" الإجراءات التي أتخذها ليست إلا تدبيرا جذريا للإسراع في تفجير الحقيقة والوصول للعدالة".ولكن لدي شغف واحد: تنوير الذين تم حجبهم في الظلام، وباسم الإنسانية معاونة هؤلاء الذي عانوا الكثير ولهم حق التمتع بالسعادة.رسالتي رسالة احتجاج نارية وما هي الا مجرد صرخة روحي.دعوهم يتجرؤن ويجلبونني أمام محكمة قانونية، وليتم التحقيق معي في وضح النهار! " إميل زولا ،"إنى أتهم! "(1898)

السبت، يوليو 25، 2009

هل الثوب السوداني وافد على السودان ام هو سوداني الهويةوالميلاد ؟؟؟ وهل هو في طريقه للازدهار ام الانحسار؟؟؟؟
أعتقد ان بداية إرتداء الثوب السوداني الذي يعتبر الزي القومي والملمح السوداني التقليدي والمميز للمرأة السودانية، بدأ منذالحضارة البجراوية أي قبل أكثر من عشرة الف سنه تقريباً وبالتالي هو قديم قدم حضارة السودان فقد كان زياً قومياًخاصاً بالملكات وكانت له تصاميم ورسومات خاصة وخامات مميزة وزخارف ونقوش وكنارات متعددة وهو مايعرف بالمورد أو المطرز الآن ويقال بأن الملكة (الكنداكة)تعتبر أول من لبست الثوب السوداني، وكما للثوب اشكال وألوان مختلفة ايضا ًله أسماء مختلفة فمن مسمياته الزراق ربما للونه الازرق والبنغالي نسبة الى بنغلاديش والطرقة والجاكار ،وأبو قجيجة،وضلع الدكاترة،ورسالة لندن ، وكبري شمبات والامير ومعبود الجماهيروغيرها من الاسماء وكلا له ثمنه وقيمته وبالقطع فثوب الشباب ليس كثوب النساء كبار السن وهو مع ذلك يختلف باختلاف الاذواق والأمزجة والسن والبيئة والمقدرة المادية، تقول الاستاذة سعدية الصلحي باحثة ومصممة أزياء(ان الثوب السوداني قديم وهو بمثابة تبيان للحضارة وعنوان للثقافة وهو ساتر للجسدوحافظ للرطوبة وقالت ان الثوب كان في السابق عبارة عن قطعتين من قماش واحد هما الطرحة والقرباب ثم اختصر الى قطعة واحدة هي الثوب الحالي) وقد عرفت (الِطرقة)( بكسر الطا)عند الفراعنة وهي شبيهة (باللاور) عند الشلك و(الساري) عند الهنودوهو عباة عن قطعة واحدة تغطي سائر الجسد يلبس فوق الملابس الداخليةوأحياناًبمفردة،والثوب يلبسه احياناً بعض الرجال فوق العراقي والصديري كما يلبسه أيضا رجال الصوفبة مجدولاً على الكتفين وبغيرلبسه اليومي او مايسمى بثوب الجارات فهنالك ثياب المناسبات كثوب السهرة وثياب الاعراس وثياب العمل وايضاً ثوب الحداد الذي غالبا مايكون من اللون الابيض الخشن (دمورية) وتفردت النساء العاملات بالثوب الابيض الكرب الساده الذي تقول فيه الاغنية(لابس الكرب السادة خلت قليبي وسادة) ومن خلال الزي عموماُ تستطيع أن تقراء ثقافة وتقاليد وامكانات الانسان وحتى نوع الطقس الذي يعيش فيه وهوايضاً عنوان للشخص الذي يرتديه فالمرأة السودانية مثلاً تتمسك به بقناعة راسخة باعتباره قيمة حضارية وتقليد تراثي وزي محتشم مميزذي الجلابية والعمامة عند الرجل،و حتى بعد ان جاءت البدائل أومايسمى بموضة العصر بارتداء الاسكيرت والبلوزة والعباءة والبالطو والبنطال فإن قطاعات واسعة ومقدرة ومعتبرة من النساء ماذلن يحبزن ويعتززن بلبس التوب باعتباره هويه للمرأة السودانية يبرز جمالها وأناقتها مع تجدده شكلاً ونوعاً فقد تميزت به المرأة السودانية في جميع المحافل الدولية وان شاركتنا في لبسه بعض البلدان المجاورة كموريتانيا وتتشاد وإريتريا وغيرها من البلدان الى انه يظل سمة مميزة للمرأة السودانية، اماعن االرؤيا المستقبلية مابين الازدهار والانحسارللثوب أقول انه باقي بقاء حواء السودان رغم منافسة البدائل الدخيلة على المجتمع السوداني.وهنالك العديد من بيوتات الخبرة السودانية التي تعمل على ترسيخ بقاء وتطوير الثوب السوداني....
وقد دخل الثوب السوداني في ادبيات الشعروالاغاني السودانيه فنستمع الى ابو عركي البخيت وهويردد:
شفت الثوب وما لاقاني أجمل منو أهو دا الثوب وسيد الثوب يكون كيفنو؟؟
اكيد سيد الثوب يكون أجمل ياأبوعركي!!
ولأن الثوب هو الحشمة وهو الستر فهاهو ودالفراش شاعربربريتباهى حين يقول:
انا التوب العشاري الباهي زيقو
وانا فرج الرجال وكتين يضيقو
أنا الدابي إن رصد للزول يعيقو
وأنا المأمون علي بنوت فريقو
ودعنا ندلف لاغاني وردي ومشواره مع الثوب حين يقول: في أغنية القمربوبا الزراق فوقا تقول حرير والزراق هو ثوب الزراق الذي ذكزناه ثم ندلف للراحل المقيم أحمد المصطفى لنسمع ماردده عن الثوب ليقول:
الوسيم القلبي رادو شفتو كان في ثوب حدادو
مالو لو مره أفتكرني ومالو لو أنجز ميعادو
وأيضاً علي إبراهيم اللحو حين يردد"
شوف عيني الحبيب بي حشمة لابس الثوب الثوب ذاد جمالك زينه ياالمحبوب..وهنالك بيت شعر عربي يقول:
بثوبها الخمري قد أقبلت وحنة حمراء كالجمرٍٍٍٍٍٍٍٍ
فملت سُكراً حين أبصرتها فلاتنكروا ُسكري من الخمر
فما أجمال حواء السودان حتى وهي في ثوب الحداد!!!!!
من هنا لااعتقد ان الثوب السودان سينحسر رغم محاولة العباءة أو البالطو والبنطال أو الاسكيرت والبلوزة وغيرها من الملبوسات الاخرى ان تستلب مكانتة من المرأة السودانية.....

ليست هناك تعليقات: