" الإجراءات التي أتخذها ليست إلا تدبيرا جذريا للإسراع في تفجير الحقيقة والوصول للعدالة".ولكن لدي شغف واحد: تنوير الذين تم حجبهم في الظلام، وباسم الإنسانية معاونة هؤلاء الذي عانوا الكثير ولهم حق التمتع بالسعادة.رسالتي رسالة احتجاج نارية وما هي الا مجرد صرخة روحي.دعوهم يتجرؤن ويجلبونني أمام محكمة قانونية، وليتم التحقيق معي في وضح النهار! " إميل زولا ،"إنى أتهم! "(1898)

الثلاثاء، أغسطس 03، 2010

دماء تحت جدار الصمت_قصة قصيرة

المكان:(( إحدى غرف البيت المألوف بشيء من الغرابة، هي غرفة ضيقة على وجه التحديد، والزمن ساعة متأخرة من عصر احد الأيام))....
اما هي... لازالت تسرح وتحجل بقدميها الصغيرة وبقايا حناء مطموس النقش مخفي المعالم يصبغها ، تصطدم ببضع فراغات تتيبس فيها الذاكرة عند محطة لاتغادرها بغير أن ترسم ابتسامة توزعها على جفاف حاصر سنينها ... تعاود الركض فتتزاحم أنفاسها مع الفتيات وهن يتقاطرن صوب الفرح يمررن بهجتهن بين أقدامهن المتحفزة في سباق جاد لقرع بيوت الحي والصبية يحتفلون معها فتزداد ملابسها بياضاً غير معهود ووجهها نضارة . كانت جالسة متكورة في ركن منزو. للزغاريد رنين يبعث على السأم . قادتها أمها إلي داخل الغرفة المظلمة وهي لاتعلم حقيقة الأمر الذي يعدن له النسوة المتجمعات داخل الغرفة المظلمة . ترددت ، على مهل كانت ترصف خطواتها الواثبة، وهي تحفزها بتطلعات واعدة، والعصر أعلن مآذنه من مسجد القرية ولباس الفرح يجمع ذكرياته بشرود طفولة تسري في ذاكرتها لحظات تترقب فيها حدوث مفاجأة ما .. جلست قبالتهن بفرح طفولي، كأنها عبق يسكبه إكليل الورد على صوت ترانيم دلوكه ... أقبلن يتابعنها بشغف والوقت يتعالى كأشجار خريف تتساقط أوراقها، واندفع النسوة نحوها دون أن تدرك لمن يوجهن الطعنة الآثمة. وكادت لتنكسر رقبتها ، لما تكاثرن عليها بكت ، ولمح بقايا دموع خضلت عينيها فنزل خيط كحل على خدها . ،. لم تنطق بكلمة من هول المفاجأة . نظرت في والوجوه اذا هي مالوفه لديها أمها وخالتها و (حليمة الدايه) وغيرهن من النسوة ذوات الأجسام القوية، مسكت احدهما يدها الطرية الغضة وعقدتها على صدرها..وبدأت امرأة بدينه أخري في نزع ملابسها الداخلية حيث (بدأت سوءتها) وتجر أخريات بأيديهن الثقلتيين كالرخام الأقدام الصغيرة الرقيقة وهي تحاول الآفلات بتحريك رجليها يمنة ويسرة ولكن محاولات كمن يناطح صخرة ، وقد وقفت (حليمة الدايه) ببشاعتها بين شعبتيها وهي تحمل أدوات ارتكاب الجريمة المتعفنة ورائحة كريه تنبعث منها ، تنحني عليها ، ، تمد يدها وتضيء مصباحا بجوار السرير. واصوات الفرح الأنثوي الحاقدة تنبعث من الخارج وما يلبس أن يطبق صمت شامل لا يقلقه إلا دقات قلبها المضطربة الإيقاع وفي صدرها رغبة مدحورة لصرخة مستحيلة، صرخة رفضت إلا أن تتهاوى هكذا بين الجموع وتصير بعد قليل كخبرا صغيرا في جريدة محدودة الانتشار، ورقما من حزمة أرقام لميتة مجانية، يكون بعدها نسيا منسيا.بدا وجهها شاحبا تراعى بين تقاسيمه ظلال الكآبة والحزن. وبعد أن بح صراخها بالبكاء والعويل و الألم والخوف والرعب ،فلم تصحو ألا وقد أحست بشئ ساخن يسري علي جسدها مبللا فخذيها الجافتين وظلت تنظر إليهن بصمت. وقد... تجندلن حولها رفيقات درب وكلهن بدان وجمات والبراءة تكسو وجههن وهن يتخيلن طقوس ليلتهن المرتقبة ...

ليست هناك تعليقات: