" الإجراءات التي أتخذها ليست إلا تدبيرا جذريا للإسراع في تفجير الحقيقة والوصول للعدالة".ولكن لدي شغف واحد: تنوير الذين تم حجبهم في الظلام، وباسم الإنسانية معاونة هؤلاء الذي عانوا الكثير ولهم حق التمتع بالسعادة.رسالتي رسالة احتجاج نارية وما هي الا مجرد صرخة روحي.دعوهم يتجرؤن ويجلبونني أمام محكمة قانونية، وليتم التحقيق معي في وضح النهار! " إميل زولا ،"إنى أتهم! "(1898)

الاثنين، يناير 24، 2011

دم..فوبيا-قصة قصيرة

ولأنك قدري ..
هَزمتَ مدينتي ,, وأضرمتَ النيران فيها
أحرقتَ حقولي .. وأقتلعت السنابل من جذورِها
وأعلنتَ ركائزُ النصر ..وحاصرتها
وأنا مُذعنة .. / مُستسلمة .. لِحصارك ..
تواطئت كـ سبيّة عانَقت العِتق وقلت :
لمَ كل هذا الشبه بينكما ؟!
ليست طفلة وليست فتاة وكاذب من يخبرك أن النساء في هذه القرية ينضجن سريعاً إنهن فقط يخضعن للقانون الاجتماعي هنا لا أكثر والقانون الفتاة لابن عمها ، ليس مهماً ما يحمله من شهادات.. ما يهم هو ما يستطيع أن يغطيه من (قدح مكشوف لأيهم حجمه) وهي في هذه الغرفة المتواضعة وبقايا الطعام علي الأرض وازيز الذباب له طنين والأواني المتناثرة، تطل من بين الركام أحذية مهترئة و حقائب بالية وملابس متسخة تحت العناقريب التي، تحتك بحائطها المتبقي به آثار دهان بالجير عفا عليه الزمن فلم يُبق شئ وهي ترقد علي احدهما ، تسافر بخيالها رغم الم المخاض الذي تشعر به في هذه اللحظة، هى بعد, فى الحادية عشر تلك السن الغضة, وتحدد موعد الزفاف بعد الحصاد (الدرت) اى بعد أربعة أسابيع . هو حالم بها متعطش لها....هى لاهية بلعبتها المصنوعة من سيقان القطن المغبرة تنهرها الام لجلب الماء من البئر.....فتذهب الفتاة الطفلة ساخطة ... يهبط هو يجرجر شبشبه ليجتاز عتبة بابهم فارع الطول، ضامر الجسم ، نحيل الرقبة ذولحية منكوشة الشعر، فالج الأسنان ،وهو يقف أمام والديها ..
الصافي..ايوه ياعمي؟؟
أتفضل؟؟
لا علي مشية بس بدور أقوليكم (الخميس الجاي السيرة)..
...علي بركة الله ياولدي؟؟؟
أوّل شيءٍ سمعته كانت تلك الزغاريد التي طوّقت الهواء حول بيتهم، وخزٍ أحسته في يدها وهي حامله لجردل الماء!!حاولت أن تحرّك يدها، ولكنّها لم تستطع فثمّة ثقلٌ يمنعها، أو وهنٌ في طاقتها..فهي الآن غير قادرةٍ على فعل شيء..وبهدوء أعلنت استسلامها ، وهي لاتذكر بعد ذلك ألا زمرة من النساء متشابهات الخلقة يقودنها بعد منتصف الليل الي تلك الغرفة المنزويه ، وتلك العيون المتلصصة من النسوة والفتيات برقراق الباب تظل ترقب، بعيون شبقة متعبة الأجفان،اما فتيان الحفل.مابين سكران وحائر.يتحدثون.. ويتهامسون.. ويتمايلون.علي العريس .يازول شد حيلك؟؟ . وهو في لحظات الدهشة واثبات فحولته العمياء .. وجدها هناك .. كالملاك .. نائمة؟ .. هزها بقوة مذعوراً .. فتحت عينيها بهدوء .. وبصوت خافت قالت .. الصافي؟ ماذا تريد؟؟ دعني أنام! .. ما إن سمع هذه الكلمات إلا وسرت تلك الرعشة الذكورية في عروقه مرة أخرى .. حملها وافترش الأرض .. في صباح اليوم الثاني كان لحالة الغيبوبة أن تتداعى،وقررت أنفاسها الاستقرار غرفتها كانت خاليةً تماماً..إلاّ من رائحةٍ حمراء الهويّة..! أوّل شيءٍ أبصرته كانت تلك الكمّامة التي طوّقت الهواء حول فمها وأنفها، وقامت بدور الإنعاش بدلاً منه، أسخف ما في وضعها...حاجتها الماسة إلى دخول الحمّام، وهي لا تعرف إن كانت قادرةً على الحراك...أو إن كان صوتها صالحاً للاستعمال، ولكن ماذا ستقول؟؟!!وهي التي كانت تتخفّى عن أعين الناس عندما تذهب إلى الحمّام خجلاً من نفسها؛ كانت تشعر بالقرف والنفور من رؤية نفسها بتلك الوضعيّة فتبقي الموضوع طي العتمة.. وهي تتبوّل في مكانها وربّما على مرأى من أحدهم،واشد مااثار حنقها ضحكته البلهاء ، وهو ينظر اليها في نشوة وفرح غير مكترث لما تعانيه من الآلام ويبصق مااكتنزته شفتاه من تمباك تحمل كل معاني القرف والاشمئزاز فاكفهر وجهها وبصقت علي وجهه ..فيلعن " دينها))..... قالها وهو لا يعلم ما يحدث بالضبط ، واستدار بوجه ناحية الشباك الغربي ، ليستقبل بناظريه عبر النافذة الزجاجية الشمس ، وهي في بدايه شروقها تبدو مختنقة صفراء بالنسبة لها ، " أمّا عيناها فقد استطاعتا بصعوبةٍ التأقلم مع نور الشمس الذي طلعة عبر فرجة النافذة؛ الذي بدا قاسياً لدرجة إصراره على سكبهما شلالاً من الدمع الحارق.وتسافر بخيالها هذه المرة ابعد الي أول مرة رأت فيها الدماء تسيل من جسدها، وذلك عندما نادتها
حبوبتها تعالي يا الفالحة؟؟
دي منو ياحبوبة؟؟تعال دي بتديك حلاوة......لا لا.. ماديراها ..هنا رأت تلك المرأة التي عرفتها بعد ذلك بلقبها الشهير((الداية))،وفي هذا الأثناء يقطع اجترارها لذكرياتها المحزنة صوت الرعد وتقترب الأمطار والرياح أكثر من غرفتها فتترك أزيز في بابها و أثراً متصلاً على عنقريبها الذي يرتفع عن الأرض ذراعين ونصف الذراع ثم تزداد الام المخاض رويدا ..رويدا... فى ضوءا لفانوس الخافت ترقد هى اما هو فيبتسم ابتسامه بلهاء أخري ..هو يمني نفسه بذكر ((وتحدثه نفسه بان الفحل ماعواف وهو لذلك يبتسم)) مرة أخرى الم اقل لكم, بلدة المصائب هذه تطرب لمثل هذا. ونفس النسوة اللائي ادخلنها الغرفة بعد السيرة ألان يقفن بجوار عنقريب مخاضها وهي ..هي الداية معهن بلقبها وأدواتها ....قولي يالطيف...يالطيف....؟؟؟اما هو في الوقت داك...شال الكباية واخد ليه رشفة طويـــــــــــلة وتكل ضهرو على الحيطة وقعد يتمتم الحمد لله الحمد لله يا دوبي ارتحت يشهد الله كنت شايل هم تجي بت! وبعد ذلك تركت القرية عدة سنوات اغمم فى احباط يا لها من مأساة لكن القصة لم تنتهى بل بدأت...... عدت بعد سنوات لأجد القرية غارقة فى قصة جديدة. وليت القرية هذه اكتفت يا ليت فما حدث كان مريعاً ؟؟؟؟؟؟؟؟

ليست هناك تعليقات: