" الإجراءات التي أتخذها ليست إلا تدبيرا جذريا للإسراع في تفجير الحقيقة والوصول للعدالة".ولكن لدي شغف واحد: تنوير الذين تم حجبهم في الظلام، وباسم الإنسانية معاونة هؤلاء الذي عانوا الكثير ولهم حق التمتع بالسعادة.رسالتي رسالة احتجاج نارية وما هي الا مجرد صرخة روحي.دعوهم يتجرؤن ويجلبونني أمام محكمة قانونية، وليتم التحقيق معي في وضح النهار! " إميل زولا ،"إنى أتهم! "(1898)

الأحد، مايو 23، 2010

أحمد مطر >> إصلاح زراعي

أحمد مطر >> إصلاح زراعي


إصلاح زراعي


قرر الحاكم إصلاح الزراعة

عين الفلاح شرطي مرور

و ا بنة الفلاح بياعة فول

و ابنه نادل مقهى

في نقابات الصناعة

و أخيرا

عين المحراث في القسم أ لفو لو كلوري

و الثور مديرا للإذاعة

****

قفزة نوعية في ألا قتصاد

أصبحت بلدتنا الأولى

بتصدير الجراد

و بإنتاج المجاعة

لن اتحث فى التفاصيل كثيرا لكنها عقلية ( اولاد الشماليه شايقية ومن شايعهم) انه المسلسل المتواصل بدءا من تعيين سر الختم واليا للجزيرة لتصبح اعظم انجازاته فى ولايه تضم اكبر مشروع مروى فى العالم -نقل مباريات كاس العالم- المسلسل قديم ومعرووف بالتفاصيل
العجيب فى الامر وفى الوقت الذى كاان يحتااج فيه المشروع لقرض - وبالفوائد- بخمسة عشر مليون دولار لتمويل الاسمده ترفض المالية - وفى ذات الوقت تصدق بقرض باكثر من مائتى مليون دولار لسد مروى انها ببساطة القصة- يريد ابناء الشمالية الجزيرة ارضا خرااب-
لكننا نبشرهم بالغضب الاتى - ليس كغضب جبهة الشرق او دارفور او حتى
ثروات السودان والسودانيين صارت حكرآ ونهبآ للطغمة الحاكمة وحلفائها من الطفيليين.
معروف ان قطن السودان وبالذات العينة بركات من افضل انواع القطن فى العالم.
فى بورصة بريمين (المانيا) لبيع الاقطان يباع الرطل من القطن السودانى بحوالى دولار امريكى. بالتحديد 94.5 سنت.
كم يعود للمزارع الكادح فى مشروع الجزيرة من عائد مبيعات قطنه؟
بكم يباع قطن السودان؟ فى العام؟ وكيف توزع الانصبة على المنتجين؟

انظر هذا الجدول من بورصة المانيا للاقطان:

لا نرغب ان يتسرب الينا اليأس والخنوع ، هذا عين ما تريده السلطة ، ويبغاه هؤلاء الذين يصدرون اموالنا وخيراتنا لاهليهم. نرغب في توظيف هذا الغضب العارم الذي يعم المشروع من اجل حركة منظمة تنتظم قرى المشروع ومدنه، وتنتظم ابناء المزارعين والعمال والموظفين. المزارعون الان يبلغ عددهم قرابة المائة الف مزارع، وتخيل لو مدتنا كل اسرة بشخص واحد يمثلها ، كم سيبلغ عددنا؟ نرغب في تنظيم هذه الجماهير المطحونة في حركة مستمرة من اجل التغيير الايجابي في المنطقة.

* وعلينا ألا ننخدع مرة اخرى بطبيعة الصراع وعلينا ان نغير من طريقتنا القديمة في النظر للصراع: فالصراع ليس هو صراع على السلطة بين تلك الاحزاب المهترئة والانقاذ الدكتاتورية، من اجل اقامة حكم ديمقراطي في الخرطوم لن يستفيد منه احد، (لعبة العاصمة القديمة) الصراع قبل ذلك بكثير ، صراع حول الحقوق الاساسية والطبيعية، الحق في الحياة الكريمة ، والعيش الكريم، والصحة، والتعليم، وفرص الحياة المتساوية، وحقنا في ان نحكم نفسنا بنفسنا، وان نقوم بهذه الخدمات بانفسنا وليست هبة من العاصمة، وان نرضى الرابطة التي تجمعنا معا كاقاليم وولايات.

: أيها المسؤولون تداركوا مشروع الجزيرة
هذا المشروع ذو الفضل الكبير بعد الله، والنفع الجزيل، والخير المتعدي العميم، الذي كل السودان له مدين، أصابه من الدمار والخراب والتسيب ما الله به عليم، لقد خربت ترعه وخزاناته، وطمست جداوله وقنواته، وتآكلت وتكسرت أنابيبه، وقلت إنتاجيته، وشاخ شيخوخة مبكرة.

لهذا التدني والتدهور أسباب كثيرة وعوامل عديدة، بعضها إداري، وبعضها اقتصادي، والآخر سياسي، وسنشير في هذه العجالة إلى أهم الأسباب التي أدت إلى هذا التدهور، ونتج منها هذا الخراب، فنقول:

أولاً: عدم تحديث القنوات وتجديدها

من الأسباب الرئيسة في تدهور مشروع الجزيرة عدم تحديث القنوات وتجديدها وتطهيرها كما كانت تطهر دورياً من قبل.

كانت بعض المعدات قد أحضرت لهذا الغرض في الثمانينات، وجلست حيناً من الوقت، ثم حولت إلى مشرع آخر، إلى ترعتي كنانة والرهد كما علمت.

كان لعدم تحديث القنوات وتجديدها آثار سلبية ظهرت في مشاكل الري العصية، مما أدى إلى تدني الإنتاج وانخفاضه، لم تعد الخزانات والترع الرئيسة والفرعية، دعك عما يتفرع منها إلى داخل الحقول صالحة لاستيعاب ما كانت تستوعبه من قبل وتحافظ عليه من المياه، وقد كذبت عيني عندما رأيت ثاني ترعة رئيسة في الجزيرة وهي التي تعرف بـ"فم طابت" قد انكسرت عند قنطرة 46 قرب قرية تنوب، وتدفقت منها المياه مع حاجة المزارعين الماسة إليها، وكان عجبي واستغرابي أكبر عندما شاهدت الطريقة التي أصلحت بها، فالمواسير في القنوات الرئيسة والفرعية وكذلك الأبواب والأقفال تآكلت وتكسرت، وبعضها تعدي عليه لعدم وجود الرقيب.

وعمليات التطهير من الطمي ونحوه للقنوات الرئيسة والفرعية التي تحظى بذلك لم تعد ذات جدوى لاختلاف الجرارات والحفارات وصغر حجمها عما كانت عليه في الماضي، هذا بجانب عدم الرقابة والبطء، وقلة إحسان العمل وتجويده.

ثانياً: حراثة الأرض نقصت كماً وكيفاً

كانت مصلحة الهندسة الزراعية من الإدارات الناجحة في مشروع الجزيرة، التي تتولى حرث الأرض وفق خطة معينة، وبمستويات مختلفة، وعلى درجة عالية من الدقة، أما الآن فقد أصاب هذه الإدارة ما أصاب غيرها من الإدارات، نحو سكة حديد الجزيرة التي كانت تتولى نقل القطن والبذرة والتقاوي والأسمدة من داخل الغيط إلى المحالج المختلفة والمخازن، إن كانت لا تزال موجودة، وأصبحت عمليات الحرث يتولاها المزارعون بأنفسهم مع ضعف إمكانياتهم وعدم تقديرهم لأهمية الحرث، هذا بجانب التلاعب وعدم الدقة التي تصحب ذلك.

ثالثاً: التداخل وعدم التوافق بين إدارة المشروع وبين إدارة الري

الشركاء المتشاكسون في أي مشروع أومصلحة أوشركة عامل من عوامل عدم نجاح ذلك المشروع، وأداة من أدوات الهدم، فالتداخل وعدم تحديد الاختصاصات بين الزارعين وإدارة الري له أثر كبير وضرر عظيم على المشروع، ويؤثر تأثيراً سلبياً على عمليات الري، التي تنعكس بصورة جلية على تدني الإنتاج، فلابد من تحديد المسؤوليات وتفعيل الاختصاصات، حتى لا يحدث تضارب ومشاكسة.

رابعاً: تسييس الإدارة وعدم استقلالها

من عوامل الخلل الرئيسة في مشروع الجزيرة وأسباب التدني المباشر في الأداء تسييس الإدارة وعدم استقلالها في اتخاذ القرار للصالح العام، متمثلاً ذلك في مدير المشروع أوالمحافظ، حيث أصبح الولاء شرط أساسي في الاختيار، وكان أول ضحايا هذه البدعة السيئة والظاهرة الخطيرة إعفاء المحافظ القدير والمهندس الزراعي الكبير عبد الله الزبير قبل الإنقاذ، فمن سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة، لا ينقص ذلك من أوزارهم شيئاً، وكذلك الأمر بالنسبة لاتحاد المزارعين الذي يمثل جزءاً لا يستهان به في إدارة المشروع.

خامساً: ارتفاع أسعار مدخلات الإنتاج

نسبة لانخفاض قيمة الجنيه السوداني في السنوات الماضية، مع سياسة التحرير التي انتهجتها الحكومة ورفع الدعم، وتعدد الرسوم والضرائب، حيث أصبح المزارع يتحمل كل الأعباء ويبوء بوزر كل الأخطاء، وليس له من راحم إلا الله.

سادساً: تدني مستوى الخدمات للعاملين في المشروع من مفتشين وغيرهم

حيث سحبت السيارات من بعضهم، وخفضت كمية الوقود التي تعطى إليهم، مما كان له آثار سلبية سيئة على الإشراف على العمل، وكاد هم كثير منهم ينحصر في أعماله الخاصة من زراعة وتربية مواشٍ ونحو ذلك، وأصبح الغيط لا رقيب فيه ولا حسيب إلا الله.

سابعاً: عدم وضوح العلاقة بين المزارع والإدارة

بدءاً بالظلم الواقع على المزارع، وهو غالباً المالك للأرض، وتأجيرها منه بثمن بخس، ملاليم معدودة وهو فيها من الزاهدين، والدعوة إلى خصخصة المشروع وتمليكه للقطاع الخاص انسياقاً مع رياح العولمة النتنة، كأن المشروع بلا مالك ولا وارث، وغير ذلك من القسم الضيزى والأمور الغامضة التي يُغيَّب فيها المزارع غياباً كاملاً.
لهذه الأسباب مجتمعة ولغيرها تدهورالمشروع، وتدنت إنتاجيته، وساءت خدماته، وتقلصت إمكاناته، وتقهقرت مكانته، وقلت عائداته، ونفدت أرصدته واحتياطاته، بعد أن كان دائناً للحكومة، فأسباب تدنيه معروفة، وسبل إصلاحه وتقويمه متيسرة، وإمكانية إعادته إلى سيرته الأولى ممكنة، إذا اقتنع المسؤولون بذلك، وجدوا وأخلصوا النية، واستشعروا أهمية الزراعة التي بها قوام حياة الإنسان والحيوان، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من مسلم يغرس غرساً إلا كان ما أكل منه له صدقة، وما سرق منه له صدقة، ولا يرزؤه أحد إلا كان له صدقة يوم القيامة".1
والله أسأل أن تعود للمشروع حالته الأولى، وأن يهيئ له من الأسباب ما يجعله ينهض حتى يزداد عطاؤه، ويكثر نماؤه، ويحتل مكانته السابقة في الاقتصاد السوداني، حيث كان عماده، فإنه ليس على الله بعزيز، وأن يوفق المسؤولين لما فيه خير دينهم ورعاياهم، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وأصحابه والتابعين.
ابن مزارع ذاق حلو المشروع والآن يتجرع مره وعلقمه
اشوفك عامرة بالاحباب
وفاتحة على الفرح ابواب
اشوفك شاربة دفق النيل
وحاضن قلبك التيراب
اغنيلك جسارة واقول
السلام يا خضرا يا منجم
السلام يا كافة الصلاح
للمطرة البتسقي رباك
وللدنيا الملانة سماح
للنيل الدفق طميو
كسح شاقي الجزيرة صباح
السلام لو لوزك الفتح
يجرتق ساحة مروية
السلام والحب عليك مرشوش
رذاذ شبورة صبحية
الكلام لبستو تاج العز والحقول مزروعة مطرية
والسلام يا خضرا يا منجم
* كلمات الشاعر مدني النخلي

ليست هناك تعليقات: