" الإجراءات التي أتخذها ليست إلا تدبيرا جذريا للإسراع في تفجير الحقيقة والوصول للعدالة".ولكن لدي شغف واحد: تنوير الذين تم حجبهم في الظلام، وباسم الإنسانية معاونة هؤلاء الذي عانوا الكثير ولهم حق التمتع بالسعادة.رسالتي رسالة احتجاج نارية وما هي الا مجرد صرخة روحي.دعوهم يتجرؤن ويجلبونني أمام محكمة قانونية، وليتم التحقيق معي في وضح النهار! " إميل زولا ،"إنى أتهم! "(1898)

السبت، يوليو 25، 2009

المستقبحون يجلدون (لبني) ويحي فضل الله
يقهقه محتشما وانا اتكلم(ساي)/ مصعب الجزولي-
******************************************
melgzoli@yahoo.com
جاءت محتشمة بثوبها السوداني المورد ، جاءت إلي تلك المؤسسة ، جاءت محتشمة مضطرة لتقابل ابن خالتها كي تأخذ منه نقود لتشتري دواء لابنتها التي تتخابث عليها الملاريا .
جاءت محتشمة جدا ، لا غبار عليها و لاما يوحي بتلك الانوثة التي كانت تظن و بوسواس قهري أنها توارت خلف ذلك الثوب ، كان الثوب موردا ومتفائلا ، ذلك الثوب الذي غطي جسدها و غطي تلك البلوزة ذات الأكمام الطويلة والتي بالكاد تسمح لأصابع يديها أن تظهر و بذلك الاسكيرت الطويل الذي كاد أن يغطي أصابع قدميها لولا أن تولت الجزمة تلك المهمة ، الجزمة التي تعاني من خلل في توازن كعب الفردة اليسري .
محتشمة وصلت الي مكتب استقبال تلك المؤسسة ، تحدثت مع موظف الاستقبال الذي ضجت منه الدواخل حين دلفت الي الداخل .
ـ لو سمحت عايزة عبد الرحمن الفاتح
ـ عبد الرحمن الفاتح مالو ؟ أقول ليه شنو
ـ موضوع خاص
انتقل موظف الاستقبال و انحني أمام مكتب زميله ، تهامسا ، كانت محتشمة قد لاحظت ذلك بطرف خفي ، انضم إليهما ثالث وتهامسوا ، محتشمة و هي تلاحظ وهي تخفض نظرها أحست بعرق دافئ يسيل علي عنقها ، رجع اليها ذلك الاول ، اقترب منها بينماكان الثلاثة يحدقون فيها بطريقة غريبة ، غريبة جدا و فجأة قال لها الاول
ـ آسفين ماممكن تدخلي
ـ ليه ؟ ، طيب ممكن تنادي لي
ـ ما ممكن
ـ ليه؟
محتشمة تكاد تسمع ضربات قلبها
ـ ليه؟
ـ لانك مثيرة للفتنة؟؟
(من تداعيات يحي فضل الله)
ما أروعك أستاذ يحي وأنت تحكي عن المستقبحون ،الذين كانوا يتهامزون ويتغامزون حول أغنيتك الطفولية بالامس وماشبه الليله بالبارحه ،أما هم الان فقد غيرو أسلوبهم وزيهم الثعلبي الي أسلوب وزى أخر فأصبحوا يمارسون الأسلوب والسلوك الأمني و الشرطي لازلال وتركيع النساء المحتشمات والمحتشمه هذه المرة كانت قدر التحدي فلم تخضع فقلبت الطاولة عليهم وبينما هم يحدقون فيها بصورة غريبة وشهوانية جدا جدا.......وهي في كامل ثباتها المستفز ولما لا وهي التي ظلت تمارس قول الحق بقلمها دونما يأس حتي ظهرت سوءة القوم ،فطفق القوم يبحثون عن مايغطون به سوءاتهما فلم يجدوا غير تلفق التهم واغتيال الشخصية وهو أسلوب درج المستقبحون علي استخدامه دائما لتخويف أصحاب الأقلام الجريئة ، أرادوا أن يلوكوا سيرتها واغتيالها اجتماعيا،وقد تم اقتيادها بوحشية من مكان عام ولكن رغم ذلك مشت في ثبات وتحدثت بكلام رجال ولم تختل فردة جزمتها ولم تسقط علي الارض بل عملت علي إثبات برئاتها وقامت بدعوة خمسمائة شخصية لحضور محاكمتها بتهمة ارتداء ملابس غير محتشمة وفاضحه أو جلدها في حاله ثبوت التهمة وذلك بموجب المادة 152من القانون الجنائي ،باتري كم من نساء السودان جلدن بهذه التهمة ؟؟؟؟حقيقة ان المشرع في هذه المادة خاطب الجنسين لكن في الواقع اثبت ان المرأة صارت هي المعنية بهذه المادة والعقوبة وان فلتت من معيار الدين لن تفلت من معيار عرف البلد. وهي مادة فضفاضة وذات عبارة فالته لم تتضمن شرح لماهو الزي الفاضح او السلوك الفاضح بل ولم توضح لنا ماهو معيار المضايقة للشعور العام . فقانون النظام العام الذي يفتقر لأبسط أسس العدالة الجنائية مازال والقانون الجنائي( رتقا) لاتريد حكومة المشروع الحضاري فتقهما لشئ في نفسها.ويجب ان لا نترك مثل هذه المواد الفضفاضة لتقدير القضاة الذين تتفاوت مستوياتهم وانتماءاتهم التي تكون عوامل تودي لعدم فهم هذه المواد.لذا لابد من نظرية عامة متطورة تودي الي ضبط العمل التشريعي والقضائي وسد الثغرات وتجاوز هفوات الصياغة.
اما آن لهولاء الغاء قانون النظام العام المندس بين مواد القانون الجنائي حتي لايكون مزبحة لحقوق الانسان والمرأة بصورة خاصة...والي ان يتم ذلك يظل (سوط العنج) يهوي علي أجساد فتيات السودان ..الغضة.....
واخيراالتحية للصحفية الشجاعة (لبني) وهي تقف هذا الموقف البطولي من هذه التشريعات المهينة لكرامة المراة السودانية ...وهي تقدم درسا بليغا لنواب الشعب ربما فاقوا من غفوتهم ........ربما....ولسان حالها يردد قول( الطرماح):

وقد زادني حبا لنفسي أني بغيض الي كل امرئ غير طائل
وإنني شقيا باللئام ولاتري شقيا بهم آلا كريم الشمائل
انا الشمس لما ان تغيب ليلها وغارت فما تبدو العين نجومها
تراها عيون الناظرين اذا بدت قريبا ولا يستطيعها من يرومها

ليست هناك تعليقات: