" الإجراءات التي أتخذها ليست إلا تدبيرا جذريا للإسراع في تفجير الحقيقة والوصول للعدالة".ولكن لدي شغف واحد: تنوير الذين تم حجبهم في الظلام، وباسم الإنسانية معاونة هؤلاء الذي عانوا الكثير ولهم حق التمتع بالسعادة.رسالتي رسالة احتجاج نارية وما هي الا مجرد صرخة روحي.دعوهم يتجرؤن ويجلبونني أمام محكمة قانونية، وليتم التحقيق معي في وضح النهار! " إميل زولا ،"إنى أتهم! "(1898)

السبت، يوليو 18، 2009

اين كنت في يوم 6/ابريل 1985

وانا هنا أتسال وكغيري من أبناء جيلي الذين لم نعايش تلك الثورة...لماذا لم تكن ضمن مقرر التاريخ السوداني فما حدث فيها لايقل بل اكبر من ما أحدثته الثورة المهدية لان الالتفاف والتفاعل الشعبي فيها اكبر فالتاريخ السوداني رغم علمنا بأنه سمج وفيه الكثير من التناقض وإغفال الحقائق فلا يتصور شخص بأنه يمكن أن يغفل عن إيراد أعظم ثورتين في تاريخ الشعوب الواعية......
اليوم الأول:
لااذكر في ذلك اليوم سوي مشهد الطفل مجدي هو يركض نحونا لاهثا ونحن وقوفا في باب الصف الرابع الابتدائي ،في تلك المدرسه النائية من مدارس قري الجزيرة .
في شنو؟؟؟استاذ قسم الله معاهو المعلمين جنب مكتب المدير خاتين الرادي في نصهم ،سمعتو قاليهم الحكومة انقلبت ،لم نرفع حاجب الدهشة الاعندما اردف قائلا:وكمان المدير قاليهم الليله ما تخلسوا من الطلبة ريال السبت ...وعندها احتفينا علي طريقتنا الخاصة من طلوع فوق الكنب والشبابك مصحوبا بالصياح الطفولي البرئ ليس بابريل طبعا ولكن بالاعفاء من ريال السبت لان ذلك يعني لنا في ذلك الوقت(شراء الفول والطعمية والتسالي) من حاجة أم هانئ القابعة امام باب المدرسة بعد افكونا للفطور....
اليوم الثاني:
في هذا اليوم الذي كان عاديا لنا وكغيره من ايام الله في هذه القرية ونحن نجر ارجلنا في تثاقل في ذهابنا نحو المدرسة في كامل غبشتنا ..ولم يكن هناك مايدل علي ان هناك ثورة وهذا طبعا ربما يرجع لعدة أسباب أهمها البعد عن مركز الأحداث وهناك سبب أخر وربما هو الأهم بما ان قريتنا تقع في مشروع الجزيرة التي كان به تاثير اهم نقابتين هما نقابة المزارعين والعمال اللتين كانتا غيابا عن العصيان النقابي وذلك لضعفهما وموالاة قيادتهما لنظام الحاكم...لذالك كانت أصداء الثورة باردة هنا اللهم الابعض الثرثرات هنا وهناك....
ومااذكرة وظل قابعا في ذاكرتي كل ما جاءت سيرة ابريل ...هو منظر استاذ الدين ذواللحيه الكثة وهو يدخل علينا في هذا اليوم علي غير ماعادته باسما وهاشا حتي انه لم ينتظر ان نرد عليه السلام وبدء يكتب علي السبورة
قصيدة وطلب منا كتابتها وترديدها معه ومن بعد حفظها والويل والثبور لمن لم يحفظها واذكر منها:
نميري الخائن الغادر
سافر منا ماجانا
سكن هناك في مصر
سكن في قصر عابدينا
وهناك أسئلة عدة يجب ان تثار تتعلق بانتفاضة ابريل ولابد من تمليكنا الحقائق نحن الجيل الذي لم يعايش الثورة من كل مايملك دليل ممن عاصر تلك الفترة...نريد ان نعرف...
من الذي حرق وثائق ومستندات جهاز امن الدولة؟؟؟
هل هو المجلس العسكري الانتقالي؟؟؟
ولماذا لم يتكلم المدعي العام عنها؟؟؟
ومن هم المستفيدون من ذلك؟؟؟
ومن الذي اختار النائب العام واين دور نقابة المحامين في اختياره وخاصة أنها كانت في مقدمة ساحات النضال ضد النظام المايوي؟؟؟
ولماذا تحالفت الأحزاب الطائفية في ابريل مع الحركة الاسلامية ضد الحركة النقابية؟؟؟
وهل بداية الثورة الفعلية كانت هي ابتسامة وثبات الشهيد/ محمود محمد طه وهو يقاد الي المقصلة التي ساهمت في كسر حاجز الخوف لدي الشعب وهب لاقتلاع الدكتاتورية من جذورها .؟؟؟؟
وهل كانت الحكومة الانتقالية مايو .تو ماهو البرهان علي ذلك؟؟؟
ليت ينخرط الكل في المساهمة في التوثيق لهذه الثورة بالاجابة علي هذه الاسئلة وغيرها حتي نتمكن من استخلاص العبر منها ونستفيد من الاخطاء التاريخية في ابريل التي نهشت واطلقنا عليها الرصاص في طفولتها الباكرة وتفرقت ايدي سبا والكل يدعي انه له الشرف في تفجيرها ويدعي البطولات الكاذبة؟؟؟؟؟؟
التحية للشرفاء والشهداء
لمن صنعوا التغيير
ولمن سيصنعون الغد المشرق

ليست هناك تعليقات: