" الإجراءات التي أتخذها ليست إلا تدبيرا جذريا للإسراع في تفجير الحقيقة والوصول للعدالة".ولكن لدي شغف واحد: تنوير الذين تم حجبهم في الظلام، وباسم الإنسانية معاونة هؤلاء الذي عانوا الكثير ولهم حق التمتع بالسعادة.رسالتي رسالة احتجاج نارية وما هي الا مجرد صرخة روحي.دعوهم يتجرؤن ويجلبونني أمام محكمة قانونية، وليتم التحقيق معي في وضح النهار! " إميل زولا ،"إنى أتهم! "(1898)

الاثنين، يوليو 20، 2009

قتل زوجته ودفنها في بئر وأعدمته المحكمة
بالقرائن الظرفية
===================================================================


في السوابق القضائية
القرائن وأثرها في الإثبات
الأدلة في القانون لها أهميتها القصوى ومنها
يبني القاضي قناعته التي توصله إلى الحكم
النهائي ولم يحددها القانون الحالي على سبيل
الحصر خلافاً للقوانين السابقة التي كانت
تحدد الأدلة في الإثبات.
الأدلة المتعارف عليها في الإثبات أنواع شتى
ومن بين تلك الأنواع ما تسمى بالقرائن وقد
عرفها القانون بأنها: (الإمارة الدالة على
إثبات أي واقعة أو نفيها بناء على الغالب من
الأحوال
السؤال الذي يطرح نفسه هو هل يمكن أن تؤسس
إدانة جنائية بناءً على القرنية؟
ومتى يتضح الأمر بصورة جلية إليكم هذه
الواقعة التي أرست مبدأ قانونيا مهما في مجال
العمل القانوني وأجابت عن السؤال المطروح
تتلخص وقائع القضية في أن المتهم الزوج اعتاد
هو وزوجته أن يتناولا وجبتي الغداء والعشاء
في منزل والد الزوجة المقتولة ويقع المنزل
بالقرب من منزل الزوجين وبعد ذلك ينصرفا
سوياً إلى مكان عمله في الحقل.
في اليوم المشؤوم حضر الزوج لتناول غذائه
كالعادة في منزل والد زوجته وحينها سأله
الوالد عن ابنته ولماذا لم تأت مع زوجها
فأجابه بأن ابنته (لمت عفشها وساقت ليها راجل
وهربت) وكرر الوالد سؤاله لكن دون جدوى بعد
يوم من ذلك شاهد والد الزوجة بطارية مضاءة في
مكان مربط (حمار) المتهم منتصف الليل وعاد
الصباح فشاهد الوالد في نفس المكان كلبا
(يشمشم) في الأرض بطريقة غير مألوفة تحرك
الوالد إلى المكان فوجد آثار حفر كما لاحظ أنه
قريب من صريف (القطية) التي يسكن فيها المتهم
وزوجته كما لاحظ أيضاً أن الصريف به فتحة
جديدة الإغلاق وبها آثار دماء كل ما لاحظه
الوالد من آثار الحفر والصريف المؤدي على عش
الزوجية وآثار الدماء واجتمع رأيهم على إزالة
الثرى من الحفرة وبالفعل بدؤوا العمل وفي
أثناء ذلك حضر الزوج المتهم الذي كان قد ذهب
إلى مركز الشرطة بقصد الإبلاغ عن هروب زوجته
وليس هذا فحسب وإنما اتهامه لها بسرقة مبلغ
مالي منه وعندما وجدهم يحفرون سألهم بارتباك
ماذا تفعلون؟
فلم يجبه أحد وبعد برهة قليلة وقبل أن يتبين
شيء من الحفرة ذكر لهم المتهم بأن في الحفرة
شخص وعند سؤاله من أحدهم كيف عرفت ذلك؟ سكت
الزوج لثوان ثم أجاب قائلاً بأن من في الحفرة
هي زوجته وبعد لحظات انتهى الحفر بالوصول إلى
جثة مقطعة ومحترقة تعرفوا عليها بأنها جثة
زوجة المتهم.
هرب الزوج المتهم بعد العثور على جثة الزوجة
إلا أنه تم القبض عليه بواسطة الشرطة وحينها
أفاد بأنه لم يلتقي زوجته ولا يعلم قاتلها
وأردف قائلاً بأنه لم يغادر المنزل منذ لحظة
هروبها منه وهي ترتدي ثوبا أسودا وحذاء قامت
الشرطة بتفتيش منزل المتهم فوجدت الثوب
الأسود والحذاء الذين ذكرهما الزوج المتهم
كما عثر على حبل ملطخ بالدماء وكذلك سكينا
وسيفا كما لاحظ أفراد الشرطة الذين قاموا
بعملية التفتيش آثار دماء على الصريف.
ثبتت الوقائع السابقة أمام المحكمة وبناءً
عليه أدانت الزوج وحكمت عليه بالإعدام شنقاً
وأيد الحكم من المحكمة العليا كذلك أرست مبدأ
مهما وهو البينة الظرفية يمكن أن تؤسس عليها
وحدها إدانة جنائية بشروط وهي أن تتبنى حلقات
البينة الظرفية وراء مرحلة الشك ؟ وأن يؤدي
استقراء تلك الحلقات إلى استنتاج معقول واحد
هو جرم المتهم وارتكابه للجريمة المنسوبة
إليه وأخيراً أن لا يتعارض استقراء تلك
البينة إلى استنتاج يتفق وبراءة المتهم بمعنى
أن البينة الظرفية (القرينة) يجب أن تثبت
بدرجة علمية بصورة تؤدي إلى فهم وأحداث وهو
جرم المتهم لا غيره.

ليست هناك تعليقات: