أجزاء : 1. مقدمة؛ 2. القانون فى حد ذاته؛ 3. خاتمة.<br />
<br />
فى التصدير وضح المشرع أن الهدف من سلسلة القوانين هذه هو إقرار العدالة فى البلاد. يلى ذلك تعداد ألقاب الملك وعبارات التبجيل والتعظيم بحقه وتعداد أفضاله وخدماته التى أسداها للبلاد. فى الجزء الأوسط، القانون فى حد ذاته، عددت مواد القانون الجنائى، وإجراءات المحاكم، والعقوبات على خرق قانون الملكية الخاصة والعامة، وقانون حقوق الجنود. وتتحدث مواد متفرقة عن حقوق الملكية غير المنقولة، وعن التجارة، والضرائب، وقانون الأسرة، والإصابات الجسدية، وعن العمل المأجور والعبودية. وفى الخاتمة تعدد مآثر الملك الذى يطلب الرحمة من الآلهة لأولئك الملوك الذين سيطبقون تشريعه، ويكيل اللعنات على أولئك الذين لن يلتزموا به أو بقرروا عدم الإكتراث له.<br />
<br />
ينسق تشريع حمورابى من ثم فى سطور واضحة ومحددة تنظيم المجتمع. القاضى الذى يخطئ فى قضية قانونية يتوجب فصله من منصبه الى الأبد، ويغرم غرامة كبيرة. الشاهد الذى يشهد بالزور يتوجب قتله. بالطبع، كان الموت عقاباً لكل الجرائم الكبرى. إذا بنى شخصاً منزلاً بطريقة سيئة، وسقط المنزل وقتل مالكه، فإن البانى سيعاقب بالموت. إذا قُتل ابن صاحب المنزل فإن الموت سيكون جزاء ابن البانى. هنا نجد من أين تعلم اليهود قانونهم الذى ينص على "العين بالعين". تلك العقوبات الإنتقامية الشرسة لا تعير إنتباهاً للأعذار والتفسيرات، لكن فقط للحقيقة - مع إستثناء مدهش أوحد. سمح للشخص المتهم أن يرمى بنفسه فى "النهر"، الفرات. واضح أن فن السباحة ما كان معروفاً؛ بحيث أنه لو جرفه التيار الى ضفة النهر حياً فسيتم إعلان براءته، واذا غرق ففى ذلك إثبات على أنه مذنب. هكذا ندرك أن الإيمان بعدالة الآلهة الحاكمة كان قد اكتمل تمثله، ولو بأسلوب طفولى، فى أذهان الناس.<br />
<br />
المادة المتوفرة لدراسة القانون البابلى بإنفراد واسعة دون أن تكون شاملة. فما يسمى بـ "العقود"، بما فى ذلك أعمال، وسندات، وإيصالات، وحسابات شديدة التنوع، والأكثر أهمية من بينها، القرارات القانونية الفعلية التى يصدرها القضاة فى المحاكم، كل تلك توجد بالآلاف. النقوش التاريخية، والمراسيم الملكية، والرسائل الخطية للملوك، والمكاتبات، والرسائل الشخصية، والنصوص الأدبية العامة تقدم معلومات إضافية قيمة. هذا فضلاً عن الأعمال النحوية والمعجمية، المكرسة فقط لتيسير دراسة الأدب القديم وتحتوى مقتطفات وجمل قصيرة ذات علاقة بالقانون والعرف. كذلك تم الإحتفاظ بما يسمى "قوانين الأسرة السومرية". إن إكتشاف تشريع حمورابى الذى نال الآن شهرة (من الآن فصاعداً سنشير اليه فقط بالتشريع) قد جعل، على كل، الدراسة أكثر إنتظاماً بدلاً عن كونها مجرد تصنيف للمادة وتفسيرها. بعض شظايا من التشريع موجودة وقد تم نشرها؛ لكن لازال هناك الكثير من النقاط التى لا نمتلك بينة لها.<br />
<br />
يرجع تاريخ المادة الى فترة تمتد من أكثر الأزمان المبكرة حتى بداية العصر المسيحى. قد تكون البينة بشأن نقطة معينة مكتملة جداً فى فترة محددة لكنها غائبة كلياً فى فترة أخرى. يمثل التشريع عظمة الظهر لمخطط هيكلى نحاول هنا إعادة تركيبه. شظاياه التى تمت إستعادتها من مكتبة أشور بانيبال فى نمرود، والنسخ البابلية اللاحقة تظهر أنه قد تمت دراستها، وقسمت الى فصول حملت عنوان "نينو إيلو سيروم" منذ إنطلاقة كلماتها الإفتتاحية، وأعيد نسخها على مدى الف وخمسمائة سنة أو ما يزيد. الجزء الأعظم منها ظل مطبقاً، حتى خلال الغزو الفارسى، والإغريقى، والبارثى، والذى لم يؤثر إلا قليلاً على الحياة الخاصة البابلية، وبقيت لتؤثر على القانون السورى-الرومانى، والإسلامى اللاحق فى بلاد الرافدين. القانون والعرف الذى سبق التشريع سنسميه "المبكر"، بينما نسمى الخاص بالامبراطورية البابلية الحديثة (وكذلك الفارسية، والإغريقية) بـ "المتأخر". اشتق القانون فى أشور من القانون البابلى لكنه حافظ على سمات مبكرة كانت قد اختفت منذ أزمان فى أماكن أخرى.<br />
<br />
عندما استقرت القبائل المتحدثة بلغات سامية فى مدن بابل، أجرت أعرافها القبلية على قانون المدينة. التاريخ المبكر للبلاد هو تاريخ صراع من أجل السيادة بين المدن. فرضت العاصمة الجزية والدعم العسكرى على المدن التابعة لها لكنها تركت معبودات تلك المدن وأعرافها دون مساس. لقد تم الإعتراف بحقوق المدينة من قبل الملوك والغزاة على حد سواء.<br />
<br />
فى وقت متأخر يرجع الى تاريخ إعتلاء كل من اشوربانيبال وسمس-سوم-يوكين العرش نجد البابليين يحتكمون الى قانون مدينتهم الذى يسمح للأجانب بعدد عشرين فرداً للدخول دفعة واحدة بحرية الى المدينة، النساء الأجنبيات اللائى كن فى وقت ما زوجات لأزواج بابليين لا يمكن استرقاقهن ولا يمكن قتل من يدخل المدينة حتى لو كان كلباً بدون محاكمة.<br />
<br />
كان سكان بابل من أعراق مختلفة منذ الأزمان المبكرة وكانت الصلات المتبادلة بين المدن مستمرة. فى كل مدينة يوجد العديد من المقيمين الأجانب. هذه الحرية للتواصل كان لا بدَّ وأن تنزع الى إنصهار الأعراف. ولقد تم الإحتفاظ بالفضل، على كل، لعبقرية حمورابى أن يجعل بابل عاصمة له ويلحم فى كل واحد امبراطوريته المترامية بنظام قانونى موحد.<br />
<br />
اختفت تقريباً كل الأعراف القبلية من مواد التشريع. انها دولة- قانون، اختفت فيها المساعدة الذاتية، واستبعد الثأر الدموى، والزواج القسرى بالأسر؛ رغم أن التعاون الأسرى، والمسئولية الإقليمية، والضغينة كانت سمات بدائية حافظت على الوجود. الملك هو ارستقراطى فاضل، يتيسر الوصول اليه من قبل أفراد رعيته، وقادر على حماية الضعيف ضد المُضطهد المتمتع بوضع متميز، وراغب فى تقديم تلك الخدمة. السلطة الملكية، يمكن أن تعفو فقط عندما يتم إسترضاء الإستياء الشخصى. يتم الإشراف الحازم على القضاة وتتوفر فرصة الإستئناف. تغطى الأرض كلها بالأملاك الإقطاعية، وجامعى الضرائب، والشرطة الخ. هناك نظام مرتب وفاعل للبريد. الأمن البابلى منضبط للدرجة التى تسمح للأفراد بعدم التردد فى ركوب مركباتهم من بابل الى ساحل الأبيض المتوسط.<br />
<br />
لم يحتو التشريع فقط العرف المعاصر أو يحتفظ بالقانون القديم. حقيقة أن قرون من الإلتزام بالقانون والمشاكسات العادية تراكمت فى أرشيفات كل مدينة فى شكل ترسانة ضخمة من الأعمال السابقة القديمة وسجلات القرارات القضائيَّة، وأدى ذلك التلاقح الى إنصهار أعراف المدن. زاد الإنتشار الواسع للكتابة والتحول الى العقود المكتوبة من تعديل العرف البدائى والسوابق القديمة. فى حالة إتفاق الأطراف فإنَّ القانون سمح لهم فى العادة للتعاقد فيما بينهم. عملية الإتفاق يتم تسجيلها فى المعبد من قبل كاتب عدل عام، ويوثق بقسم "بإسم الإله وباسم الملك". يتم ختم الإتفاق علناً ويشهد عليه شهود ومتخصصون، الى جانب الأطراف المعنية. يضمن العرف أو الرأى العام بأن لا يكون إتفاق الأطراف على غير وجه حق. فى حالة النزاع يتعامل القضاة بداية مع العقد. قد لا يمكنهم إثباته، لكن إذا لم يظهر إعتراض من الأطراف، فللقضاة الحرية فى إعتماده. يمكن أن يتم إستئناف قرار القضاة. الكثير من العقود تحتوى على شرط بأنه فى حالة نزاع مستقبلى فإنَّ الأطراف المعنية تتقيد "بقرار الملك". يعلن التشريع عن نوعية الحكم الصادر فى العديد من القضايا، ويتم إرجاع العديد من الإستئنافات المرفوعة للملك الى القضاة بتعليمات للبت فيها طبقاً للحالة. رتب التشريع نفسه بعناية وبمنطقية وحتم تنظيم أقسامه وفق مادة موضوعها.<br />
<br />
ينظر التشريع للسكان بوصفهم ينقسمون الى ثلاث طبقات، أميلو، وموسكينو، وأردو. الأميلو هو الارستقراطى، المنتمى الى أسرة أرستقراطية، ويكون ميلاده وزواجه وموته مسجلاً، وله أملاك من أسلافه وله كافة الحقوق المدنية. له إمتيازات وعليه واجبات أرستقراطية، وله حق الإنتقام للإصابات الجسديَّة، والمسئولية القانونية التى تجعله عرضة للعقاب الشديد على الجرائم والجنح، ويتوجب عليه دفع الرسوم والغرامات الباهظة. ينتمى الى هذه الطبقة الملك وبلاطه، وكبار الموظفين، والمتخصصون والحرفيون. لكن المصطلح أصبح مع مرور الزمن لقباً للمجاملة. ففى التشريع، عندما لا يكون المنصب معنياً، فإنَّ المصطلح يستخدم ليعنى "أى شخص". لا يرتبط المصطلح بالملكية الشخصية كما ولا يظهر أن له بعداً عرقياً. من الصعوبة بمكان وصف الموسكينو بدقة. ظهر المصطلح فى وقته بمعنى "الشحات" وبهذا المعنى إنتقل عبر اللغتين الارامية والعبرية الى العديد من اللغات الحديثة؛ لكنه رغم أنَّ التشريع لا يعده بالضرورة فقيراً، فيبدو أنه لا يمتلك أرضاً. كان الموسكينو حراً، لكن عليه قبول التعويض المالى عن الإصابات الجسديَّة، ويدفع رسوم وغرامات أقل، بل ويقدم هبات أقل للآلهة. يسكن الموسكينو فى حى خاص بهم فى المدينة. ليس هناك من سبب يدعو لعد الموسكينو مرتبطاً بصفة خاصة بالقصر، كمتقاعد ملكى، ولا بوصفه منتمياً الى طبقة تؤلف أغلبية السكان. شحة الإشارات اليه فى الوثائق المعاصرة تجعل محاولة تصنيف أبعد من ذلك للموسكينو ضرباً من التخمين. كان الأردو عبداً، أثاثاً لسيدة، وشكل طبقة كبيرة العدد. يمكنه أن يقتنى ملكية بل حتى أن يمتلك عبيداً. يقوم سيده بكسوته وإطعامه، ويدفع عنه تكاليف الطبيب، لكن السيد ينال كل تعويض يدفع للأردو نظير إصابة لحقت به. عادة ما يجد له سيده جارية لتصبح زوجة له (ويولد الأطفال فى هذه الحال بوصفهم عبيداً)، يضعه السيد عادة فى منزل (مع مزرعة أو ورشة) ويأخذ إيجاراً سنوياً منه. خلاف ذلك يمكن للأردو أن يتزوج من إمرأة حرة (فى هذه الحال يكون الأطفال أحراراً)، والتى يمكنها أن تجلب له ميراثاً لا يستطيع سيده أن يمسه، ولدى وفاة العبد يذهب نصف ممتلكاته الى سيده والنصف الآخر لوريثه. يمكنه أن ينال حريته بالشراء من سيده، أو يمكن عتقه ليكرس لمعبد، أو حتى تبنيه، عندها يكون قد أصبح أميلو لا موسكينو. العبيد تم إمتلاكهم عن طريق الشراء من الخارج، ومن الأسرى فى المعارك، ومن الأحرار الذين انحدروا الى مرتبة العبودية نتيجة الدين أو الجريمة. العبد عادة ما يهرب، فإذا قبض عليه، فإنَّ على من قبضه إرجاعه الى سيده، ويحدد التشريع مكافأة يتوجب على السيد أن يدفعها لمن قبض على العبد وأرجعه له. وكانت نسبة المكافأة تبلغ عشر القيمة الفعلية للعبد. وكانت عقوبة الإعدام توقع على من يأوى أو يأسر عبداً هارباً. كذلك كانت العقوبة فى حالة محاولة جعله يغادر المدينة. يحمل العبد علامة تعريف، والتى يمكن إزالتها فقط عن طريق عملية جراحيَّة، والتى أصبحت لاحقاً تتكون من اسم سيده بالوشم أو الوسم على ذراع العبد. فى الملكيات الكبيرة فى أشور والولايات الخاضعة لها كان هناك العديد من الأقنان، عادة من جنسيات خاضعة، وأسرى مقيمين، أو عبيد سابقين، مرتبطين بالأرض التى يفلحونها ويباعون مع الملكيات لكنهم قادرون على إمتلاك أرض وممتلكات خاصة بهم . هناك آثار قليلة دالة على وجود الأقنان فى بابل، إلا إذا كان من الجائز عد الموسكينو أقناناً.مصعب مصطفي الجزولي _المحاميhttp://www.blogger.com/profile/02941529057537424554noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-7916729766707407165.post-92078660807382309782010-05-26T15:42:00.002+03:002010-05-27T12:53:38.454+03:00ماهو قانون الياسا أو الياسق ؟الياسق تشريع وضعه جنكيز خان ، وهو كما جاء في تفسير ابن كثير عبارة عن كتاب مجموع من أحكام قد اقتبسها من شرائع شتى: من اليهودية والنصرانية والملة الإسلامية وغيرها، وفيها كثير من الأحكام أخذها من مجرد نظره وهواه فصارت في بنيه شرعا متبعا يقدمونه على الحكم بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم . ويصف المقريزي في خططه هذا القانون من حيث الشكل بقوله: " وقد كتبه في مجلدين كبيرين بخط غليظ، وكان يحمل عندهم على بعير، ولما اكتمل وضعه نقشه في صفائح من الفولاذ وجعله شريعة لقومه، فلما مات التزم أولاده من بعده واتباعهم حكم الياسا كالتزام أول المسلمين حكم القرآن، وجعلوا ذلك دينا لم يعرف عن أحد منهم مخالفته" .وبعد أن هاجم المغول الدولة الإسلامية واستولوا على بعض أجزائها ، أرادوا حمل المسلمين على الاحتكام إلى الياسا، ولكنهم سرعان ما اعتنقوا الإسلام واحتكموا إلى شرع الله وباءت تلك المحاولة لصرف المسلمين عن شرعهم بالفشل .مصعب مصطفي الجزولي _المحاميhttp://www.blogger.com/profile/02941529057537424554noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-7916729766707407165.post-44096503527674388512010-05-26T15:39:00.002+03:002010-05-27T12:54:47.539+03:00مفهوم العدالة في الفكر الاجتماعي .. (من حمورابي إلى ماركس)تعدّ العدالة محور المعتقدات الأخلاقية في أي دين، فهي الحل التشريعي والنفسي الذي يقترحه ذلك الدين لمعضلة البشر الأزلية: صراع الخير مع الشر. وبالتالي، فأن جوهر أي دين يمكن اختزاله إلى أسلوب تناوله لموضوعة العدالة.<br />
فقد عبرت البوذية Buddhism بأفكارها عن احتجاج عامة الشعب على الديانة البراهماتية بسبب فوارقها القبلية المقدسة، إذ يخاطب (بوذا) (562-483) ق.م الظالمين قائلاً: (فيا من تقترفون المظالم، انتبهوا إلى أنفسكم، وانظروا الأشياء بأعيانها لا بظواهرها، ولا تستسلموا إلى عبودية الذات، فتقعوا في شر أعمالكم، واعلموا أنكم لا تجنون من العلقم عنباً).<br />
أما الكونفوشيوسية Confucianism، التي تنسب إلى(كونفوشيوس) (551-479)ق.م، فترى ان القاعدة الأخلاقية موجودة فينا ولا يمكن ان تنفصل عن أنفسنا. فالإنسان لا يفعل الشر عن علم بل عن جهل، ولكنه لو عرف الخير لاتجه اليه بشكل طبيعي. فالشر جهل والخير علم. اما سبب المصائب التي حلت بالإنسانية فهي المِلكية الخاصة، التي تؤدي إلى التطاحن والصراع. <br />
وآمنت الديانة اليهودية، في الربع الأول من الألف الثاني قبل الميلاد، بأن الله يحب العدالة، وقد شيّد عرشه عليها، وأن الإنسان لكي يحيا حياة الحق، عليه ان يتعامل بعدالة على الدوام مع الآخرين، إذ جاء في التوراة (العهد القديم): (كلامُ الربِّ مستقيمٌ /وكلُّ أفعاله حقٌ /يحبُّ العدلَ والأنصافَ،/ ومن رحمته تمتليء الأرضُ) (مزمور 33:4-5). أما كتاب (التلمود) الذي بدأ حاخامات اليهود بتأليفه للمرة الأولى بين العامين (190-200)م، مغيّرين من خلاله أحكام التوراة، فقد أباح الربا، وتقديم الأطفال قرباناً للإله (مولوخ) Moloch، وكراهية الأجانب غير اليهود، وقدّم معياراً مزدوجاً للعدالة، إذ ما يباح من حقوق لليهود لا يباح لغيرهم من الأقوام والأديان. <br />
وشددت المسيحية على أن كل الأحكام ينبغي أن تتخذ بعدالة. وعلى الإنسان أن يكون متيقظاً لكي لا يسقط في أحكام الشر. فالله عادل، وسيقاضي كل الناس بالعدل طبقاً لأفعاله. فجاء في الإنجيل (العهد الجديد): (أيها السادةُ عاملوا عبيدكم بالعدْلِ والمساواةِ عالمينَ أن لكم أنتم أيضاً سيداً في السماءِ) (كولوسي 4:1). <br />
أما الإسلام، فعدّ العدالة مبدأً أساساً يجب تحقيقه في جميع مظاهر النشاط الانساني، إذ يؤكد القرآن الكريم كثيراً على إقامة العدل بوصفه هدفاً في كل مجتمع إسلامي، وقد وصف العدل بثلاث كلمات هي (العدل) و (القسط) و(الميزان)، كما تكررت مادة العدل بمشتقاتها ما يقرب من ثلاثين مرة فيه: (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) (سورة النحل: آية90). <br />
وجاءت فريضة الزكاة إحقاقاً للعدالة الاجتماعية في الاسلام، بوصفها جوهر النظام الاقتصادي الإسلامي. وحكمتها هي رفض ان يتحكم فرد في مصائر الناس بحجب المال عنهم، لأن حجز المال فيه ظلم للمال والمجتمع، فيقول النبي محمد (ص): (من احتكرَ طعاماً أربعين يوماً فقد بريءَ من الله وبريءَ الله ُمنهُ). فالمال في الإسلام له وظيفة اجتماعية غير فردية، وهو لا يقصد لذاته وإنما لأداء خدمات اجتماعية تحقق المصلحة العامة. ويضمن الشرع الإسلامي والقضاء الإسلامي لكل فقير الحق في أن يرفع دعوى النفقة على الأغنياء من أقاربه. ويعني ضمان حد الكفاية هذا، أن الإسلام يكفل الحاجات الأولية للحياة الآدمية، إذ يخاطب الله (آدم) بعد أن طرد إبليس من الجنة: (إنَّ لَكَ أَلا تَجُوعَ فِيهَا وَلا تَعْرَى وَأَنَّكَ لا تَظْمَأُ فِيهَا وَلا تَضْحَى) (سورة طه: آية 118-119).<br />
وبنشوء الدولة العربية الإسلامية وتوسعها، أصبح القرآن المصدرَ الأساس لأبحاث الفلاسفة المسلمين في قضايا الأخلاق، فضلاً عن تأثرهم في الوقت ذاته بالتراث الفلسفي اليوناني، وخاصة بافلاطون وارسطو. فقد أصبح (العدل) أحد الأصول الخمسة لـ (المعتزلة) بوصفه الأصل الخاص بمبحث (الحرية والاختيار) بالنسبة للإنسان، و(التعديل والتجوير) بالنسبة للذات الإلهية. <br />
وتأثر (الفارابي) (873-953)م بمفاهيم الأخلاق لدى الفلاسفة اليونان، فالعدالة لديه ليست عدالة مساواة، بل عدالة توزيعية، إذ يقول: (العدل أولاً يكون في قسمة الخيرات المشتركة التي لأهل المدينة على جميعهم… فأن لكل واحدٍ من أهل المدينة قسطا ًمن هذه الخيرات مساوياً لأستئهاله، فنقصه عن ذلك وزيادته جور). والأفراد والجماعات في مدينته الفاضلة هم طبقات تتغالب فيما بينها، فمن غلب وقهر كان هو الفائز السعيد. ولما كان الغلب جزءاً من الطبع الإنساني فهو عدل. فالعدل اذن هو التغالب عند الفارابي.<br />
وحدد (ابن خلدون) (1332-1406)م ان الإنسان كائن مجبول على الخير والشر معاً، وعلى التعاون والعدوان. فالإنسان لديه مدني بالطبع ولا تستقيم أحواله الا بالعيش مع غيره من بني جنسه، غير ان فيه من جهة أخرى طبعاً عدوانياً هو آثار القوى الحيوانية فيه، يجعله يعتدي ويظلم أخاه الإنسان. ويستبعد ابن خلدون أن تصل المجتمعات إلى مرحلة المدينة الفاضلة، إذ يرى ان الأمل الذي يراود الناس من حين لآخر في ظهور منقذٍ يصحح الأوضاع ويقيم العدل ويعيد الأمور كما كانت عليه أيام الخلفاء الراشدين، ما هو إلا سراب خادع. <br />
يتضح من هذا العرض، ان الأديان عامة، تتفق على عدّ الفعل الإلهي عادلاً بشكل مطلق، ومنزهاً عن الجور والتعسف. أما المظالم على الأرض فهي سيئات من صنع البشر، لابد من محاسبتها والتكفير عنها، فأن لم يحدث ذلك عاجلاً في الحياة الدنيا، فسيحدث بالتأكيد في الحياة الآخرة. فالأديان بهذا الوصف، تشجع على الاعتقاد بالعدالة النهائية للعالم، بوصفها (أي العدالة) الغاية الأخيرة من هذا الوجود، أما المظالم الآنية فما هي إلا خطايا وذنوب مؤقتة تنتظر العقاب أو التصحيح.<br />
<br />
العدالة في الفكر الفلسفي<br />
تبحث موضوعة العدالة في الفلسفة ضمن فرع (الأخلاق) Ethics، الذي يعنى بتحديد ما هو الصالح والطالح، وما هو الصائب والخاطيء من الناحية الأخلاقية. <br />
وقد حاولت الفلسفة بمختلف مذاهبها، ومنذ بداياتها، أن تبحث في (ماهية) Essenceالعدالة، بطرحها لعدد من الأسئلة الجوهرية: (هل ينطوي هذا العالم على العدالة ام الظلم؟)، (ما الموقف العادل؟ وما السلوك العادل؟ وما القانون العادل؟)، (هل العدالة قيمة مطلقة تعلو على الحركة الاجتماعية؟ أم إنها قيمة نسبية تلتحق بالوعي الاجتماعي وتتغير بتغيره؟)، (ما المعيار الذي تتحد بموجبه العدالة؟ أهو حاجات الناس؟ أم قدراتهم؟ أم جهودهم؟ أم الشرائع الدينية؟ أم قوانين السلطة؟).<br />
وقد نبع الخلاف الرئيس بين المذاهب الفلسفية التي حاولت الإجابة عن الأسئلة أعلاه، من مشكلة تحديد أي الفكرتين لها الأسبقية على الأخرى في تحديد ماهية العدالة: فكرة (الحق) Right أم فكرة (الخير) Good؟ وعلى أساس هذا الجدال حول فكرتي الحق والخير، يمكن تصنيف آراء الفلاسفة في ماهية العدالة ضمن ثلاثة منظورات رئيسة، بغض النظر عن التناقضات الجوهرية بين فلاسفة كل منظور حول مشكلات أصل الوجود وعلاقة المادة بالوعي:<br />
(1)المنظور الوضعي<br />
يرى هذا المنظور أن (القوي على حق)، فلا يعترف بشيء اسمه العدل أو عدم العدل، بل يؤمن بأن القانون الوضعي هو قانون عادل طالما أقرته الدولة، ويصبح غير عادل إذا لم يتفق مع آراء الدولة وأهدافها.<br />
ويعد (السفسطائيون) Sophists في الألف الأول قبل الميلاد، من أقدم مناصري هذا المنظور، بقولهم إن كل ما يؤدي إلى نفع الطبقة الحاكمة هو في مصلحة المحكومين. وبالتالي فأن منفعة الأقوى هي العدالة عينها.<br />
أما (هوبز) Hobbes (1588-1679)م فوضع مفهوماً محدداً للعدالة بقوله: (الظلم هو خرق القواعد العامة). فالعدالة هي الطاعة للقوي القادر على ان يجعل نفسه مطاعاً.<br />
<br />
(2) المنظور الطبيعي<br />
القانون الطبيعي هو ذلك القانون الأزلي الشامل الذي يضم مجموعة من القواعد السامية العامة الخالدة التي توحي بمقاييس مطلقة للحق والعدل. وهو ليس من خلق الإنسان، وإنما وليد قوة مهيمنة غير منظورة، يستطيع العقل الكشف عنه للاهتداء بمبادئه.<br />
ويعد (افلاطون) Plato (427-347)ق.م من أوائل المدافعين عن القانون الطبيعي للعدالة. فالكون في منظوره كلٌ منسجم تهيمن عليه (سماءٌ) من المثل الخالصة غير المخلوقة وغير القابلة للتغير. والفضيلة ما هي الا صورة المقاييس العلوية المتمركزة حول مثال (الخير)، التي ينظمها مثال (العدالة).<br />
أما (روسو) Rousseau (1712-1778)م فوجه نقداً قوياً للعلاقات الطبقية الإقطاعية والنظام الاستبدادي، وأيد الديمقراطية البرجوازية والحريات المدنية والمساواة بين الناس بصرف النظر عن أصلهم. واعتقد أنه في (الدولة الطبيعية) لا تنتفي فحسب الحرب التي يشنها كل إنسان ضد كل إنسان، بل تسود أيضاً الصداقة والانسجام بين الناس.<br />
(3) المنظور النفعي<br />
يؤمن هذا المنظور أن عدل الفكرة لا ينبع الا من النتائج التي تحققها الأفكار. وعلى هذا فأن عدالة الدولة تنبع من نتائج تطبيقها للقوانين. فاذا كانت القوانين تؤدي إلى أهدافها المطلوبة منها فهي عادلة، وإذا لم تحقق أهدافها فهي غير ذلك.<br />
فقد دعا (بنثام) Bentham (1748-1832) م زعيم القائلين بـ (مذهب المنفعة) Utilitrianism إلى الأخذ بقواعد القانون وإخضاعها لاختبار حساب المنفعة hedonic calculus بهدف زيادة سعادة الناس وإنقاص ما يعانونه.<br />
وانتقد (ديوي) Dewey (1859-1952) م، وهو من مطوري (الفلسفة الذرائعية) Pragmatism، الفكرة المثالية القائلة أن هذا العالم يعمل على معاونة الخير وتحقير الشر. وعدّ مفاهيم (العدل المطلق) أو (المساواة المطلقة) أو (الحرية المطلقة) تعبيراً عن عوالم وهمية مثالية. فالأخلاق في نظره لا تكمن في إدراك الحقيقة، ولكن في الاستعمال الذي ينتج عن إدراكها. <br />
يستدل مما تقدم أن كلاً من المنظورات الفلسفية الثلاثة السابقة الذكر قد تبنى مفهوماً أخلاقياً مطلقاً للعدالة. فالمنظور الوضعي ينظر إلى العدالة بوصفها طاعة الأفراد لقوانين السلطة، بينما يعدّها المنظور الطبيعي جزءاً متأصلاً في طبيعة الإنسان ولا يحتاج لاكتشافها إلا لاستخدام العقل، ومن ثم تطبيقها بواسطة القوانين الوضعية المعززة لقواعد القانون الطبيعي. أما المنظور النفعي فيرى ان العدالة تتحقق عندما تؤدي القوانين أهدافها في تحقيق منفعة الناس وخيرهم. إن أياً من هذه المنظورات الثلاثة لم يقدم حلاً متكاملاً لمشكلة ماهية العدالة. فلتنظيم عملية تلبية الحقوق الطبيعية للأفراد، لابد من اللجوء إلى القوانين الوضعية، إذ أن هذه القوانين تسهم بدورها في صياغة محددات نوعية وكمية للحقوق الطبيعية، ومن غير ذلك تنتفي خاصية الاجتماع البشري. كما ان القوانين الوضعية ذاتها تتغير عبر التأريخ لتتلاءم مع تنامي حاجات البشر وتطور وعيهم الاجتماعي. وبالمقابل فأن المنظور النفعي هو محاولة لتحقيق الانسجام بين تلبية حاجات الفرد وتحقيق الصالح العام، لكنه (أي المنظور النفعي) لم يحدد المعنى الإجرائي لمفهوم الصالح العام، كما بالغ في عدّ (الحق) نتاجاً آنياً للمتطلبات المادية للمجتمع الصناعي، مجرداً اياه من بعض أبعاده الأخلاقية التي اكتسبها الناس في منظوماتهم القيمية بتأثير الموروث الثقافي لحضاراتهم.مصعب مصطفي الجزولي _المحاميhttp://www.blogger.com/profile/02941529057537424554noreply@blogger.com0